فهد السعير
قطعت صناعة السينما السعودية خطوات ثابتة نحو تحقيق ريادة إقليمية تمكنها من المنافسة العالمية، في ظل اهتمام واسع بتطوير الأدوات وتحسين جودة المنتجات السينمائية، في مواكبةً لـ«رؤية المملكة 2030».
هذه الخطوات برزت من المؤشرات المعلنة، مؤخرًا، بشأن قطاع السينما في المملكة؛ إذ شهدت السوق نموًا متسارعًا خلال السنوات الخمس الماضية، منذ تدشين عهد جديد لصناعة السينما في السعودية.
المؤشرات تضع سوق السينما السعودية في مكانة متقدمة للغاية مقارنة ببقية أسواق المنطقة، ما جعلها محط أنظار كبار المنتجين حول العالم؛ خاصة كبار هوليوود الذين رأوا في السوق السعودية فرصًا واعدة ومتنامية على نحو يشجع الاستثمارات الأجنبية؛ مع خطة الدولة لتجاوز عائدات شباك التذاكر مليار دولار بحلول عام 2030.
الخطوات المتوازنة حاليًا، في حال استمرارها بالنسق نفسه، تضع سوق السينما السعودية ضمن قائمة أفضل 20 سوقًا على مستوى العالم؛ وهو ما يمثل فرصة واعدة لكبار المنتجين والمستثمرين في هذا القطاع المتنامي.
وتكفي الإشارة إلى أن دور العرض السينمائي في السعودية سجلت نموًا كبيرًا؛ حيث تجاوزت إيرادات شباك التذاكر 3 مليارات ريال منذ افتتاحها في المملكة، بحسب ما جاء في آخر إحصائية لهيئة الإعلام المرئي والمسموع قبل شهرين.
هذا التعطش لمشاهدة أفلام السينما في المملكة دفع الصناع السعوديين والأجانب على حد سواء، لاقتحام السوق بجرأة؛ في سياق المنافسة على كعكة الإيرادات على المستوى الاستثماري، وفتحت آفاقًا جديدة أمام القائمين على الصناعة المحلية لمواصلة خطط الدعم والتحفيز.
المؤكد أن استمرار هذا النسق المتصاعد من شأنه أن يضع سوق السينما السعودية على رأس قائمة أفضل الأسواق الإقليمية وضمن الأفضل عالميًا. لكن السؤال يبقى حول كيفية استغلال هذا النمو لصناعة منتج سينمائي محلي يحمل الطابع الخاص للمنافسة في كبرى المهرجانات العالمية.
من الأمور المبشرة أن الإنتاج المحلي من الأفلام واكب هذا النمو خلال الأعوام الماضية حيث شهد 2022 عرض 11 فيلمًا تجاريًا مقابل 7 أفلام خلال العام 2021؛ بينما ثمة طموح يستهدف زيادة حجم الإنتاج المحلي في دور العرض إلى 70 فيلمًا سنويًا بحلول عام 2030.
النقطة المحفزة في هذا السياق تتمثل في حجم الدعم الذي توفره مختلف الجهات المعنية بصناعة السينما، سواء للمنتجين الوطنيين، أو الأجانب؛ فضلاً عن الكم الهائل من برامج التدريب والتطوير المصاحبة، ومسابقات مهرجان البحر الأحمر، وهي الفرص التي تشجع صغار السينمائيين على مزاحمة الكبار لطرح أفكار جديدة يمكنها المنافسة محليًا وإقليميًا.
ما أود تأكيده في هذا المقام أن صناعة السينما السعودية تخطو خطوات ثابتة ومتزنة نحو تحقيق ريادة إقليمية وعالمية، من شأنها أن تجعل المنتجات السينمائية السعودية «براندًا» قائمًا بذاته؛ وهي المستهدفات المشجعة للمغامرات الاستثمارية في قطاع السينما.