سوليوود «متابعات»
يقترب عصر البث المباشر الرخيص من النهاية، حيث زادت أكبر استوديوهات هوليوود الضغط على العملاء برفع الأسعار التي كانت تنافس «باقة» تلفزيون الكابل الباهظة التي بدأ المستهلكون التخلي عنها لمصلحة «نتفليكس» منذ 15 عامًا، بحسب ما ذكر موقع الاقتصادية.
ستكلف حزمة من أفضل خدمات البث في الولايات المتحدة 87 دولارًا هذا الخريف، مقارنة بـ73 دولارًا قبل عام، حيث رفعت «ديزني» و«باراماونت» و«وارنر براذرز» و«ديسكفري» وغيرها أسعارها استجابة لضغوط وول ستريت لإنهاء إسراف طفرة البث. يبلغ متوسط تكلفة باقة تلفزيون الكابل 83 دولارًا في الشهر.
تمتع الأميركيون في الأعوام الأخيرة بفوائد عصر مسرف في هوليوود، حيث غمرت الشركات الإعلامية الجماهير ببرامج أكثر من أي وقت مضى بجزء بسيط من تكلفة التلفزيون التقليدي.
وبسبب الأسعار المنخفضة، قطع المستهلكون بسرعة «سلك» الكابل لمصلحة خدمات البث، حيث جذبت «ديزني بلس» أكثر من 100 مليون مشترك في 16 شهرًا فقط باشتراك قدره 6.99 دولار.
ولكن سرًا، حذر مسؤولون تنفيذيون في وسائل الإعلام من «وضع كارثي» وشيك في الوقت الذي صرفوا فيه عشرات المليارات من الدولارات على البرامج التلفزيونية والأفلام.
مع ارتفاع أسعار الفائدة خلال فترة العام ونصف العام الماضية، وصلت الكارثة. عانت أسهم وسائل الإعلام تصحيحًا مؤلمًا مع نفاد صبر وول ستريت إزاء خسائر البث الفادحة.
بعد مشاهدة تقييمات أسهمها تنخفض أكثر من النصف، تحولت وارنر براذرز وديزني نحو التقشف، إذ سرحت الشركتان آلاف الموظفين ورفعت أسعار اشتراكاتهما للحد من خسائر البث التي بلغت مليارات من الدولارات. حتى نتفليكس تخلت عن اشتراكها الشهري الأساسي الخالي من الإعلانات البالغ 9.99 دولار في وقت سابق من هذا العام، حيث يدفع العملاء الجدد 15.49 دولار.
قال ديفيد روجرز، أستاذ في كلية كولومبيا للأعمال ومؤلف كتاب «خريطة التحول الرقمي»: «من وجهة نظر الشركات، كان ينبغي أن يتحرك البث بهذه الطريقة – وكان ينبغي أن ترتفع الأسعار. تسارعت وتيرة ذلك بسبب حقيقة أنه لم يعد لدينا ديون رخيصة لإغراق السوق بمحتوى للبث».
أحدث زيادات الأسعار لشركة ديزني تمثل المرة الثانية التي ترفع فيها رسوم الاشتراك في أقل من عام، حيث ارتفعت التكلفة الشهرية للخدمة الخالية من الإعلانات بمقدار ثلاثة دولارات لتصل إلى 13.99 دولار بدءًا من أكتوبر. وستعمل خدمة هولو التابعة لها أيضًا على زيادة سعر اشتراكها الخالي من الإعلانات بمقدار ثلاثة دولارات إلى 17.99 دولار، ولكن يتم عرض الخدمتين كحزمة مقابل 19.99 دولار في الشهر.
بالطبع هناك خيارات بث أرخص، لكن هذه الخيارات تأتي مع خاصية أخرى غير محببة في التلفزيون التقليدي: الإعلانات. قال بوب إيجر، الرئيس التنفيذي لشركة ديزني الأسبوع الماضي: «إننا متفائلون جدًا بشأن الإمكانات الإعلانية طويلة المدى لهذا النشاط التجاري، حتى في خضم سوق الإعلانات المليئة بالتحديات».
كما أشار إلى أن الشركة سجلت 3.3 مليون مشترك في الإصدار المدعوم بالإعلانات من ديزني بلس، الذي يكلف 7.99 دولار.
قال إيجر أيضًا: إن ديزني ستبدأ في اتخاذ إجراءات صارمة بشأن مشاركة كلمات المرور – وهي خطوة أخرى اتخذتها نتفليكس أولا، التي نجحت في تحويل كثير من الذين كانوا يستغلون الخاصية ويشاهدون المنصة بالمجان إلى عملاء يدفعون رسوما هذا العام.
تساءل بعض المحللين عما إذا كانت زيادة الأسعار ستبطئ، أو حتى تعكس، نمو مشتركي ديزني – خاصة في الوقت الذي يخطط فيه إيجر أيضًا لخفض ميزانيات بث البرامج والأفلام.
قال ريتش جرينفيلد، محلل في شركة لايتشيد بارتنرز: «هل ينجح تقليص المحتوى ورفع الأسعار؟ هل يمكنك رفع الأسعار بنسبة أخرى تزيد على 30 في المائة وتقليل الإنفاق على المحتوى ومواصلة زيادة الاشتراكات أو الحفاظ عليها؟».
قال روجرز: إن هناك طرق لحث المشتركين على الاستمرار بالدفع.
«عند نقطة معينة، عليك الحذر من إلغاء الأشخاص لاشتراكاتهم»، كما قال: «لكن شركات البث لديها آليات لذلك أيضًا – يمكنها تقديم تخفيض إذا اشتريت اشتراكًا لمدة عام بدلًا من الدفع كل شهر».
مع استمرار الإضراب العمالي التاريخي في هوليوود، تخاطر شركات الترفيه العملاقة هذه بنفاد البرامج الجديدة في الوقت نفسه الذي تنتزع فيه مزيدا من المال من المستهلكين.
«تطلب ديزني المزيد والمزيد من المستهلكين (…) بينما من الأرجح أن تنخفض كمية المحتوى الجديد المعروض»، كما قال محللون في شركة إندرز للاستشارات الإعلامية، الذين حذروا من «دوامة سلبية وعواقب حقيقية» إذا استمر الإضراب.
«إن نقص المحتوى الجديد، خاصة لديزني بلس، سيزيد الاضطراب» كما أضافوا.