محمد حضاض
عقب غياب قارب أربعة العقود، عادت السينما مرة أخرى لجدة أقصى غربي السعودية؛ لتضيء شاشتها العملاقة مرة أخرى بعد إطفاء محركاتها منذ مطلع الثمانينيات الميلادية؛ إذ سيتمكن عشاق السينما في المحافظة الغربية من دخول دار العرض بتذاكر دخول تبدأ من 50 ريالاً وأعلى، حسب نوعية الأفلام.
عودة تاريخية
هذه العودة التاريخية دشنها البارحة بدر بن حسين الزهراني، الرئيس التنفيذي لهيئة الإعلام المرئي والمسموع، عندما حضر العرض الأول للسينما في جدة بسوق الردسي مول، بحضور مسؤولين ورجال أعمال وإعلام ومختصين. وتمثل هذه الصالة مع خمسة مواقع أخرى في جدة نواة العودة إلى المدينة التي احتضنتها قبل 40 عامًا.
رقابة العروض
وبالعودة إلى تلك الفترة التي عاشها أهالي العروس على امتداد ثلاثة عقود كانت تجربة السينما بدائية وغير منظمة؛ إذ احتضنت جدة أكثر من عشرة مواقع، شملت تقديم العروض السينمائية ضمن قاعات اعتمدت تقديم شيء من الترفيه معتمدة على سلسلة من الأفلام العربية والأجنبية التي استحوذت على اهتمام الشارع العام حينذاك، وكان المتحكم في المحتوى حينها من يملك جهاز العرض السينمائي، في حين ستكون العودة الجديدة مختلفة هذه المرة؛ إذ سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، وستتوافق العروض مع القيم والثوابت المرعية، وهو ما أكدته وزارة الإعلام عندما أعلنت عودة السينما في ديسمبر 2017م.
أشهر الدور
وبحسب الموقع الشهير ويكيبيديا، تحتفظ ذاكرة مدينة جدة باسم العديد من الدور التي تخصصت في عرض الأفلام السينمائية خلال الستينيات والسبعينيات الميلادية من القرن الماضي، يأتي أبرزها: فؤاد جمجوم الذي امتلك أشهر محل خاص لتأجير أجهزة السينما في حي البغدادية سنة 1960، وعمد إلى توريدها إلى باقي المحال المشتغلة ببيع وتأجير الأجهزة، وإلى الأفراد أيضًا، جنبًا إلى جنب مع فندق العطاس الواقع في شمال أبحر، ودار محمد أبوصفية في حي الهنداوية، وسراج سحاحير في حي الشاطئ، وعبد الله صالح الغامدي في منطقة كيلو 2، وسفيان فطاني في العمارية، وغيرها من المواقع المختلفة.
بدائية العروض
أمكنة العرض -وفقًا لمن عاصروها- لم تكن صالات كما يتداعى إلى الذهن، أو أمكنة مغلقة كما يبتغي العرض، بل مساحات مفتوحة، تحفها المنازل مع بعض الحواجز البسيطة، ويفترش المرتادون أرضها، وقد يتفنن البعض بجلب كراسي خشبية عدة من طراز خاص، يتلاءم مع متطلبات ثلاث ساعات متتالية، تمتد من الساعة السابعة إلى العاشرة مساء كل يوم محاطة ببعض الديكورات البسيطة، ثم تطورت عمليات العرض بشكل احترافي حتى اختفت تمامًا مطلع الثمانينيات الميلادية.
المصدر: صحيفة سبق