سوليوود «خاص»
يعتمد صناع السينما والدراما، وكذلك المسرح على تقنية عرض الأعمال بطريقة الـ«فلاش باك»، من أجل إضفاء عنصري التشويق والإثارة على الحبكات؛ حيث تعتمد هذه الطريقة الشهيرة في أساسها على إثارة شغف واهتمام المشاهدين من أجل معرفة تفاصيل القصص، وذلك عن طريق إخبارهم بأبرز المعلومات والتفاصيل والحوادث المثيرة من أحداث سابقة. وتضيف هذه التقنية المزيد من العمق وتعزز فهم دوافع وانفعالات الشخصيات الرئيسية، هذا، بجانب مساهمتها في خلق مساحات ممتعة خلال عمليات السرد القصصي والدرامي للأعمال، والتي تجعل المتلقي في حالة شغف وحماس لمعرفة الأحداث التالية.
السمة المميزة
تتميز طريقة عرض الأعمال الدرامية والسينمائية بواسطة «الفلاش باك»، بالسرد القصصي الذي يضمن تسلسل الأحداث بصورة ممتعة تبدأ بنهاية الأحداث، ثم تسترجع القصص شيئًا فشيئًا من خلال الانتقال من مشهد الوقت الحاضر إلى المشهد الماضي باستخدام قواطع مُفاجئة وفي بعض الأحيان تكون صادمة، وتكون مصحوبة ببعض المؤثرات الصوتية والبصرية في غالب الوقت. ويتخلل ذلك السرد التركيز على حدث ما من ذاكرة الأحداث الخاصة بالسيناريو، والتعليق عليه من جانب أبطال العمل، وشرح أبعاده وخلفيته بشكل جذاب وساحر؛ فتصبح المشاهد الحاضرة جزءًا من نسيج الأحداث الماضية التي يستدعيها صناع العمل في بدايته. يُعتمد على هذه الطريقة كثيرًا في أفلام التراجيديا والأكشن المرعبة، بجانب الأفلام النفسية والبوليسية؛ إذ يتم توظيفها من جانب كاتب السيناريو بما يتناسب مع قصص هذه الأعمال، وتضم حوادث بعيدة عن العقل البشري، وقد تكون خيالية في معظم الأحيان؛ لكنها جذابة لعقل وحواس المشاهد وتجعله في حالة تتبع دائم للأحداث. أما في السينما الصامتة، فيستخدم صناعها هذه الطريقة من خلال الإشارة إليها بكتابة بعض الجمل الداخلية مثل: «بعد مرور ثلاثة أعوام»، كما تعتمد على استخدام المقاطع الموسيقية الحزينة أو الصاخبة من أجل لفت الانتباه لمشهد محدد، وتقديم شرح درامي صامت للقصة أو تغير لون العرض بشكل كامل.
أفلام ناجحة اعتمدت على الـ«فلاش باك»
«Forrest Gump»
هذا الفيلم مقتبس من روايةٍ حملت نفس الاسم للكاتب ونستون جروم عام 1986، وتم عرضه بطريقة الفلاش باك التي أضفت على حبكتها المزيد من التشويق والإثارة، وحصد أكثر من 10 جوائز عالمية جاء من بينها أربع جوائز أوسكار.
الفيلم الأميركي الصادر عام 1994، هو من بطولة: توم هانكس، وروبين رايت، وغاري سينيز؛ ومن إخراج: وبرت زيميكس.
«It’s a Wonderful Life»
يعتبر هذا الفيلم أحد أشهر الأفلام المحبوبة في السينما الأميركية، وفي عام 1998 أدرجه معهد الأفلام الأميركية في المركز 11 ضمن لائحة أفضل 100 فيلم أميركي على الإطلاق. اعتمد بشكل رئيسي في حبكته على العرض بتقنية الفلاش باك. ويحكي الفيلم قصة جورج بايلي، الذي تخلى عن جميع أحلامه ليكون في خدمة الآخرين، وهو ما وصل به إلى حد الانتحار في ليلة عيد الميلاد.
فيلم الدراما الأميركي الصادر عام 1946، هو من بطولة: جيمس ستيوارت، ودونا ريد؛ ومن إخراج: فرانك كابرا.
يعد من أبرز الأعمال التي شاركت تقنية الفلاش باك في نجاحه؛ إذ جرى تقديم الكثير من أحداثه بهذه التقنية التي زادت من روعة وجمال قصته، وهو استكمال لأحداث ما بعد الجزء الأول فى مسيرة عائلة كورليون، نحو بناء إمبراطورية إجرامية؛ إذ تسير أحداث ذلك الجزء على خطين متوازيين لتروي قصة الأب مؤسس العائلة، والابن الذي تولى مهام إدارتها. نال الفيلم 6 جوائز أوسكار لأفضل فيلم، وأفضل ممثل مساعد، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو، وأفضل ديكور، وأفضل موسيقى تصويرية، مع خمسة ترشيحات وأكثر من 15 جائزة أخرى.
وهو من بطولة: آل باتشينو، وروبرت دي نيرو؛ ومن إخراج: فرانسيس فورد كوبولا.