سوليوود «خاص»
قد يصبح التراث السينمائي في طي النسيان والضياع، إذا لم يتدخل خبراء ترميم الأفلام القديمة بدورهم المهم من أجل تحرير وحماية أرشيف الأفلام من التلف، وتحويلها إلى نسخ رقمية عالية الجودة؛ إذ تتلخص مهمة خبير ترميم الأفلام في استعادة وتحسين الأفلام القديمة، وإصلاح التلف الناجم بمرور الزمن، وإعادة إحياء الأفلام الكلاسيكية للجمهور الحديث في صورة باهرة لهذه الأعمال، تسمح لها بالمشاركة في المهرجانات الدولية والمحلية.
دراسة أكاديمية وخبرة في مجال التحسين الرقمي للصور
والتخصص في مجال ترميم الأفلام يكون من خلال دراسة أكاديمية في مجال ذي صلة، مثل: علوم الحاسوب، والفنون، والتاريخ الفني، والهندسة؛ إضافة إلى الخبرة الجيدة في مجال الترميم السينمائي والتحسين الرقمي للصور. كما يمتلك صاحب هذه الوظيفة معرفة جيدة بالتقنيات والأدوات المستخدمة في ترميم الأفلام، ويكون ذا مهارات قوية في التواصل والتعاون مع فرق العمل المتعددة التخصصات.
أفلام عالمية وعربية قديمة تم ترميمها
وتخصص المهرجانات العالمية والمحلية، فقرة خاصة ضمن برامجها للاحتفاء بـ«كلاسيكيات السينما»، ويتم عرض الأفلام القديمة في نسخ تم ترميمها من قبل شركات عالمية متخصصة، وهي الفكرة التي لاقت استحسان قطاع كبير من محبي الفن السابع، والمعنيين بصناعة السينما، منذ بداية العمل بها، وكان أبرز هذه الأفلام التي تم ترميمها: فيلم «awrence of Arabia»، الذي تم طرحه عام 1962، وقام بترميم الفيلم وإعداده للعرض «سوني بيكتشرز»، في «مهرجان كان السينمائي الدولي» عام 2012، وهو من إخراج: «ديفيد لينو»، وشارك في بطولته كلٌّ من: الفنان المصري عمر الشريف، بجانب النجوم العالميين: أنطوني كوين، وبيتر أوتول، وليك جوينيس.
ورممت «يونيفرسال أستوديوز» أيضًا فيلم «JAWS»، الذي طُرح عام 1975، وتم عرضه في «مهرجان كان السينمائي»، عام 2012، وقام ببطولة كلٌّ من: وي شايدر، وروبرت شو، وريتشارد دريفوس، وهو من إخراج: ستيفن سبيلبرج.
وكان للأفلام العربية نصيب من عمليات الترميم والرقمنة أيضًا؛ إذ خضع الفيلم المصري «الأرض»، الذي قُدِّم عام 1970، لعملية ترميم، وظهر بصورة باهرة، وتم عرضه في «مهرجان كان السينمائي»، وكان منافسًا على السعفة الذهبية، وهو من بطولة: محمود المليجي، ونجوى إبراهيم، وعزت العلايلي، ومن إخراج: يوسف شاهين.
ورممت «شركة أفلام مصر العالمية»، في عام 2018، فيلم «باب الحديد»، وهو من إنتاج عام 1958، ومن بطولة: هند رستم، وفريد شوقي، وإخراج: يوسف شاهين.
مؤسسات عالمية متخصصة في مجال الترميم السينمائي
تؤدي العديد من المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال الترميم السينمائي، دورًا حيويًا في حماية التراث السينمائي العالمي والعربي، وتوفير الموارد والدعم اللازم لإعادة إحياء الأفلام الكلاسيكية وإنقاذها من الضياع والتلف وأشهرها:
– أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة The Academy of Motion Picture Arts» and Sciences» ومشروع الترميم السينمائي الخاص بها.
– مؤسسة السينمائيات الوطنية «The National Film Preservation Foundation».
– المعهد البريطاني للأفلام «The British Film Institute»، وبرنامجه لترميم الأفلام.
– مركز السينما العربية والعالمية للترميم «The Arab and World Cinema Restoration Center».
الأدوات والتقنيات المستخدمة في ترميم الأفلام
– المسح الضوئي الرقمي: يتم استخدام الماسح الضوئي عالي الدقة لتحويل الأفلام الخلوية «سليلويد» إلى صيغة رقمية، ويمكن استخدام معدات مثل ماسحات الأفلام الضوئية بدقة 2K أو 4K للحصول على جودة عالية.
– برامج تنظيف وإصلاح الصورة: تُستخدم برامج مثل DaVinci Resolve، وAdobe After Effects، لتنظيف الصور الرقمية وإزالة الشوائب، مثل الخدوش والغبار والبقع. كما يمكن استخدام هذه البرامج لتصحيح الألوان وتحسين التباين والسطوع.
– تقنيات استعادة الصوت: تشمل تنظيف وتحسين التسجيلات الصوتية وإزالة الشوائب والتشويش. ويمكن استخدام برامج مثل iZotope RX وAudacity، لتحسين جودة الصوت وإعادة توزيعه بشكل استريو أو محيطي.
– تحسين الإطارات والحركة: يمكن استخدام الأدوات والبرامج لإعادة إنتاج الإطارات المفقودة أو التالفة وتحسين جودة الحركة، واستخدام تقنيات مثل التنعيم الإطاري والتحسين الوقتي لجعل الأفلام تبدو أكثر سلاسة.
– تقنيات الضغط والترميز: بعد الترميم، يتم ضغط وترميز الأفلام باستخدام صيغ الفيديو الحديثة، مثل H.264 أو H.265، لتوفير ملفات ذات حجم أصغر وجودة عالية.
– المراجعة والتحكم في الجودة: بمجرد الانتهاء من عملية الترميم، يتم مراجعة الأفلام بواسطة خبراء الترميم والتحكم في الجودة للتحقق من أن جميع التحسينات قد تم تنفيذها بشكل صحيح وأن النتيجة النهائية تفي بمعايير الجودة المطلوبة.