سوليوود «خاص»
تعد عملية تحرير الأفلام من الركائز الأساسية التي يمر بها أي عمل فني قبل أن يظهر للنور في دور العرض؛ حيث يتم خلالها اختيار وترتيب المشاهد بطريقة تساهم في سرد القصة بشكل فعّال، والتركيز على التفاصيل الهامة، التي تظهر رؤية المؤلف والمخرج للعمل بشكل جذاب وساحر للجمهور، وهي جزء من عملية المونتاج السينمائي. ويمر تحرير الأفلام بعدة مراحل يقوم بها محرر الفيلم مستندًا إلى رؤية صناعه وخياله الإبداعي، الذي قد يدفعه لحذف بعض التفاصيل التي تكون مقحمة على النص ولا تضيف جديدًا، أو إضافة مؤثرات بصرية وصوتية جديدة من شأنها أن تضفي بعدًا جماليًا مميزًا للسيناريو.
محررو الأفلام
يؤدي مهمة تحرير الأفلام فريق من المختصين يطلق عليهم في قطاع صناعة السينما محررو الأفلام، ويقومون برصد اللقطات والمقاطع في مقطع تقريبي أو مُحرر يتبع النص عن طريق قص اللقطات المختلفة وتنسيقها وفقًا لرؤية صناع العمل ورؤيتهم الإبداعية بشكل لائق وممتع. وفي بعض الأوقات يتم الاستغناء عن بعض اللقطات بعد تحريرها، عندما يجد المحرر والمخرج أنها لا تضيف قيمة وما هي إلا حشو قصصي مقحم على النص خلال سرد القصة بشكل كامل. كما قد يتم إضافة مقاطع جديدة ومؤثرات صوتية وبصرية تكون غير موجودة بالنص الأصلي، لكن المشهد يكون بحاجة لها كي تكتمل الحبكة الدرامية للأعمال. هذا، بالإضافة إلى أن محرري الأفلام يحددون الوقت الفعلي لكل مشهد داخل العمل؛ إذ يتم قص بعض اللقطات من المشاهد لتأتي متماشية مع المشهد التالي. وبالرغم من أن معظم المحررين يعملون بتنسيقات رقمية ولم يعودوا يقطعون الفيلم ويلصقونه، فإن كلمة قص لا تزال مستخدمة في مرحلة ما بعد الإنتاج.
مراحل التحرير
النسخة الأولية: ينسق المحرر مع صناع العمل، حيث يتم خلال هذه المرحلة اختيار اللقطات وتنسيقها مع الإطارات المناسبة لها باستخدام برامج الحاسوب والذكاء الاصطناعي التي تساعده في خروج الأفلام بشكل احترافي عالي الجودة؛ وقد تحتوي الثانية الواحدة من الفيلم على أكثر من 20 إطارًا.
النسخة المخرجة: تعد هذه المرحلة من أهم مراحل التحرير، حيث يعمل المحرر والمخرج معًا على مراجعة الفيلم من أجل اكتشاف أي تفاصيل غير طبيعية أو مقنعة خلال المشاهد، ويتم انتقاء تفاصيل العمل خلالها بدقة شديدة واستبعاد وقص الكثير من اللقطات غير المناسبة. كما يتم أيضًا فيها ضبط درجات الألوان والصوت وإضافة المؤثرات الخاصة.
النسخة النهائية: هي التي يظهر فيها الفيلم بصورته الأخيرة للجمهور؛ وذلك بعدما يراجع بشكل دقيق من قبل المنتج والمخرج والموافقة على ما قام به المحرر من ترتيب واستبعاد مقاطع ودمجه لبعض المشاهد؛ ليتم إرسال تلك النسخة إلى دور العرض.
برامج لا غنى عنها
تتم عملية تحرير الأفلام من خلال الاعتماد على العديد من برامج الجرافيك وأدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة، التي توفر الكثير من الوقت والجهد، وتجعل الأفلام تخرج لصالات السينما بدقة وجودة عالية، يمكن من خلالها إضافة المؤثرات الصوتية والبصرية وإضافة تحسينات متميزة بخيارات عدة على المشاهد، واستيراد لقطات إضافية، وإنشاء تسلسل زمني متناسق مع السيناريو، وضبط مستويات الصوت والإضاءة. ومنها: «Adobe Premiere Pro»، و«Movie Maker».