سوليوود«خاص»
تعتبر أفلام توم كروز من أكثر إصدارات شباك التذاكر استقرارًا طوال تاريخ السينما. تراوحت أعماله بين «Rain Man» و«War of the Worlds»، واستطاع استقطاب جماهير عالمية ضخمة على مدى العقود الماضية. وفي ظل تقلبات صيف شباك التذاكر هذا العام، وتحول بعض الأعمال الرئيسية إلى خيبات أمل نسبية، يعود الأنظار إلى Cruise مرة أخرى؛ إذ يقترب موعد العرض المسرحي لفيلمه الجديد المنتظر «Mission: Impossible – Dead Reckoning Part One» الأسبوع المقبل. ويظل السؤال مطروحًا: هل يمكن لكروز إنقاذ الوضع مرة أخرى، بالشكل الذي فعله العام الماضي مع فيلمTop Gun: Maverick؟
تبدو البداية المحتملة للجزء السابع من فيلم «Mission: Impossible» كأفضل بداية للسلسلة حتى الآن. وتستعد شركة Paramount Pictures لإصدار الفيلم في منتصف الأسبوع، مما يمنح المخرج كريستوفر ماكواري، فرصة إضافية لتحقيق إيرادات كبيرة لأحدث إصدارات السلسلة. ويتوقع خبراء Box Office Pro أن يحقق الفيلم ما بين 65 و75 مليون دولار في نهاية الأسبوع التي تمتد لثلاثة أيام، مع إمكانية الوصول إلى إجمالي 90 مليون دولار خلال خمسة أيام تشمل يومي الأربعاء والخميس. هذا أفضل من فيلم “Fallout” لعام 2018، الذي حقق 61.2 مليون دولار محليًا في بداية عطلة نهاية الأسبوع، ووصل إلى 220.1 مليون دولار في أميركا الشمالية.
وتتميز هذه السلسلة بشعبيتها الكبيرة دوليًا، إذ حصل فيلم «Fallout» على 556.4 مليون دولار دوليًا، وبلغ إجمالي الإيرادات 786.6 مليون دولار. لذلك، ستستفيد دور العرض في الولايات المتحدة بشكل كبير من أحدث مغامرات إيثان هانت العالمية. ويتطلع صنَّاع الفيلم والمعجبون في جميع أنحاء العالم إلى الاستفادة من النجاح المتوقع للفيلم. ومع ذلك، هناك عقبة كبيرة يجب على باراماونت التغلب عليها ليُحقق هذا الفيلم نجاحًا باهرًا.
رغم أن هذه الأفلام لم تكن تُكلف القليل من الناحية المالية في الماضي، فإن فيلم «Mission: Impossible – Dead Reckoning» كانت تكلفته باهظة جدًا، إذ بلغت ميزانية الفيلم حوالي 290 مليون دولار، وهي أكثر بـ100 مليون دولار عن ميزانية فيلم «Fallout». ويعود سبب ذلك جزئيًا إلى التعقيدات الناجمة عن تصوير الفيلم خلال السنوات الأولى من الجائحة، وهو ما جعل إنتاجه يتطلب جهودًا وتكاليف عالية. وإضافة إلى حملة تسويقية ثمينة، فمن المرجح أن يحتاج فيلم Paramount إلى جني ما لا يقل عن 800 مليون دولار على مستوى العالم لتحقيق التعادل. ويتلقى توم كروز عادة نسبة معينة من إيرادات شباك التذاكر أيضًا، مما يعني أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير من ذلك.
قد يبدو تحقيق هذا الهدف صعبًا، خاصة في موسم الصيف الذي شهدنا فيه أفلامًا مثل: «The Flash»، و«Transformers: Rise of the Beasts»، و«Indiana Jones and the Dial of Destiny»، لم تستطع الوصول إلى مستوى التوقعات. وفي العديد من الحالات، تكون الميزانيات الضخمة هي العائق الأكبر. ومع ذلك، إذا كان هناك أحد يستطيع تحقيق المستحيل والتغلب على الصعاب، فهو كروز.
في العام الماضي، قدَّم فيلم «Top Gun: Maverick» أداءً قويًا في شباك التذاكر، وحقق ما يقرب من 1.5 مليار دولار عالميًا، وأصبح من أعلى الأفلام ربحًا على الإطلاق. وكان الفيلم ناجحًا لدرجة أن ستيفن سبيلبرغ شكر كروز لإنقاذ صناعة السينما. والنجاح الذي حققه الفيلم كان يفوق أكثر التوقعات تفاؤلاً، لكنه أثبت أن فيلمًا غير خارق يمكن أن يجذب جمهورًا عالميًا بمعدلات قياسية. الآن، يحتاج كروز إلى تكرار هذا الإنجاز مرة أخرى.
لقد احتفظ توم كروز وباراماونت بالنسخة المستمرة من فيلمه الكلاسيكي الذي يعود للثمانينيات لمدة عامين كاملين لضمان توفر عرض مسرحي له. وقد أثبت هذا القرار نجاحًا تجاريًا ملحوظًا. فلم يتلقَ الفيلم مكافآت مالية فحسب، بل حصل مافريك أيضًا على جائزة أوسكار لأفضل فيلم. وكان ذلك إشارة قوية للصناعة بأن التوزيع المسرحي لا يزال له جدوى مذهلة.
وما يستحق الذكر أن جزءًا كبيرًا من نجاح فيلم Maverick يعود إلى الإشادة العالية التي تلقاها. وأدت هذه الشهرة الواسعة إلى تحقيق تفاعل إيجابي بين الجمهور، ما مكَّن الفيلم من الاستمرار في جذب الجماهير لعدة أسابيع. ولحسن الحظ، يتلقى فيلم «Mission: Impossible – Dead Reckoning» (الذي سيُعرض الجزء الثاني منه العام المقبل)، الكثير من الثناء من النقاد حتى الآن، وحقق تقييمًا بنسبة 98% تقريبًا على موقع Rotten Tomatoes. وكتب كريس إيفانجليستا مراجعة للفيلم بتقييم 8 من أصل 10. وإذا كان الجمهور يتفق مع النقاد بهذا الشأن، فإن الفيلم سيكون له فرصة حقيقية لتحقيق المستحيل.
من بين العوائق القليلة التي تواجه الفيلم حاليًا (بخلاف الميزانية المرتفعة)، هو أن فيلم «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان، سيستحوذ على شاشات IMAX المطلوبة في عطلة نهاية الأسبوع التالية؛ مما يمنع الفيلم من الحصول على رسوم إضافية التي تحصل عليها الشاشات التنسيق المتميزة (مما يعني المزيد من العائدات لكل تذكرة). ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يتمكن توم كروز من إنقاذ الوضع للعام الثاني على التوالي.