فيصل الزيد
حينما يُذكر آل باتشينو وروبرت دي نيرو، يذهب ذهننا إلى فيلم “العراب الثاني”، الذي يعتبر أول عمل يجمعهما عام 1976. آل باتشينو بدأ مسيرته السينمائية بفيلم “أنا ناتالي” عام 1969 بدور توني، الذي ساعده في الحصول على دور مهم في ثلاثية العراب. واصل باتشينو تألقه بفيلم “عطر امرأة”، الذي حاز من خلاله جائزة الأوسكار عام 1992 لأول مرة بعد أن ترشح 4 مرات سابقة.
روبرت دي نيرو بدأ مسيرته الفنية عام 1968 بفيلم “التحيات” بدور جون روبين، وقد حاز جائزة الأوسكار عن فيلم “الثور الهائج” عام 1980 وأفضل ممثل مساعد بفيلم “العراب الجزء الثاني” لأداء دور فيتو كورليوني الشاب. وقد ترشح 8 مرات لجائزة الأوسكار.
عاد إلينا النجمان آل باتشينو وروبرت دي نيرو بعد غياب طويل معًا استمر 13 عامًا. أحييا فينا ذكريات جماليات العراب في فيلم “الأيرلندي”. فعلى رغم كبر سنهما وصعوبة حركاتهما، فإنهما جسدا المافيا الإيطالية من العناق واللهجة والطقوس. رأينا فيهما صورة فيلم “العراب الجزء الثاني”.
من تجانس حركاتهما الجميلة، كعادته دي نيرو في دور فرانك شيرن يصرُّ على عدم الاعتراف بقتل جيمي، لأن قواعد اللعبة تحكم ذلك حتى مع مرور السنين وضعفه ووهنه، إلا أنه لم يكترث للاعتراف. وحتى مع خسارته لعائلته وهي أعز ما يملك.
أمَّا آل باتشينو (جيمي هوفمان)، فقد أثار بنفسه بعض الأمور وهي أهم ما يقدسه الإنسان: الوقت. فأوضح جليًا أن الوقت فوق أي اعتبار، وعدم احترام الشخص للوقت معه يعتبر إهانة له. لكن تناسى الثقة العمياء بالصديق وخلف وعده للوقت، وكانت نهايته على يد صديقه الذي طبق القواعد مع حبه لصديقه ليصل إلى ما يريد.
ولا ننسى شكر المخرج العظيم مارتن سكورسيزي الذي قام بجمعهم. وفي اعتقادي فإن فيلم “الأيرلندي” هو إصدار رائع يُذكِّرنا بالأيام الجميلة الماضية عندما كانت الأفلام أكثر قوة مقارنة بما هو عليه اليوم. ربما لأننا عشقنا هذه الفترة. ستظل هذه الأيام خالدة في أذهاننا نرويها حينًا بعد حين، لكن بعدهما أعتقد لن توجد ثنائيات ولو بعد حين.