سوليوود «خاص»
تقدم التكنولوجيا الصوتية، وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، ساهم في ظهور العديد من التخصصات في مجال صناعة السينما التي تحتاج إلى خبرات بشرية لإدارتها، وظهور الأفلام بوتيرة مماثلة لهذه النقلة النوعية المتطورة في هذا القطاع. ولعل أبرز هذه التخصصات كان وظيفة تصميم الصوت ثلاثي الأبعاد، التي يقوم صاحبها بتصميم وتحرير الصوت في بيئة ثلاثية الأبعاد في صناعة الأفلام، من خلال الاعتماد على تقنيات صوتية متعددة لتوليد صوت يمكن سماعه من كل الاتجاهات؛ مما يعطي انطباعًا واقعيًا للمستمع بأن الصوت يتحرك من مكان لآخر.
أفلام الصوت ثلاثي الأبعاد
يبرز دور خبير الصوت ثلاثي الأبعاد في معظم الأفلام بمختلف تصنيفاتها، لكن يمكن أن يساهم في بعضها في نطاق محدود. غير أن دوره الحقيقي يظهر بقوة في أفلام الخيال العلمي والأكشن، والرسوم المتحركة، وكذلك الأفلام التي تقدَّم بتقنية ثلاثية الأبعاد 3D؛ إذ تنبع أهمية المؤثرات الصوتية ثلاثية الأبعاد المستخدمة في هذه النوعية من الأفلام، من كونها الدعامة الأساسية التي يعتمد عليها صنَّاع السينما في ظهور الحبكة الدرامية بشكل مؤثر ومقنع للمتلقين عن الطريق الاعتماد على جذب انتباه وحواس المشاهد من خلال الإدراك السمعي، الذي يجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل الحدث ويتفاعل معه.
التأثيرات الافتراضية والخرافية
يقوم مصمم الصوت ثلاثي الأبعاد بتقريب الأصوات الافتراضية والخيالية في الأفلام، إلى أقرب ما يكون عليه في الواقع، ومنها الكوارث الطبيعية؛ إضافة إلى أنه يعمل على إظهار الأصوات الخيالية التي لا وجود لها في الواقع مثل الوحوش المصنعة والخرافية، والحيوانات المنقرضة؛ بجانب الأصوات المصنعة التي تظهر في أفلام استكشاف الفضاء، وانفجار المجرات والكويكبات التي قد لا تحدث حقيقية. ويكتفي المخرج بما يقدمه مصمم الصوت ثلاثي الأبعاد من تأثيرات صوتية في المشهد، ما يساهم في تقليل تكلفة الإنتاج مع الحفاظ على جودة الأعمال، وتهيئة الجو العام للمشاهدين لمكان وزمان الحدث الذي يحاول المخرج إيصاله للمتلقي؛ كل ذلك بفضل هذه التأثيرات الثلاثية الأبعاد التي يوظفها مصممها بشكل متلائم مع طبيعة قصص الأعمال.
دور تقنيات الذكاء الاصطناعي
بحكم حداثة هذه المهنة فهي لا تتطلب دراسة مجال ذي صلة بصناعة الأفلام. لكن لا بدَّ أن يكون صاحبها على دراية واطلاع دائم بفنون وبرامج التكنولوجيا الحديثة التي تكون في تطور متواصل ومستمر يوميًا. وخاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي التي باتت أدواتها وبرامجها باهرة في تقديم محتوى ونصوص بسرعة ودقة فائقة الجودة في هذا المجال.
أنواع المؤثرات
الواقعية: يعمل مصمم الصوت ثلاثي الأبعاد، خلال إعداد هذه النوعية من التأثيرات الثلاثية الأبعاد، على إنشاء تأثيرات واقعية ومباشرة، للتعبير عن المشاهد كما هي بنصها الأصلي والمعتمد في سيناريو الفيلم. وهي من أكثر المؤثرات شهرة في قطاع السينما.
المصنعة: تعتمد هذه النوعية من التأثيرات بشكل كبير على البرامج التكنولوجية الحديثة وأجهزة استشعار الصوت؛ إذ يتم تغيير الأصوات لتظهر على غير طبيعتها الواقعية، مثل التضخيم أو التصغير. وعادة ما تستخدم هذه التقنية في أفلام الفضاء والأكشن.