هالة أبو شامة
بعد 18 عامًا من عرض النسخة الثانية من فيلم «تشارلي ومصنع الشيكولاتة» الذي قام ببطولته الفنان العالمي جوني ديب، من خلال شخصية «ويلي ونكا»، والذي حاز 15 جائزة و52 ترشيحًا لجوائز أخرى بينها الأوسكار، تعود شركة «Warner Bros. Pictures» بعمل جديد في 2023، يحمل اسم «ونكا – WONKA» يستعرض رحلة صعود صانع الشيكولاتة الشهير، الذي ابتكره «روالد دال» عام 1964، في روايته الخاصة بالأطفال التي تم تصنيفها ضمن الروايات الأكثر مبيعًا.
أحداث محورها الطفل
ففي الفيلم الذي عرض عام 1971 وقام ببطولته جين وايلدر، والآخر الذي طرح عام 2005، وكان من بطولة جوني ديب، دارت الأحداث حول المغامرة التي خاضها مجموعة من الأطفال مختلفي الطباع داخل المصنع الساحر الذي ينتج شيكولاتة بمختلف الأشكال والأنواع، والذي يمتلئ بالعديد من العناصر السحرية الخيالية بدءًا من تكنيك تصنيع الشيكولاتة ذاتها، وصولاً إلى عمال «الأومبا لومبا» محبي الرقص والغناء، الذين تميزوا بقصر قامتهم ومظهرهم الغريب.
كلا الإنتاجين التزم بالرواية الأصلية، التي ركزت في الأساس على الجزاء الذي لحق بكل طفل بناء على أخلاقه وتصرفاته، وظل «ونكا» من بداية الأحداث حتى نهايتها شخصية غريبة الأطوار غامضة. ورغم أن تاريخ صانع الشيكولاتة لم يكن واضحًا بما فيه الكفاية ليشبع فضول المشاهد تجاه المحطات التي أوصلته لتلك النتيجة الخيالية؛ فإنه حاز شعبية واسعة بفضل أداء الممثلين، والصورة الممتعة التي كانت أكثر إتقانًا وتطورًا من الفيلم الذي سبقه.
عودة للماضي
في الفيلم الجديد المستوحى من بعض المسودات المبكرة لرواية الراحل «دال»، يزاح الستار عن ماضي «ونكا»، الذي وصل إلى لندن وهو في الـ25 من عمره بعد 7 سنوات من الإبحار حول العالم بحث فيها عن النكهات التي تمنح وصفاته مذاقًا خاصًا، ليفتتح متجر الشيكولاتة الضخم، إلا أنه يواجه عدة عقبات وتحديات بفضل صناع الحلوى الذين حاربوا نجاحه.
يتخلل العمل العديد من الأغاني والاستعراضات، مما جعل تلك النسخة مفعمة بالطاقة والحيوية، هذا بخلاف الصورة البصرية الرائعة المليئة بالألوان؛ إلا أنه رغم ذلك تم إنتاج الفيلم وسط مخاوف عديدة من إفساد شخصية «ونكا» الكلاسيكية التي أعجبت الكثيرين وأحبوها.
مخاوف وانقسامات
ما يؤكد تلك المخاوف، هو الانقسام الكبير في آراء النقاد، بشأن العمل عقب عرضه في عدة مهرجانات؛ إذ يرى البعض أن مشاهدة الفيلم يمكن أن تمنحك متعة كبيرة، فيما أعرب آخرون عن استيائهم من العمل ووصفوه بأنه أجوف يفتقر إلى معالجة الأسباب التي حولت «ونكا» لتلك الشخصية الغامضة. لكن يبقى الرأي الآخير للجمهور الذي سيحدد ما إذا كانت تلك النسخة ستقتنص النجاح الذي حققته نسخة «جوني ديب» ومن قبلها تلك التي قام ببطولتها جين وايلدر، أم ستظل كلاهما أيقونة راسخة في أذهان محبي صانع الشكولاتة الشهير.