إيمان محمد
شهد عام 2023 العديد من الأفلام السينمائية المميزة والضخمة الإنتاج، حيث يعبر هذا العام عن انتعاشة حقيقية للسينما مقارنة بالأعوام التي تلت فترة كورونا، ليصدر لنا قوائم وتصنيفات عديدة.
عملت على ترتيب الأفلام لمراكز إمَّا حسب الإيرادات أو الإنتاج أو القصة أو الإخراج وغيرها من التصنيفات الجماهيرية أو التجارية، لكن يبقى لكل فرد قائمته التي تعتمد على ذائقته وعلى مدى تأثير الفيلم عليه وملامسته لمشاعره وآرائه التي يتبناها، والعمق الوجداني والإنساني الذي يقدمه الفيلم دون توجيه إعلامي؛ إذ تشكل أحيانًا بعض الأفلام التي نشاهدها ارتباطًا روحيًا غير مفهوم معها، وفي أحيان أخرى أيضًا تبقى بعض المشاهد السينمائية محفورة في ذاكراتنا باستمرار وكأنها انعكاس لشيء في عقلنا الباطن. بالنسبة لقائمتي للأفلام الخمسة الأفضل التي شاهدتها في عام 2023 بدون ترتيب..
الفيلم رقم 1
هو الفيلم الفرنسي الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان «anatomy of a fall». اللافت في الفيلم هو كمية الإثارة النفسية التي صاحبت تداعيات حادثة السقوط لزوج اتهمت زوجته بإسقاطه من شاهد أعمى هو ابنها، وتسليط الضوء بعد ذلك على تداعيات هذه الحادثة أكثر من حادثة السقوط نفسها، ليعيد لمخيلة المشاهد تشابه المنظور والسرد مع ما حدث بعد وفاة الأميرة ديانا والفنانة سعاد حسني، وكيف تحولت الحادثة إلى تفاصيل وتحقيقات جعلت المشاهد في حالة من التوتر أمام أصغر التفاصيل طيلة أحداث الفيلم.
الفيلم بالنسبة لي وجه رسالة عن قدرة التفاصيل الصغيرة في التحكم والتشويش على الأحداث الكبيرة. سياسة يحترفها الإعلام في بعض الأحيان من أجل التضليل في قضايا الرأي العام والجرائم الكبرى.
الفيلم رقم 2
مرشح الأوسكار الفيلم الألماني «The Teachers Lounge»، قصة بسيطة غير مبتكرة عن معلمة تحاول الوصول إلى حقيقة دوافع السرقة لأحد طلابها بالفصل ليتحول تصرفها الإنساني إلى صراع ما بين مبادئها وقوانين المؤسسة المدرسية الصارمة التي تنتمي إليها، وترى في اهتمامها تجاوزًا يؤدي إلى تصرفات فردية غير مدروسة ومجازفات مصيرية تهدد المعلمة. الفيلم يفوز في شحن كمية التوتر والتشويق والسخط على أطر صنعها الإنسان لقتل الإنسانية.
الفيلم رقم 3
الفيلم الكندي عن جهازي الذي أحببته «blackberry»، الفيلم سيرة ذاتية، إلا أنه يعبر عن الارتفاع السريع والسقوط الأسرع لهذه الشركة. جماليات الفيلم تأتي في الأحداث المتسارعة والتوتر والتعاطف المستمر مع انتكاسات الشركة التي ما زالت متشكلة في ذاكرتنا رغم الثورة التقنية التي نعيشها اليوم. الفيلم – في رأيي – مهم في توجيه رواد الأعمال، ويعتبر درسًا من دروس إدارة الأعمال وقياس مؤشر التنافس.
الفيلم رقم 4
الفيلم الأميركي «no one will save you»، فيلم تكمن براعته في النص غير المكتوب سوى جملة حوارية واحدة لامرأة تصارع مع قلقها في وحدتها كائنًا فضائيًا، وتبدأ الأحداث التي تأسر المشاهد وتستنطقه في بعض المشاهد، ينتهي الفيلم ليترك لنا مجموعة من الأسئلة والأفكار كعصف ذهني ناطق لفيلم شبه صامت وأحداث قلقة ينعكس عليها التوتر.
الفيلم رقم 5
الفيلم الأميركي «May December» عن قصة تعلق مضى عليها عشرون سنة لأحداث غير مقبولة اجتماعيًا بسبب الاستغلال الجنسي مع فارق العمر لامرأة رمز لها بعنوان الفيلم «ديسمبر» مع مراهق في 13 من عمره رمز له بشهر «مايو» رمز الربيع، القصة انتهت بسجن المرأة، لكن في الفيلم يأتي السرد بشكل أكثر إبداعًا بسبب ممثلة تسعى لتمثيل هذا الحدث من جديد. أحداث الفيلم قمة في التشويق والاستفزاز وإثارة الجدل وطرح تساؤلات كثيرة عن استغلال الجسد مع وجود فارق في العمر، سواء في العلاقات الشرعية أو غير الشرعية.