نرمين يُسر
يندرج فيلم «سكة طويلة» «rout 10» من إنتاج سعودي إماراتي مشترك تحت تصنيف أفلام الطريق التي تدور أحداثها بين الشخصيات في أثناء الرحلة، سواء برية أو بحرية أو سيرًا على الأقدام، وعادة يحمل الحوار الدائر بين الشخصيات نوعًا من البوح والأفكار الفلسفية، وأحيانًا يحمل الحنين والذكريات. وفيلم «سكة طويلة» إحدى هذه النوعية من الأفلام، وهو فيلم سعودي إماراتي مشترك من إنتاج شركة Image nation Aabu Dhabi واستوديوهات mbc.
كان على مريم وناصر حضور حفل زفاف والدهما في أبو ظبي. قبل دقائق قليلة من مغادرتهم، علموا عن طريق مكالمة هاتفية أن رحلتهم قد ألغيت. يقترح والدهما أن يسلكوا الطريق البري بالسيارة، والذي يستغرق الوصول من الرياض إلى أبوظبي ثماني ساعات، لذلك أخذوا أمتعتهم وبدؤوا رحلتهم بالسيارة. وعند بدء الرحلة على الطريق، يصادفان وقوع حادث مروري واصطدام سيارات يلهو أصحابها على جانب الطريق في اعتقاد أنها نوع من اللهو والرفاهية. مع مرور الوقت نلاحظ أن ناصر مهمل في قيادته، حيث يمكن رؤيته في كثير من الأحيان وهو يتصفح هاتفه بدلاً من النظر إلى الطريق.
يناقش الأخوان كيف يقود الناس بتهور وعدم مسؤولية مرورية تجاة أرواح الآخرين، والآن بالنظر إلى الهاتف يسير ناصر على خطى من يتحدثان عنهم. يصادف مريم وناصر سيارة جيب بيضاء ربما كانت تعاني من بعض المشاكل في المحرك. وبدلاً من مساعدة السائق، سخر منه ناصر بتظاهره بأنهم قادمون للمساعدة، ومن ثم تركه ناصر واستكمل طريقه. شعر الغريب بالإهانة وطاردهم مثل المجنون. صدم سيارتهم مرارًا وتكرارًا، وسرق حذاء عبدالناصر عندما توقفوا في محطة وقود في أثناء أدائه الصلاة، وكتب السائق الغريب كلمة (مذنب) في الجزء الخلفي من سيارتهم، وترك عقربًا سامًا تحت مكابح السيارة التي يقودها ناصر حافيًا جراء سرقة حذائه.
مع مرور الوقت وقطع عدة كيلو مترات لا تخلو من مطاردة الغريب ومحاولة اللحاق بالأخوين اللذين طلبا المساعدة من نقطة شرطة الطريق، لكن الغريب يدهس بسيارته الضابط الذي حاول إيقاف السيارة.
كان هناك العديد من المشاهد المرعبة التي لم يكن من الممكن التأكد مما إذا كان الأشقاء سيبقون على قيد الحياة أم لا. هناك فرص ضئيلة للغاية للوصول بأمان إلى أبوظبي. لكن لم يعد مهمًا ما إذا كانوا سيتمكنون من الوصول إلى هناك أم لا؛ لأنه من المرجح أن المُشاهد راضٍ عن متابعة القتال الذي خاضه الشقيقان لحماية بعضهم البعض، ليس على الطريق فقط ولكن منذ وفاة والدتهما، لم يتحدثا كثيرًا، فوفقًا لناصر كانت مريم انعكاسًا لأمهما.
يبقي هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 85 دقيقة، الجمهور على حافة الهاوية، لأننا لا نعرف ما إذا كانت الشخصيات الرئيسية ستتمكن من البقاء على قيد الحياة أم لا. كما لم يتم الكشف عن دافع السائق القبيح ذي العين الواحدة الذي يطاردهم حتى الموت. ربما يفكر المتلقي في أن المهاجم قد يكون أحد ضحايا والدهما الذي يحتل اسمه في عالم العقارات مكانة رفيعة ويعامل الموظفين بقلب قاسٍ، أو يتخيل أنه مريض بعدم نسيان الماضي وعاد لينتقم منهما لأخطاء ربما لا يتذكرونها.
قامت فاطمة البنوي في دور مريم، وبراء عالم في دور ناصر، بعمل رائع في تجسيد الأهوال التي شعرت بها شخصياتهما. هذا، ويعتبر الفيلم جيدًا من حيث الفكرة، لكن يشوبه العديد من التقلبات في الحبكة، وكان من الممكن إضافة عدة عناصر أخرى لجعل هذه الرحلة أكثر إثارة، فهذه النوعية من الأفلام تحتاج مواقف متشابكة وأكثر تعقيدًا.