ياسر مدخلي
لقد حظي الإبداع في السنوات الأخيرة بالذات، بتكريم هائل أعاد الاعتبار للنجوم الذين بذلوا إبداعاتهم، وأمتعوا الجماهير طوال مسيرتهم في الملاعب، وعلى المسارح، والشاشات، لا سيما أن هذه الحفاوة تعتز بالمبدع شخصيًا، وتمنحه دفعة معنوية مهمة؛ ليشعر بالتقدير لما يقدمه من حضور مؤثر في مجاله.
وهذا ما شهدناه، مؤخرًا، في موسم الرياض، الذي تميز باستضافة المبدعين من كل أنحاء العالم، واستقطب أعمالهم، وصنع لهم فرصة ذهبية للالتقاء بالجمهور والتنافس الإبداعي في قلب العاصمة السعودية، وذلك من خلال تكريم أساتذة الغناء والتمثيل والإنتاج والمؤلفين والمخرجين والرياضيين والإعلاميين الذين يسهمون في حفلات ومسرحيات وتجارب وعروض مستوحاة من نجاحاتهم، ويجتمعون أيضًا في عيد الإبداع المسمى JOY AWORDS لينالوا تقديرًا آخر بهذا التتويج الفاخر.
وفي قراءتي لهذا النشاط الكبير والنجاح الباهر لموسم الرياض، أراه يشكل تكريمًا للمبدعين واحتفاءً بجماهيرهم، وتحية احترام لكل من يقدم عملاً ممتعًا ومميزًا، ويخلص في أدائه ليصنع البهجة ويرسم الابتسامة، ويحقق السعادة التي تنتمي إلى هوية هذا المشروع الضخم التي اتخذ «BIG TIME» شعارًا له لتكون كل لحظة تتنفس فيها البهجة ويتألق بها الجمال عنوانًا لائقًا بهيئة الترفيه.
فموسم الرياض يشكل بادرة مهمة لتمكين المبدع المحلي والعالمي من فرص نجاح أكثر على أرض السعودية، والمدهش أيضًا ما يقوم به الموسم من اكتشاف للمواهب الجديدة ودمجها بالنجوم في بيئة محفزة تنعش سوق الإبداع وتشجع كل مبتدئ ليشق طريقه بثقة في قطاعات إبداعية مختلفة بين الرياضة والموسيقى والمسرح، وهي التي تؤثر من خلال تطورها في مجالات عديدة كالثقافة والسياحة والاقتصاد والإعلام، وتضفي انطباعًا بالأمان للمبدع في مجتمعه وأهمية دوره في صناعة متقدمة واحترافية تنمو بشكل مستمر وتنضج بوتيرة أسرع وتتكامل مع مثيلها عالميًا.
إني لأعتز كثيرًا كلما دخلت البوليفارد وأنا أقف بين مسرح الدكتور بكر الشدي والأستاذ محمد العلي، وأتجول بين مجسم لفنان العرب محمد عبده، وقيثارة الشرق طلال مداح، وملك العود عبادي الجوهر، ونجوم كرة القدم والفنانين العرب؛ بل وأكون سعيدًا جدًا وأنا أشاهد في كل عام منصة التتويج تكرم مبدعينا، والوجوه الجديدة السعوديين والعرب.
إن ما دفعني لكتابة هذه المقالة فرحي بالإعلان عن تكريم الفنان القدير علي المدفع «1937م»، هذا الفنان الكبير بمشواره العصامي المميز، وهو ممن ساندوني في أول مسرحية أقوم ببطولتها ضمن مهرجان الجنادرية قبل قرابة عشرين عامًا، حينها كنت في بداياتي كممثل وكانت كلماته مؤثرة بشدة وحقق فريقنا حينها جائزة، وكان للتكريم والفوز لذة لا تُضاهى، فأبارك لأستاذنا علي المدفع وهو قامة من قامات الفن السعودي، ومثقف موسوعي وأب موجه لكل الفنانين الذين عاصروه، ويعتبر تكريمه التفاتة كريمة ومستحقة. فعلي المدفع الذي فقد بصره منذ عامين وما زال يقوم بالتمثيل حبًا وشغفًا، يمتد عمله في الفن لخمسين عامًا منذ منتصف السبعينيات بالمشاركة في قرابة «100» عمل بين الأفلام والسهرات والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات والإعلانات.
وهذا التكريم يستوجب علينا كفنانين أن نقدم الشكر والامتنان إلى مهندس هذا الموسم، معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، القيادي الفذ الذي يستشعر أهميته كمبدع وعاشق للفن، ويدرك مدى تأثيره وقدرته على خلق السعادة في قلوب الناس. إن هذا النجاح الذي يحققه باستمرار كل عام نتيجة حتمية لرجل شغوف بعمله، مخلص لوطنه، استطاع باقتدار أن يقدم صياغة جديدة في صناعة الترفيه؛ إذ جعل من موسم الرياض منتجًا محليًا بمعايير عالمية، وأصبح الموسم مساهمة سعودية في صدارة مشاريع الترفيه على مستوى العالم. ليحقق بذلك مستهدفات الرؤية السعودية التي تضع للوطن مكانة في صدارة الدول المتقدمة في كل المجالات.