سوليوود «خاص»
يشير مصطلح الكومبارس، إلى ممثل الخلفية أو المشهد الواحد، الذي يظهر في دور غير متكلم أو صامت في الأعمال الفنية. ويقدم أدوارًا ثانوية لكن لا غنى عنها في الأعمال؛ إذ يضيف نوعًا من الواقعية على المشاهد تجعل العمل يظهر بشكل منطقي مقبول للجمهور.
كما أنه يساهم في سرد الأحداث بشكل جذاب. ورغم بساطة الأدوار التي يشارك بها ممثل الكومبارس، تكون هامة للغاية وتترك بصمة وأثرًا كبيرًا لدى الجمهور؛ إذ يساند بطل الحبكة في نجاح دوره، فهو بمنزلة السند للشخصيات الرئيسية في الأعمال.
موهبة جيدة وحضور مميز
يمتلك ممثل الكومبارس حضورًا مميزًا، وموهبة فنية جيدة تجعل اسمه معروفًا لدى الجمهور، ووجهه يصبح مميزًا بمجرد ظهوره عبر الشاشة. رغم مشاركته في العمل الفني بمشاهد قليلة، فإنه يؤديها ببراعة فائقة فيزيد من نجاح وشهرة الأعمال ويساند الأبطال الرئيسيين في تقديم أدوارهم بشكل لافت، ما يجعل صناع السينما يختارون ممثلي المشاهد الثانوية بعناية ودقة كبيرة، نظرًا لأهمية ما يقدمونه ومساهمتهم في نجاح الأعمال، أو العكس في حال عدم نجاحهم في تجسيد أدوارهم بشكل لائق.
كما تعد ملامح فنان الكومبارس في غالب الأحيان هي سبب شهرته؛ إذ تساعده ملامحه كثيرًا في وجوده في قالب واحد مثل: الشخصيات الشعبية القوية التي تحتاج ملامح قوية ذات قبول، والشخصية الشريرة في أفلام العصابات والأكشن، التي يحمل صاحبها ملامح شرسة توحي بالقوة وغلظة القلب والقسوة.
ولا يكون صاحب هذه المهمة الفنية في الغالب دارسًا للفن، لكنه لديه خبرة جيدة وموهبة تمكنه من لفت أنظار صناع الفن إليه ليقع الاختيار عليه للمشاركة في الأعمال الهامة التي يلقى القبول بها عند الجمهور ويحفر اسمه وصورته لديهم.
يشارك ممثلو الكومبارس في معظم الأعمال الفنية والدرامية، وكذلك المسرحية؛ إذ يعد من ضمن فريق الأعمال الفنية ولا غنى عنهم؛ لكن يشاركون بقوة في أفلام الحروب والأعمال التاريخية التي يمثل فيها أعداد غفيرة من ممثلي الكومبارس.
مشاهير بدايتهم كانت «كومبارس»
رينيه زيلويغر: الفائزة بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «Cold Mountain»، ظهرت كومبارس عام 1993 في فيلم «Dazed and Confused»، من خلال ظهور سريع وبسيط.
كلينت إيستوود: بدأ الفنان العالمي مسيرته الفنية كممثل كومبارس في بدايات خمسينيات القرن الماضي بفيلم «Revenge of the Creature»، حين ظهر سريعًا بمشهد قصير للغاية، ثم بدأ العمل كممثل ومنتج ومخرج.
أحمد لوكسر: يعد من أشهر فناني الكومبارس في السينما المصرية، وشارك في الفيلم التاريخي «الناصر صلاح الدين» الذي ظهر فيه بشخصية «رينود دي شاتيون»، كما جسد شخصية المنافق «عبدالله بن أبي سلول» بفيلم «الشيماء»، ثم ظهر في عدة أفلام أبرزها «شياطين البحر» و«وكالة البلح».
عبدالعزيز يويدناين: واحد من أبرز كومبارس مدينة ورزازات المغربية المعروفة باسم «هوليوود إفريقيا»، واشتهر باسم بن لادن بعد أدائه لهذه الشخصية سينمائيًا. بدأ مساره السينمائي عام 1985 كمساعد، ثم عمل في مجال الكومبارس، وشارك في أكثر من 100 فيلم عالمي، مثل: «The Man Who Knew Too Much»، و«Gladiator».