سوليوود «خاص»
أفلام الواقع الافتراضي تجذب قطاعًا خاصًا من الجمهور المغرم بتجارب السينما المثيرة التي يمتزج فيها الواقع بالخيال. وتحتاج هذه النوعية من الأفلام إلى تضافر جهود صنَّاعها لتظهر في حبكتها المثالية. ويتقدمهم مدير الواقع الافتراضي، الذي يقوم بإعداد محاكاة لأحداث وشخصيات العمل بطريقة مبتكرة تبهر المتلقي حين يشعر وهو يشاهد الفيلم وكأنه داخل الأحداث. نتناول خلال التقرير التالي طبيعة هذه الوظيفة ومؤهلات صاحبها، ودوره في نجاح الأفلام بشباك التذاكر.
أفلام الواقع الافتراضي
يبرز دور مدير الواقع الافتراضي قويًا في الأفلام ثنائية وثلاثية الأبعاد؛ إذ يعتمد تصميمها من البداية حتى النهاية على دمج الواقع بالخيال باستخدام المهارات التصميمية ووسائل التكنولوجيا المتقدمة؛ لإظهار كيف تتفاعل الرسومات والمجسمات في هذا العالم الافتراضي، كي تبدو واقعية على الشاشة. يتخيل المشاهد أنه يتحرك بينها ويتفاعل معها بعدما يرتدي النظارة أو الخوذة المخصصة لمشاهدة مثل هذه النوعية من الأفلام. علاوة على أنه يتعاون مع مهندس الصوت لإعداد المؤثرات الصوتية الافتراضية.
وهو المسؤول الأول عن تصميم قصص وسيناريو الأفلام التي تتضمن ألعاب فيديو شهيرة، من حيث تجهيز شكل ظهور شخصيات الألعاب، وطرق برمجتها، خلال الأعمال السينمائية.
مؤهلات وأدوات
يعتمد مدير الواقع الافتراضي خلال عمله على مجموعة من البرامج الحاسوبية والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى البدء مؤخرًا في الاستعانة بآليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسهل مهمته بشكل كبير، وتُساهم في ظهور الأفلام على نحو مثالي مع اختصار الوقت والتكلفة. لذا، يجب أن يكون مدير الواقع الافتراضي على إطلاع وخبرة جيدة ببرامج وتقنيات التقنية الحديثة.
وتتطلب هذه الوظيفة أن يكون صاحبها دارسًا لمجال ذي صلة بصناعة الأفلام، ومجال هندسة البرمجيات، وإدارة الأعمال والتسويق، بجانب امتلاكه موهبة وشغف فني فريد؛ ليتمكن من ابتكار وإبداع قصص تفاعلية جديدة تجذب الجمهور. كما يجب أن يكون ملمًا بكل ما هو جديد بعالم ألعاب الفيديو القديمة والحديثة؛ كي يتمكن من برمجتها وتوظيفها بشكل متلائم مع قصص الأفلام.
دوره في نجاح الأفلام بشباك التذاكر
لا يقتصر دور مدير الواقع الافتراضي على عمليات التصميم والابتكار خلال صناعة الأفلام فقط؛ لكن يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في زيادة إيرادات الأعمال ونجاحها في شباك التذاكر. ويكون المسؤول عن اختيار الجمهور المستهدف، وتحديد تطلعات وذائقة السوق المحلي والعالمي في الوقت المقرر طرح العمل فيه؛ ويتعاون في ذلك مع المنتجين والمسوقين أثناء إعداد الخطط الدعائية للأعمال الفنية.
تستعين كذلك معظم شركات الإنتاج بمدير الواقع الافتراضي، خلال إعداد خططها الترويجية عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يقوم بإعداد تحليل واستبيان شامل عن رواد هذه المنصات وتطلعات الفئات المختلفة في عالم الفن والسينما؛ ما يساهم بدوره في نجاح الأعمال.