سوليوود «خاص»
يواجه العديد من الأشخاص مشكلات في حياته، بعضها قد تؤثر على حالته النفسية، وتدفعه إلى الاكتئاب الذي تتفاوت درجاته، وهو ما يستلزم استشارة الأطباء وخبراء علم النفس، لكنَّ الأفلام المرئية تترك تأثيرًا إيجابيًا مضاعفًا لدى البعض، حين يشاهد قصة تغيير كليَّة لبعض المصابين بأمراض نفسية، وتحوُّلهم من حافة الانتحار إلى النجاح الباهر في الحياة.
يستعرض هذا التقرير عددًا من الأفلام التي تساعد على الخروج من الاكتئاب، واسترداد العافية النفسية والبدنية:
Melancholia
قدَّم المؤلف والمخرج «لارس فون ترايير» واحدًا من أبرع الأعمال الفنية الذي يصور الاكتئاب وكيفية التعامل معه، وهو الفيلم الذي يدور حول شقيقتين، إحداهما على وشك الزواج، في حين يقترب كوكب «ميلانكوليا» من الاصطدام بالأرض والقضاء على البشرية.
يقدم الفيلم مشاهد ممزوجة بالموسيقى الهادئة، والإيقاع البطئ والحوارات العميقة في طرحها، ويضع القدرات البشرية على قمة الأهمية، وهو يعرض للمشاهد نماذج واقعية من كيفية التغلب على أية عقبات نفسية.
وجرى إنتاج الفيلم في الدنمارك وفرنسا، وصدر عام 2011، وهو من بطولة «كريستين دانست»، و«شارلوت غينسبور» و«الكسندر سكارسجارد» و«كارمين سبور» و«كيفر سثرلاند»، ومن كتابة وإخراج «لارس فون ترايير».
Inside Out
يمتاز هذا الفيلم بكونه مناسبًا لصغار السن، وهو يقدم ببراعة رسائل إيجابية، وإن كانت لا تخلو من التأكيد على أن الحزن والألم شيئان يمكن العيش بهما في الحياة، وهو يتنقل حول الأفكار التي تدور في رأس فتاة مراهقة؛ لذلك فإن هذا العمل المقدم من ديزني وبيكسار ذي الألوان الزاهية حول المشاعر يكون أكثر أهمية من الأعمال الدرامية، حتى أصبح الفيلم عند الإصدار أداة قوية للمعالجين للتعامل مع المرضى باختلاف أعمارهم.
الفيلم من تأليف وأفكار «بيت دوكتر» وإخراج «روني ديل كارمن» و«جوناس ريفيرا»، وتدور قصته داخل رأس الطفلة «ريلي أندرسون» التي تنتقل لمدينة جديدة مع عائلتها، حيث تتحكم بها خمس مشاعر، وهي: الفرح، والحزن، والغضب، والاشمئزاز، والخوف، وتقود حياتَها.
A Beautiful Mind
يمكن للإنسان أن يصبح أكثر تفاؤلاً وافتناعًا بقدراته الذاتية، عندما يشاهد قصصًا لبعض الناجحين الذين واجهوا صعبات ذهنية أو إدراكية، وهو ما يتلمسه هذا الفيلم الأميركي الصدر عام 2001، والذي يحكي قصة حياة العالم «جون فوربس ناش» الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، وهي قصة مستوحاة من الكتاب الأفضل مبيعًا، والمرشح لجائزة بوليتزر عام 1998 ويحمل الاسم نفسه من تأليف «سيلفيا نصار».
أخرج الفيلم «رون هوارد» وكتبه «أكيفا جولدسمان»، وهو من بطولة: «راسل كرو»، و«جينيفر كونيلي»، و«إد هاريس»، و«كريستوفر بلومير» و«بول بيتاني». وحقق الفيلم أكثر من 300 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، وفاز بأربعة من جوائزالأوسكار، منها جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو لفيلم، وأفضل ممثلة مساعدة، كما رشح لجائزة أفضل ممثل، وأفضل تحرير، وأفضل ماكياج، وأفضل موسيقى.
The Hours
يناقش الفيلم قضية الاكتئاب بطريقة مختلفة، حيث يدور حول حياة ثلاث نساء مكتئبات من عصور مختلفة خلال يوم واحد، يواجهن ظروفًا مختلفة تؤثر على حياتهن، فالأولى تحاول إعداد حفلة لصديقها المصاب بالإيدز، والثانية حامل وتعاني من زواج غير سعيد، والثالثة تعاني من الاكتئاب ومرض عقلي، بينما تحاول كتابة روايتها.
الفيلم من الأعمال الدرامية الصادر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة عام 2002، وهو من تأليف «ديفيد هير”، وإخراج «ستيفن دالدري» وبطولة «ميريل ستريب»، و«نيكول كيدمان»، و«جوليان مور». وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وترشح لجائزة «ستيفن دالدري»، وهو يستند إلى الرواية الحائزة على جائزة «بوليتزر» والتي تحمل الاسم نفسه.
It’s A Wonderful Life
يقدم هذا الفيلم رسالة جوهرية حول قيمة الإنسان وتقديره لنفسه، وكيف أنّ بداخلنا طاقة يمكن استغلالها وتوجييها بالشكل الصحيح، في حين أن الاهتمام بإسعاد الآخرين مع إهمال الإنسان لنفسه يجعله يصاب بالاكتئاب، حين يكتشف أنه أسعد الجميع دون نفسه.
«إنها حياة رائعة» ليس فيلمًا مثليًا فقط، بل يقدم رسائل بشأن تطوير الذات وتقديرها، وهو من أفلام عيد الميلاد الذي صدر في 1946، من إنتاج وإخراج «فرانك كابرا»، وهو مقتبس من قصة «الهدية الأعظم» من تأليف «فيليب فان دورين ستيرن» عام 1939.
يعتبر هذا الفيلم أحد أشهر الأفلام المفضلة في السينما الأميركية، وبات من أكثرها مشاهدة في عيد الميلاد كل عام، وهو واحد من أكثر الأفلام تقييمًا وإشادة في تاريخ السينما، جرى ترشحيه لخمس جوائز أوسكار، واختير من أجل حفظه ضمن سجل الأفلام الوطنية من قبل مكتبة الكونغرس الأميركية لكونه أثر «حضاري وتاريخي أو جمالي».
ويحكي قصة «جورج بايلي» الذي تخلى عن جميع أحلامه ليكون في خدمة الآخرين، الأمر الذي وصل به إلى حد الانتحار في ليلة عيد الميلاد، لكن ينقذه حارسه، الذي ذكّره كيف كانت ستكون حياة كل من ساعدهم لو لم يكن موجودا.
The Beaver
يتمحور الفيلم حول رسالة مفاداها، أن علينا مواجهة مشاكلنا للانتصار عليها، فهو يحكي قصة رجل مصاب باكتئاب مزمن يفقد الحماس ويفقد الأسرة وكل ما يملك، قبل أن يعود من بعيد ويجد نفسه، بعدما أهمل أسرته وعمله وأصدقائه، وطُرد من المنزل، وأصبح وحيدًا يعيش في عالم منغلق على نفسه، حتى وصل إلى مراحل متقدمة من الاكتئاب، وفي الأثناء يجد في مكان للنفايات دمية لسنجاب يرتديها في يده، وبعد محاولات عديدة فاشلة للانتحار، يخاطب العالم من قناع الدمية، التي يعتبرها صديقه الجديد، ويُخرج متاعبه النفسية، مستلهمًا قوى تدفعه لإعادة بناء حياته.
الفيلم الصادر عام 2011 من إخراج «جودي فوستر» وكتبه «كايل كيلن»، ومن إنتاج مشترك للولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وبطولة «ميل جيبسون» و«فوستر» و«أنتون يلشين» و«جنيفر لورانس».