أحمد العياد
شهدت الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر العرض العالمي الأول للفيلم السعودي القصير «زبرجد» الذي أنتجه علي السرهيد وأخرجه حسين المطلق، إذ حصد الفيلم إشادات نقدية من الحضور. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية يحيى الشاب الذي يقرر العودة لقريته للاستقرار بها بعدما ترك الكلية التي يدرس بها.
يتحدث حسين المطلق في حواره مع «سوليوود» عن فيلمه القصير الثالث الذي بدأت فكرته من الكاتبة هيفاء محمد، ليبدأ بعدها العمل عليها ويطورها حتى تصل إلى الصورة التي شاهدها الجمهور مؤخرًا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من كون أصوله من الأحساء فإن فكرة الفيلم تطلبت التصوير في منطقة نائية بعيدًا عن المدينة وتتسم بالهدوء والاسترخاء، وهو ما جعلهم يتجهون نحو الجنوب للتصوير.
وأضاف أنه لم يكن من الممكن أن يتم التصوير في الأحساء أو في المناطق التي المحيطة بها، بسبب طبيعتها المليئة بالنخيل، على العكس من فكرة الفيلم المعتمدة على منطقة جبلية صعب الوصول إليها، فبطل القصة يخرج من المدينة المزدحمة ليتوجه نحو منطقة هادئة من أجل العيش بها، وفي نفس الوقت يكون الطريق إليها صعبًا.
يتحدث حسين المطلق عن كواليس التحضير للفيلم، والتي شملت التفكير فيمن يمكن إسناد دور البطولة إليه، وبدأ البحث بين أكثر من شخص، إلى أن تم اختيار فيصل الأحمري، الذي قدم الدور بشكل متميز، إذ شاهدت مقاطع فيديو سبق أن قدمها على «يوتيوب» وشعرت بأنه يمكن أن يقدم الدور بشكل جيد.
لا يخفي حسين المطلق شعوره بالخوف من فكرة شهرة فيصل كأحد اليوتيبوريين المشهورين وتقديمه لدور مليء بالمشاكل النفسية في الأحداث، خاصة أن الدور هو لشخصية البطل الذي إذا فقد مصداقيته فسيفشل الفيلم بشكل ذريع، وهو ما جعله حريصًا على وضع معايير معينة للدور من البداية ولمن سيقدمه لا يمكن التنازل عنها، مؤكدًا أنه بعد مشاهدة ما قدمه فيصل عبر «يوتيوب» وجد أن لديه كاريزما جيدة ومتعدد المواهب.
لم يكن اختيار فيصل التخوف الوحيد من وجهة نظر حسين الذي يتحدث عن مخاوف أخرى من ألا يفهم المشاهد الفيلم. صحيح أن الأمر يحدث معه على المستوى الشخصي في أفلام يشاهدها ولا يفهمها، لكن يحبها لكونها وصلت لمشاعره وأحاسيسه، لكن في تجربة “زبرجد” كان يريد أن يختبر هذا الأمر، وقدم الفيلم بالطريقة التي أرادها.
عرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر ليس نهاية المطاف بالنسبة للفيلم بعدما جرى الاتفاق على توزيعه مع شركة مختصة، يأمل حسين المطلق في أن تجعل الفيلم يحظى بفرصة العرض في عدة مهرجانات سينمائية بعد مشاركته بالنسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
علي السرهيد: شاهدت تحولات الفكرة حتى خرجت للنور
بالرغم من أن الفيلم ينتمي إلى الأفلام القصيرة، فإن المنتج علي السرهيد يعمل عليه منذ 3 سنوات تقريبًا، وتحديدًا عندما كان فكرة للكاتبة هيفاء محمد التي كتبت السيناريو الخاص بالفيلم، ليكون شاهدًا على التحولات التي حدثت بالفيلم خلال رحلة خروجه للنور، والتعديلات التي جرت عليه لأسباب عدة، حتى جرى تقديمه للحصول على الدعم من جانب مسابقة ضوء لدعم الأفلام.
وأضاف أن حصول الفيلم على الدعم كان سببًا في حماسهم لخروجه إلى النور والعمل بشكل مكثف عليه، خاصة أنه ينتمي إلى نوعية الأعمال المكلفة من الناحية الإنتاجية، نظرًا لتصويره في منطقة بعيدة، بالإضافة إلى المعدات والأمور اللوجيستية اللازمة لخروجه للنور بشكل جيد يعبر عن فكرته.
وأوضح أنه بعد انتهاء العمل من كتابة السيناريو والقصة بشكل كامل بدأ البحث عن موقع التصوير، حتى تم الاستقرار على التصوير في عسير بأبها، وبعد ذلك بدأ البحث عن جميع الممثلين المناسبين للأدوار، فكانت الأولوية للممثلين أبناء المنطقة لإتقان اللهجة بشكل كامل، وبالمصادفة كان فيصل من أبناء أبها، لكنه مقيم بالرياض، وهو ما ساعدهم كثيرًا في التصوير، وأثر بشكل إيجابي في الشكل النهائي للفيلم.
يقول علي السرهيد إن التصوير استمر 5 أيام بمعدل 18 ساعة يوميًا، وهو ما جعل فريق العمل يشعر بالإرهاق الشديد خلال هذه الفترة التي استمرت 13 يومًا ما بين بروفات وتجهيزات وتحضيرات، إذ تم التصوير بنفس المنزل الذي أقاموا به خلال وجودهم بعسير.
لدى علي السرهيد مشاريع جديدة يعمل عليها بالوقت الحالي مع حسين المطلق، فهناك فيلمان قصيران سيتم تقديمهما تباعًا خلال الفترة المقبلة؛ أحدهما مدعوم من عدة شركات إنتاج سعودية، وقد يعرض في مهرجان أفلام السعودية بالدورة المقبلة، بالإضافة إلى وجود فيلم ثانٍ بعنوان «بنت الجامعة» المدعوم من مهرجان البحر الأحمر.