سوليوود «خاص»
تساهم «الإضاءة السينمائية» في تعزيز دور المؤثرات البصرية وتحديد التفاصيل بشكل كامل، وإذكاء الأجواء التي تساعد في نجاح الأفلام؛ إذ تجعلها تظهر بجودة عالية الدقة وتضيف أبعادًا جمالية متنوعة للأعمال من خلال التحكم في كم الضوء الذي تنتجه الإضاءة المباشرة وغير المباشرة، وتوزيعه بنسب وزوايا متناسقة على جميع العناصر والمشاهد. علاوة على أن الإضاءة تكون صاحبة الدور الأبرز في تحديد طبيعة البيئة وزمان ومكان تصوير الأعمال، وإظهار مكنون كل شخصية مشاركة في العمل ودوافعها، وكشف لغة الجسد التي يستنتج منها المتلقي ما يرغب المؤلف في إيصاله دون أي حديث من قبل بطل المشهد.
جذب المشاهدين
يعتمد صناع الأفلام على الإضاءات بكل أنواعها من أجل التأثير على المشاهد وإقناعه برسائل الأعمال، ودوافع الشخصية ودورها خلال الأحداث؛ حيث إن درجة الإضاءة، سواء كانت عالية أو منخفضة، تخلق أجواء نفسية تؤثر بشكل احترافي في حواس المتلقي ما يجعله يتحمس لمتابعة الفيلم حتى نهايته، والعكس يحدث تمامًا حينما تكون الإضاءة السينمائية غير مناسبة وغير متناسقة مع مشاهد الفيلم؛ ما يجعل المشاهد والشخصيات تظهر عبر الشاشات بصورة مشوشة وغير متماشية مع طبيعة الحبكة وينتج عنه عدم قدرة المشاهد على استيعاب الأحداث وربط بعضها ببعض، فلا تكون لديه رغبة في متابعة الفيلم.
وتعتبر الإضاءة شريك نجاح مؤثرًا جدًا في بعض الأفلام بالتحديد؛ إذ يعول عليها بنسبة كبيرة أثناء عمليات إنتاج أفلام الغموض والإثارة النفسية، ويساعد التوازن بين كم الإضاءة الخافتة والكثيفة في نشر أجواء التشويق والغموض خلال الأحداث، وتبرز البعد الدرامي والنفسي للعمل كما يخطط صناعه.
مدير الإضاءة
يسند إلى مدير الإضاءة السينمائية مهمة إظهار الأفلام بصورة مبدعة وساحرة، فهو المسؤول عن الإضاءة والألوان والتأثيرات البصرية وحركة الكاميرات أثناء إعداد الأفلام، ويمتلك مهارات عدة تمكنه من تولي هذه المهمة أبرزها شغفه بفنون التصوير، وقدرته على تحديد الثيم الخاص واللقطات والزوايا والكوادر، والألوان المستخدمة. كما يكون مواكبًا بشكل دائم لكل ما يطرأ على المجال من تطورات تكنولوجية وبرامج وتقنيات جديدة، ولديه رؤية فنية مبدعة تمكنه من الابتكار وخلق أجواء مشوقة للأفلام.
أشهر أنواع الإضاءات السينمائية
الإضاءة الطبيعية: هي الإضاءة المعتادة دون أدنى تحريف أو تدخل بشري مثل ضوء القمر ليلًا، وضوء الشمس نهارًا؛ لكن يتم استخدام بعض المعدات السينمائية والعواكس لتوظيف وتركيز هذا النوع من الإضاءة على حسب المشاهد في الأعمال.
الإضاءة الصناعية: يعتمد على هذا النوع من الإضاءة لإظهار طبيعة المكان والزمان أثناء تصوير الأفلام، ومنها ضوء المصابيح والأضواء الفلورية، والأجهزة التي يصدر منها الضوء بشكل عام، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا مؤخرًا بفضل برامج وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
الإضاءة الفوليومترية: هي الإضاءة التي تكون شعاعًا ضوئيًا ضمن نطاق محدود ومتعدد أيضًا داخل موقع التصوير، وبدوره يخلق سديمًا ضوئيًا ملحوظًا باتجاه كثافة ولون واضحين ما يضيف عمقًا أكبر في الصورة، حيث تظهر الفضاء ثلاثي الأبعاد في موقع التصوير، وترسم خطوط التوجيه التي تُسهم في إغناء وزيادة العمق في اللقطة، إضافة إلى توجيه الانتباه نحو جهة أو نقطة معينة والمساهمة في إضفاء أبعاد درامية مؤثرة للقطات.
الإضاءة المحاكية: هي الإضاءة التي تُستخدم من أجل محاكاة مصادر الإضاءة الطبيعية وتقليدها للمساهمة في تسريع وتيرة التصوير وخفض تكاليف الإنتاج؛ فإذا كان المشهد المراد تصويره يدور في وقت النهار وتُجرى عمليات التصوير ليلًا، يعتمد المصور والمخرج على هذا النوع من الإضاءة.
الإضاءة العلوية العامة: يتم تركيب الإضاءة أعلى العنصر المراد تصويره خلال المشهد، ويستخدم مشتتات إضاءة بحيث تكون الإضاءة غير حادة، لتتوزع الإضاءة بشكل متساوٍ ومتناسق على كامل العناصر أسفلها.