سوليوود «خاص»
يبحث كثير من راغبي تعلم اللغة الألمانية عن مقاطع مصورة، للاستفادة منها في التمرس على نطق الكلمات والتراكيب اللغوية، وهو ما يتوفر بدرجات متفاوتة في الأفلام السينمائية، التي تمتاز بكونها توفر عنصر الترفيه وفي الوقت نفسه تساعد الراغبين في تعلم اللغة على صقل مهاراتهم.
يستعرض هذا التقرير عددًا من الأفلام الألمانية التي تتخللها حوارات شيقة، تساعد على النطق الصحيح للألفاظ ومعرفة سياساقات ودلالات الكلمات:
Heidi
النسخة الألمانية من الفيلم العائلي السويسري الصادر عام 2015، وهو من إخراج «آلان جسبونر»، ويستند إلى رواية عام 1881 التي تحمل الاسم نفسه من تأليف «جوانا سبيري»، ومن بطولة «أنوك ستيفن» و«برونو غانز» و«كاثرينا شوتلر» و«كويرين أغريبي» و«إيزابيل أوتمان» و«آنا شينز».
يدور الفيلم حول الطفلة اليتمية «هايدي»، التي تقرر أن تعيش مع جدها في الجبال، وهناك تصنع عالمها وصدقاتها. في حين أن المميز في هذا العمل بالنسبة للراغبين في تعلم اللغة الألمانية هو أنه يدور في إطار شعبي ممتلئ بالأمثال والمواقف والعبارات الدارجة والمُيسَّرة، وحوارات بطيئة وبسيطة، لتعلم المفردات الأساسية، وهي بداية مثالية لبدء تعلم اللغة الألمانية.
Die Perlmutterfarbe
فيلم ألماني للمخرج «ماركوس روزنمولر»، يستند إلى رواية تحمل الاسم نفسه، وهو من تأليف «آنا ماريا جوكل»، وعُرض لأول مرة في ميونيخ في 16 ديسمبر 2008، وجره طرحه رسميًا في دور السينما في 8 يناير 2009.
يدور الفيلم في ولاية بافاريا الألمانية في أوائل الثلاثينيات، حول مسابقة للرسم تقام في مدرسة، يتخللها صراعات بين الطلاب وتنافس للحصول على الجائزة، بطرق مختلفة. ويقدم الفيلم بشكل مميز محادثات كثيفة بين الطلاب سهلة الفهم، مكتملة الأركان، مفيدة للمبتدئين، حيث ترشد المتعلم على التراكيب الأساسية لبنية الجملة.
The Miracle of Bern
وفي عام 1954، بعد سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت ألمانيا الغربية تستعد لنهائي كأس العالم أمام منتخب المجر الذي أقيم 1954 على ملعب وانكدورف بمدينة بيرن السويسرية، في لقاء توقع فيه الجميع أن يكون الفوز من نصيب المنتخب المجري، نظرًا لمستواه الممتاز حينها، لكن منتخب ألمانيا الغربية حقق المفاجأة، وفاز بنتيجة 3-2، محققاً اللقب الأول له في بطولات كأس العالم، وعقب فوز ألمانيا الغربية باللقب، أطلق الألمان عبر إحدى وسائل الإعلام على تلك المباراة لقب المعجزة في بيرن.
لمحبي كرة القدم وراغبي متابعة المعجرة الألمانية في كأس العالم، يمكن مشاهدة هذا الفيلم، والذي يتضمن عبارات مفعمة بالحماسة والحيوية، تتنويع بين البطئ والسرعة في الأداء والتراكيب الشعبية والرياضية والجماهيرية، فهو مناسب لأصحاب المتسوى المتوسط في اللغة الألمانية.
Good Bye Lenin
فيلم ألماني تراجيدي كوميدي، صدر عام 2003، من إخراج «ولفغانغ بيكر»، وجرى ترشيحه لجائرة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم أجنبي، وأيضا ترشح لجائزة البافتا لفئة الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، كما ترشح المخرج «ولفغانغ بيكر» لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي.
لمحبي التاريخ، يدور الفيلم حول قصة التحول وقت سقوط سور برلين ووحدة ألمانيا الشرقية والغربية، حيث يتناول حياة أم لطفلين تعاني من تسلط الحكومة الاشتراكية عليها بعد هروب زوجها إلى ألمانيا الغربية، فلا تجد حلاً لهذا التسلُّط غير أن تُظهر أنها من أشد المؤيديين للاشتراكية وتبعا تقوم بالدفاع عن النظام الاشتراكي وعن رموزه، ولكنها تقع في حالة مرضية سيئة تؤدي لغيبوبة أثناء علمها أن ابنها تم القبض عليه في مظاهرة ضد الاشتراكية، ثم تتابع الأحداث حتى تتوحد ألمانيا الشرقية والغربية.
والفيلم الذي يعتبر رمزًا من رموز السنيما الألمانية في العصر الحديث بما تحويه من تقنيات تصوير وقصة وأحداث، مليئ بالحوارات والجمل التي تناسب المستوى المتوسط، كونه يحكي عن فترة مهمة في تاريخ ألمانيا.
Die Welle
صدر في العام 2008، وهو أحد أكثر الأفلام شهرة خلال السنوات الأخيرة في الألمانيا، ويحكي قصة معلم طبق على تلاميذه تجربة اجتماعية، بهدف توصيل مفهوم المجتمعات المبنية على السلطوي، وأسس مع تلاميذه حركة سموها «الموجة» تقوم على الانضباط وروح المشاركة، و كان هو قائد الحركة.
الفيلم الذي أخرجه «دينس غانزل» استند على تجربة «The Third Wave» التي ظهرت في كاليفورنيا سنة 1967، ثم كتب بطريقة درامية الموجة الألمانية التي أصبحت من المطالعات الكلاسيكية في المدارس الألمانية، لذلك فهو مناسب لأصحاب المستوى المتوسط في تعلم اللغة الألمانية، بفضل احتوائه على جمل وحوارات متقدمة إلى حدٍ ما، تناسب المصطلحات الأكاديمية والمفاهيم الاجتماعية التي يدور حولها الفيلم.
Der Untergang
يتابع المشاهدون في هذا الفيلم الألماني النمساوي الصادر عام 2004، الأيام العشرة الأخيرة لحكم أدولف «هتلر» لألمانيا النازية سنة 1945، وهو من إخراج أوليفر هيرشبيغل، ولاقى مراجعات إيجابية من مختلف النقاد وترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية.
يصور الفيلم قصة سقوط هتلر والنازية على لسان سكرتيرة «هتلر» الخاصة «تراودل يونغه»، التي عاصرت أدق تفاصيل النهاية، وكادت أن تنتحر وهي ترافق هتلر في لحظات الهزيمة لولا نصيحة «إيفا براون» عشيقة «هتلر» وزوجته قبل سقوطه بأيام لها أن تنجو بنفسها.
المميز في هذا الفيلم كونه يقدم مهارات متقدمة للراغبين في احتراف اللغة الألمانية، حيث يتضمن دراما حربية مؤثرة وعميقة تحكي بعيون ألمانية ما حدث وتلقي بمسحة إنسانية ليس على هتلر فقط، وإنما على القادة من حوله، من خلال جمل وتراكيب بليغة.