خالد ربيع السيد
الشخصية الحقيقية للممثل مهمة جدًا للمخرج لكي يدرسها جيدًا، لأن لها تأثيرات كبيرة في الأداء التمثيلي.
أحيانًا توجد شخصية تكون مليئة بفكرة إثبات الذات، وهذا بسبب النشأة، والتراكمات النفسية والاجتماعية، والنظرة الذاتية النرجسية.
محمد رمضان كممثل لم يصل بعد إلى مرحلة تقديم نفسه كشخصية فنية تمثيلية (كاركتر)، إنه يعمل ويقدم طموحات شخصيته الحقيقية في أفلام ومسلسلات؛ شخصيته الحقيقية الحافلة بتحقيق تفاصيل خاصة بها: رد الظلم وتأكيد القوة دائمًا. نعم، هذه الحقيقة، كما أعتقد، فهو يمثل أي شخصية، ولكنه يؤديها بشخصيته الحقيقية وتشتغل بدرجة كاملة، ويكون انفعال محمد رمضان حقيقيًا وليس الشخصية في الدور؛ وهذا بسبب طغيان الشخصية الحقيقية، وهي أصلاً متشبعة بفكرة إثبات الذات، وسعيها وراء تحقيق طموحات نفسية داخلية.
لذلك كل انفعالاته تكون “أوفر” جدًا، وأحيانًا فوق المفترض في المشهد، وكذلك تنغيمات صوته ليس بها تدرج أدائي، لأن الشخصية لديه تتحرك بعقل الشخصية الحقيقية الطامحة لإثبات ذاتها فقط، ويتناسى القيمة الفنية، وتصبح الشخصية داخل المسلسل هي محمد رمضان نفسه، وهو يحقق طموحًا وحلمًا ذاتيًا جدًا.
هذا أمر كثير من الممثلين يقعون فيه، لكن لو عملوا مع مخرجين يعرفون الفصل بين الشخصية الحقيقية والتمثيلية فسوف ينجحون طبعًا.
محمد رمضان مظلوم لأنه لم يشتغل مع مخرجين متمكنين في التكنيك التمثيلي، أو أذكياء في صناعة (الكاركتر)، أو لديهم مقدرات كبيرة في رسم الانفعالات وتدرجها وإدخال الممثل في تفاصيل الشخصية المطلوبة داخل النص حتى يصل إلى مرحلة التقمص، مثل العظماء: يحيى العلمي بكل خبراته – مثلاً – مع محمود عبدالعزيز في مسلسل (رأفت الهجان) وكيف استطاع تجسيد شخصية مليئة بكل الانفعالات الإنسانية ونجح فيها، وكذلك إسماعيل عبدالحافظ صاحب أكمل تأريخ في صناعة الممثل وتفاصيله، ومحمد فاضل البارع جدًا في صناعة الممثل والانفعال اللحظي والتدريجي.
المخرج محمد سامي متمكن في صناعة العمليات الفنية في الاستديو والكادرات ومواضع الكاميرا والزوايا، ولكن تنقصه معرفة حقيقية بصناعة الأدائية التمثيلية ورسم الانفعالات بدقة وقياساتها وتماساتها، وكذلك التنغيم الصوتي وإيقاع الكلام واختلافه بين مشهد وآخر.
دائمًا في أي مسلسل يكون مخرجه محمد سامي مع محمد رمضان، تكون طوال الوقت شخصية محمد رمضان الحقيقية هي البطل، وليس الشخصية المكتوبة في النص؛ لأنه ببساطة، محمد رمضان نفسه ينقصه التكنيك الأدائي والمقدرات الانفعالية حتى يربطها بمتطلبات الشخصية المكتوبة في النص.
هل يستطيع محمد رمضان أن يتأمل – مثلاً – روبيرت دي نيرو، أو حتى يحيى الفخراني وجمال سليمان؟
لا أعتقد ذلك، فهو معمي بذاته الحقيقية عن ذاته الفنية التي يجب أن تتقمص وتتعايش وتستبطن الشخصية بعد تفكير متعمق في الدور والكاركتر.