سلطان فادن
عند إعداد مراجعة فنية لفيلم دنماركي ويكون من بطولة مادز ميكلسين، فمن الصعب حصر النقد على الفيلم فقط، طالما حضر مادز.
فيلم «Bastarden» بالدنماركية ترجمتها الأدق «اللقيط»، بينما أطلق عليه بالإنجليزية «أرض الميعاد». فيلم ملحمة وحقبة تاريخية في القرن الثامن عشر ميلادية. وهنا تكمن أولى التحديات: ماذا ممكن أن يضيف مثل هذا الفيلم؟
الفيلم المبني على رواية بعنوان: «النقيب وأنا باربارا»، قصته جميلة. الأجمل كانت المعالجة الدرامية عند تحويله لفيلم. التشويق وربط المشاهد عاطفيًا مع الأحداث تبدأ من البداية.
الأكثر تميزًا هي الإسقاطات التي ركز عليها الفيلم، على الواقع الحالي، ولعدة مواضيع. الفيلم الذي مدته أكثر من ساعتين، لم يكن مجرد «حدوتة» قديمة.
قصة الفيلم في طياته نسج عدة طبقات، من معانٍ وقيم ورذائل كثيرة: الظلم والقمع والصبر والعنصرية والروحانية… وغيرها. ليخرج الفيلم بهذا التميز والقيمة الفنية، تاركًا المتلقي يعايش ويستذكر مشاعر وأحاسيس، تسلب وقته في بحر الإبداع الفني.
أمَّا الممثل مادز ميكلسين، فهو إبداع وأيما إبداع. ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بعدة أفلام دنماركية أو مشتركة مع دول أخرى. كل فيلم منها يوجد فيه مادز، كن على يقين أنه فيلم أكثر من جيد.
ممثل يختار أدواره بعناية فائقة، والأهم أنه يضيف للدور وللفيلم الكثير والكثير. أقرب تشبيه لحضور مادز الطاغي في كل فيلم، هو كحضور ميريل ستريب في أفلامها. مع ملاحظة أن الحديث هنا عن مادز في الأفلام الدنماركية. أمَّا مادز في أفلام هوليوود، فهو هناك فقط «يتسلى».
تقييمي للفيلم «9/10».
مقولة في الفيلم: الحياة… فوضى.