عبدالله الزيد
أيام قليلة منذ أن مرت مناسبة اليوم الوطني المجيد، متوشحة بشعار الأحلام التي أصبحت واقعًا. وكما يقول النفري: «حينما يتسع المعنى تضيق العبارات» ويعجز التعبير عن التعبير، والحمد لله أني لست بحاجة للكلام بحق ما حدث ويحدث في بلادي الحبيبة، فالوقائع في السعودية تتحدث على كافة المستويات: ثقافيًا ورياضيًا واقتصاديًا وسياسيًا.. وما السينما عن كل ذلك ببعيد؟
قبل عقد من الزمان فقط، كنا كسينمائيين خارج التأثير، بل كنا خارج اللعبة تمامًا! واليوم السينما في السعودية جزء لا يتجزأ من حالة مذهلة وعظيمة وحالمة ورائعة، من الازدهار والتغير وتحقيق الأحلام! ولذا أرى من المناسب، بعد أن أرفع خالص شكري وامتناني للقائد الملهم محمد بن سلمان، أدام الله فيه عمره، أن أجدِّد حديثًا لا أمل من تكراره والتأكيد عليه، حول الدور الهام الذي تلعبه الأحداث التاريخية والوطنية في الأعمال السينمائية، لخلق حالة من الوعي الوطني، والحس الجمعي المشترك.
وأصدقكم القول، دائمًا ما كنت أسأل نفسي حينما أشاهد الأعمال السينمائية العربية والأجنبية حول بعض الأحداث التاريخية الخالدة في التراث الإنساني: لِمَ إلى اليوم لم نشاهد الملاحم التي سُطرت على أرض الجزيرة العربية لتقوم عليها دولة معجزة كالمملكة العربية السعودية؟ والكثير من القصص حول دروب الموت التي شقتها القوات السعودية ببسالة في حروب عديدة لنصرة العدل، والحق، والفضيلة؛ سواء على أرضنا، أو حتى على أراضي الدول الشقيقة كحرب تحرير الكويت، ونصرة الشرعية في اليمن، والأردن، ومعاركنا العظيمة ضد الإرهاب والتطرف، الذي ضرب التنمية وعطل الازدهار، حتى وقفت له القوات السعودية وقفة لن ينساها التاريخ المنصف! كيف لتفاصيل درامية مثل هذه أن تغيب عن صنَّاع السينما في السعودية!
قد لا يكون مطلوبًا من السينما أن توثق الأحداث والتواريخ توثيقًا تقليديًا، ولكن ما أنا متأكد منه أن في كل الأحداث التي أشرت إليها سابقًا، والتي لم أشر إليها مما يمتلئ بها رف الشرف والمجد الوطني السعودي، كلها تتضمن أحداثًا وقصصًا إنسانية يمكن أن يلج من خلالها السينمائي إلى أبعاد درامية لافتة، تشد عين الفنان، وتقوي فينا الوحدة الوطنية، وتعزز الوعي البشري.
الزبدة، دعونا بهذه المناسبة الغالية أن نستذكر الدور الهام الذي تلعبه السينما في تعزيز الوعي الوطني والحس الجمعي، وبالتالي نأمل بمشاهدة السعودية في عيون السينما، ما دام أن السينما أصبحت في عيون السعوديين! كل عام ووطني وقادته الكرام وشعبه المجيد بخير وعزَّة وتمكين.