فهد السعير
بدأت المملكة العربية السعودية العدّ التنازلي لاستقبال واحد من أضخم تجمعات العالم على الإطلاق، عندما يحين العام 2030؛ وتكون المملكة على موعد لاستقبال 40 مليون زائر لموقع إكسبو وحوالي مليار زائر عبر الواقع الافتراضي.
هذا الحدث الضخم على كافة المستويات يُمثِّل فرصة ذهبية للسعودية التي ستكون خلال السنوات المقبلة محط أنظار الملايين حول العالم، للتعرف أولاً على المجتمع عن قرب وثقافته تحديدًا.
في هذا السياق، يمكن لصناعة السينما أن تكون أداة فاعلة لفتح مسارات نحو التنوع الثقافي وعكسه على مرآة العالم؛ والعكس يمكن للمواطنين أن يكونوا أكثر انفتاحًا على كافة الثقافات والحضارات، لالتقاط المفيد منها، مع الاحتفاظ بالتراث الوطني؛ وتلك خلطة مميزة لخلق مجتمع متحضر وواعٍ في نفس الوقت.
تُشكِّل السينما فرصة إقناع أكثر فعالية من حيث خلق الوعي الثقافي وتثبيته؛ ومن ثمَّ إعادة صياغة مفرداته وفق رؤية تنموية تمزج الحاضر والماضي والمستقبل في بوتقة واحدة، تفتح المجال أمام الجيل الجديد للانخراط في حقبة متسارعة على الصعيد التقني والتكنولوجي.
لا شك أن تطور صناعة السينما في بعض المجتمعات كانت فارقة في سبيل تشكيل ثقافة مجتمعية تحترم الاختلاف وتسعى لتطوير أدواتها؛ وهو ما تدركه المملكة جيدًا عندما وضعت خططًا ثقافية تلازم خطط التنمية؛ فكلاهما مكمل للآخر.
المطلوب أن تستغل المملكة الحدث العالمي استغلالاً مثاليًا لتحقيق تنوع ثقافي ودعم رؤية 2030 في شقها الثقافي لخلق حالة انصهار مجتمعي يتناسب مع حالة التنمية التي تعكف الدولة على تنفيذها، فلا مناص من المزج بين المكونين التنموي والثقافي؛ للوصول إلى مرحلة تكاملية فريدة.
ما زلت على يقين بأن الفرص عديدة ومتنوعة بحقيبة إكسبو 2030، وواثق من أن دمجها في رؤية سينمائية سيخلق حالة من التكامل والتنوع المميز؛ شريطة تضافر الجهود بين الخطط الحكومية والأخرى المعبرة عن القطاع الخاص، الذي سيناله جانب من الفائدة. ولنكن صريحين مع أنفسنا، لا تستطيع يدٌ أن تصفق وحدَها؛ بل المطلوب مزج مميز بين كافة المكونات والقطاعات حتى تلك التي ترتبط من بعيد بأهداف الحدث العالمي، لتخرج الفعالية بشكل يليق بتاريخ المملكة وحاضرها ومستقبلها.
أمّا الحدث نفسه، فيُمكن أن يكون إكسبو 2030 استوديو سينمائيًا مفتوحًا يمثل إضافة نوعية لمكتبة مواقع التصوير السينمائي التي تمتلكها المملكة، ويشكّل مسرحًا لصناعة مشاهد سينمائية ساحرة، بما يوفِّره من رؤية بصرية يبحث عنها مخرجو السينما، تكون مع الطبيعة الجغرافية ومواقع التصوير في السعودية أحد أكبر وأهم تجمعات التصوير، تجذِب الصناع والمنتجين، وتستوعب أحداث أي حكاية مهما اختلفت لغتها أو مستويات عقدتها الفنية.