سوليوود «خاص»
يعد مصطلح «الدبلجة» أو التركيب الصوتي، من أشهر المصطلحات السينمائية التي تستخدم في مجال صناعة الأفلام، وهو يشير إلى عملية تركيب أداء صوتي بديل للنص الأصلي بلغة أخرى للأعمال المختلفة، ويشمل الإنتاجات السينمائية والوثائقيات وأعمال الدراما؛ إذ يؤدي ممثل الدوبلاج أصوات الشخصيات المصورة في الفيلم بأداء احترافي متناسق مع المشاهد وفقًا للترتيب الدرامي للحبكة، وبحسب الحركات الإيمائية الملائمة للشخصية. وذلك بما يتوافق مع تأويل لحوار مترجم سابقًا في لغة أخرى يتم تنسيقه مع الفريق المترجم للعمل. وتساعد كثيرًا عملية الدبلجة في حصد الأعمال نجاحات خارج بلادها بجانب تبادل الثقافات الفنية ومعرفة الشعوب لعادات ولهجات بعضها البعض بشكل مسل وممتع.
انتشار الأعمال
تساعد عملية دبلجة الأعمال السينمائية والتلفزيونية في تحقيق انتشار واسع للأعمال في مختلف البلدان، من خلال تحفيز الجمهور المتنوع حول العالم لمتابعة الأعمال الأجنبية بحماس. كما أنها تعد من العمليات المميزة في زيادة حالة الحراك الثقافية وإطلاع الشعوب على ثقافات بعضها البعض من خلال متابعة تلك الأعمال المتنوعة بلغاتها الأصلية التي تختلف عن لغة المجتمعات التي تطرح فيها؛ إذ تنفذ الدبلجة عن طريق مزج تسجيلات صوت اللغة المُضافة في صوت الأعمال الأصلي، واستبدال أصوات المُمثلين في الفيديو بأصوات آخرين بلغة البلد التي يُعرض بها العمل، ما يرفع من حماس الفئات المختلفة من الجمهور لمتابعة تلك الأعمال، خاصة إذا كان الإصدار الأصلي لها مغايرًا للغة موطنه. ويضم فريق الدوبلاج تخصصات مختلفة ويعملون بالتنسيق معًا حتى ترى الأعمال النور، ويشمل مُدبلجين مُحترفين، ومُترجمين مُتخصصين، وفريق تعليق الصوتي، وأخيرًا، مُهندسي تعديل الأصوات.
متخصص الدوبلاج
يمتلك صاحب هذه الوظيفة السينمائية موهبة احترافية فريدة ومميزة تمكنه من تجسيد أداء الممثل وإحساسه في ذات الوقت، ونقل مشاعر وعواطف الشخصية للمشاهد بجودة عالية الدقة، ويرتبط بشدة بالشخصية بشكل خاص والعمل عمومًا. ويكون ملمًا بشكل واسع بمعظم ثقافات ولهجات بلدان العالم حتى يستطيع أداء أي شخصية بصورة مقنعة ومنطقية تعبر عن الشخصية المجسدة على نحو مثالي. هذا، إضافة إلى أن ممثل الدوبلاج يمتلك صوتًا مميزًا يظل محفورًا في آذان المشاهد ويرفع من جودة الأعمال. لذا، فإن متخصص الدوبلاج في السينما يكون متمكنًا من سلامة اللغة والنطق، ويكون دارسًا لأحد التخصصات السينمائية، ويعتمد بشكل كبير على تنمية موهبته الفنية من خلال ورش وكورسات الأداء الصوتي واطلاعه وخبرته الجيدة ببرامج التكنولوجيا المتطورة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
أنواع الدبلجة
دبلجة الأفلام: تضم إعادة تركيب الأصوات على الأفلام السينمائية وأعمال الدراما بمختلف أنواعها، وخاصة تلك التي تستهدف فئات معينة في المجتمع ومنهم الشباب. ولاقت دبلجة الأفلام انتشارًا واسعًا في الفترة الأخيرة في العالم العربي، خاصة في الأعمال الهندية والكورية والمكسيكية.
دبلجة الرسوم المتحركة: تعد من أبرز أنواع الدبلجة، وهي خاصة بأفلام الأنيمي والرسوم المتحركة، وتتم من خلال دبلجة الحبكة بلغة البلد التي يعرض العمل فيه، ويمكن إجراء بعد التعديلات على النصوص بما يتناسب مع ثقافة وذوق الجمهور السائد في البلد المطروح به العمل، وتستهدف في الأساس الأطفال؛ لكن ينجذب إليها في معظم الأحيان الشباب والكبار.
دبلجة اللغة: يتم خلالها دبلجة الأعمال من خلال ترجمتها من لغة إلى أخرى، وتهتم بوضع التعديلات اللغوية اللازمة للنصوص الموجودة في قصص الأعمال، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى فشل وتراجع نسب مشاهدات الأعمال بسبب مستوى المترجم والأداء الذي يقوم به والذي يكون غير ملائم للحبكات.
مشاهير المهنة
مأمون الرفاعي: يعد من أشهر فناني الدوبلاج في الوطن العربي، وشارك في دبلجة العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، ومنها: مسلسل الأنيمي الأميركي «Ben 10»، ومسلسل الأنيمي الياباني «Topo Gigio»، واشتهر بصوته المميز أيضًا في رواية مسلسل الرسوم المتحركة «حكايات ما أحلاها».
سناء بكر: وهي ممثلة سعودية عرفت بصوتها المألوف في تقديم برامج الأطفال وتجسيد شخصيات مميزة في أفلام الرسوم المتحركة، ومنها: «افتح يا سمسم»، و«مغامرات بشار»، و«لوسي»، و«زينة ونحول».
سامي كلارك: وهو مبدبلج ومُغنٍ وموسيقار لبناني، تميز بصوته الأوبرالي، ومن أبرز أعمال شارة «جريندايزر»، ومسلسل الأنيمي الياباني الشهير «جزيرة الكنز»، ونال العديد من الجوائز العالمية بسبب أدائه الصوتي الفريد.
هالة فاخر: اشتهرت الفنانة المصرية بتقديم شخصية «طمطم» في مسلسل الرسوم المتحركة الرمضاني «بوجي وطمطم»، إلا أنها قامت أيضًا بالدبلجة لأشهر شخصيتين شريرتين في عالم ديزني وهما: زيرا من فيلم «Lion King»، ورويلا من فيلم «Dalmatians101».