سوليوود (دبي)
ترى كامي لوباتو مختصة تقنية الواقع الافتراضي أن ما يطرحه البعض حاليا من أن سينما الواقع الافتراضي جاءت لتحل محل السينما التقليدية غير صحيح على الإطلاق، وأن الاثنتين يمكن أن تسيرا جنبا إلى جنب وذلك في مقال نشرته جريدة الإقتصادية.
وقالت لوباتو مؤسسة شركة “دايفرجن سينما” التي تقدم عروض سينما الواقع الافتراضي في مهرجان دبي السينمائي الدولي لـ “رويترز”، “هذا مجال واعد ويتطور سريعا، عملنا لسنوات على صناعة الشاشة المستطيلة وهو شيء جديد للغاية، وعلى مستوى المحتوى يعمل المخرجون والمصورون على تطوير أفلامهم بشكل أكثر ملاءمة للمشاهد عبر هذه التقنية”.
وشددت على أن سينما الواقع الافتراضي لن تكون بديلا للسينما التقليدية “لأنه ببساطة عندما ظهرت السينما على سبيل المثال لم يختف المسرح”.
وللعام الثاني على التوالي يطرح مهرجان دبي السينمائي الدولي برنامج عروض سينما الواقع الافتراضي التي جذبت كثيرين من رواد المهرجان وأغرتهم بخوض التجربة المختلفة.
ولمشاهدة هذه النوعية من الأفلام يضع المشاهد نظارات على عينيه ويغوص بمفرده في عالم مصور بكاميرا 360 درجة ويبدأ في التفاعل مع ما يراه كأنه داخل هذا العالم الافتراضي.
وقالت لوباتو “كنا هنا في العام الماضي وهذا هو عامنا الثاني في مهرجان دبي. كثير من المهرجانات اليوم تهتم بسينما الواقع الافتراضي، وسبق لنا الوجود في مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان كان في فرنسا”.
ويضم البرنامج هذا العام 11 فيلما تراوح مدتها بين ست دقائق و30 دقيقة وتتنوع بين الروائي والوثائقي والتحريك.
وعن قصر مدة الأفلام المقدمة في قسم سينما الواقع الافتراضي وعدم وجود أفلام روائية طويلة قالت لوباتو “تصوير الأفلام بكاميرا تصور محيطها بدرجة 360 درجة أمر غير سهل بالمرة، عليك أن تخفي طاقم العمل والمعدات والإضاءة وتتحكم في المكان تماما لأن الكاميرا ستلتقط كل شيء، لذلك تقتصر التجارب حاليا على الأفلام القصيرة”.
وتابعت “قبل سنوات قليلة لم يكن هذا النوع من الكاميرات متوافرا لذا تعين على المخرجين والمصورين أن يصنعوا كاميراتهم بأنفسهم. اليوم لدينا عدد قليل من هذه الكاميرات لكن الأبحاث مستمرة وجودة الأفلام تتحسن”.
وترى لوباتو أن هناك استقبالا جيدا من المشاهدين في مهرجان دبي السينمائي لتجربة سينما الواقع الافتراضي إلا أن تطور هذه السينما عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا يعتمد على أمرين، شركات الإنتاج وصناع هذه النوعية من الأفلام.
وقالت “انتشار هذه النوعية من العروض السينمائية يتطلب جرأة أكبر من شركات الإنتاج لتقديم محتوى أكثر قربا من سكان المنطقة والاستثمار في هذا المجال، كذلك نعترف أن معظم صناع هذه الأفلام لم يأتوا من عالم السينما لكن في الأساس جاءوا من مجال الألعاب الإلكترونية، لذا فإن دخول مخرجي السينما هذا المجال سيدعمه كثيرا”.
وعن تميز تجربة مشاهدة أفلام الواقع الافتراضي قالت لوباتو “هي تجربة مختلفة تمنح المشاهد ميزة التفاعل وحرية مشاهدة الفيلم من الزاوية التي يحبها لا التي اختارها المخرج، لذلك يمكن أن يشاهد اثنان نفس الفيلم في الوقت ذاته، لكن سيرى كل منهما الفيلم من زاويته الخاصة”.
وتابعت قائلة “أتمنى على الأقل أن تصبح هناك منصة واحدة لعروض سينما الواقع الافتراضي داخل كل دار عرض سينمائي حتى يسيرا جنبا إلى جنب”.