سلطان فادن
هناك أفلام حقب زمنية سابقة يكون لها محتوى ذو إسقاطات على زمننا الحاضر. وهناك أفلام حقب زمنية تعرض لنا ما نفتقده في زمننا الحاضر.
فيلم «The Holdovers» قبل مشاهدته وحتى عند بداية الفيلم، يعطي انطباعًا أنه فيلم تقليدي مكرر عن فترة السبعينيات عن مدرس ومجموعة من الطلاب فترة إجازة الكريسماس. ولكن المفاجأة من بعد الربع الأول من الفيلم تقريبًا، ندرك أنه فيلم مختلف. حيث تطور الفيلم يكون في التدرج التقريبي لشخصيات الفيلم، وفي نقاط تقاطعهم، وإكمال مسيرتهم.
هو فيلم من نوعية الدراما الـ«حامض حلو» ولا أصنفه ضمن الأفلام الكوميدية. فحضور الكوميديا قليل وطبيعي، وليس مفروضًا ومصطنعًا. ليس به دراما عميقة، لكنه تطور درامي عفوي مع تأثيرات الخلفيات السابقة للشخصيات في تشكيل شخصية الفيلم.
لا يمكن إغفال تأثير المخرج ألكسندر باين ونهجه في هجاء المجتمع الأميركي، وبالتحديد هنا في فترة بداية السبعينيات، وكأنه يعكس للمشاهد هذه الفترة كبداية تقهقر وتشتت المجتمع. لذلك جاء الفيلم خاليًا على الأقل من الأجندات الهوليودية القذرة أخلاقيًا وهي «الموضة».
ممثلو الشخصيات الثلاث جميعهم ممتازون في هذا الفيلم، وليس بول جياماتي فقط. وإن حصل وفاز بجائزة الأوسكار، فسيستحقه على الأقل بسبب «حول» عينيه. الفيلم لاقى إقبالًا عاليًا من الجمهور والنقاد على «روتن توميتو»، وأنا أعطيه تقييم «8.5/10».
مقولة الفيلم لشخصية بول هنهام «جياماتي»: أجد العالم مكانًا مريرًا ومعقدًا. ويبدو أن العالم يشعر بنفس الطريقة تجاهي. أنا وأنت لدينا هذا الأمر المشترك، على ما أعتقد.