أحمد العياد
شكلت الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي بشرى سارة لمدير المسرح والفنون الأدائية ماجد زهير سمان، بعرض ثلاثة أفلام من أعمال «إثراء» بالمهرجان كان آخرها فيلم “طريق الوادي” الذي عرض بحفل الختام وسط حفاوة كبيرة من جمهور المهرجان وقبل أسابيع من عرضه بالصالات السينمائية بشكل تجاري.
لا نبحث عن الأفلام الجماهيرية ولكن نبحث عن الأفلام الجيدة
وفي تصريحات خاصة لـ«سوليوود»، عبر ماجد سمان عن سعادته وفخره باختيار فيلم من إنتاج «إثراء» ليكون فيلم الختام بجانب الفيلمين القصيرين «أرجوحة» و«رقم هاتف قديم»، مشيرًا إلى أن اختيار «إثراء» لإنتاج الفيلمين القصيرين جاء بعد تقديم المخرجين النصوص لهم من أجل تقديمها بوقت تحمسوا للمشاريع بسبب الإعجاب بالنصوص المقدمة.
وأضاف أن صنَّاع العملين قدموا إلى «إثراء» في الدورة الافتتاحية من مهرجان البحر الأحمر العام الماضي، وتحدثوا معنا عن أفكارهم وعن مشاريع الفيلمين وما إذا كان يمكن أن ندعمها إنتاجيًا، وعندما ناقشنا معهم ما لديهم من أفكار ومعالجات يسعون لتقديمها وجدنا أنفسنا أمام أعمال مميزة بالفعل ولم نتردد في المشاركة بدعمها إنتاجيًا.
وأوضح أن فيلم «رقم هاتف قديم» بدأ من مهرجان الأفلام السعودية بفوزه بجائزة كقصة، وكان دعمنا له بعد الفوز بجائزة أحسن سيناريو. في حين كان اختيارنا لفيلم «الأرجيحة» لأننا أعجبنا بقصته، مشيرًا إلى أن اختيار الأفلام يخضع لمعيار رئيسي مرتبط بالإبداع الذي يقدمه العمل بغض النظر عن كونه فيلمًا جماهيريًا أم لا، إذ يتم الاختيار من خلال محكمين وليس من قِبلي أو من قِبل الشباب العاملين معي.
ندفع بالمواهب الشابة في «إثراء» لتقديم تجاربهم الإبداعية
وأكد ماجد سمان أن مهمة «إثراء» الأساسية هي تقديم ودعم جيل جديد من الشباب السعودي في صناعة الأفلام، وهو ما ينطبق على المخرج خالد فهد الذي قدَّم فيلم «طريق الوادي» كأول أفلامه الروائية الطويلة بعد تجارب محدودة في الأفلام القصيرة حصد عنها جوائز بالمهرجانات، مشيرًا إلى أن المهم بالنسبة لهم عند دعم أي تجربة سينمائية أن يكون العمل جيدًا، ولدى المخرج الأدوات التي تمكنه من تقديمه بالصورة اللازمة.
وتحدث مدير المسرح والفنون الأدائية عن مشروعهم الجديد مع المخرج أبو بكر شوقي والمنتج محمد حفظي، والذي يحمل اسم «هجان»، مشيرًا إلى أن العمل انطلق تصويره بالفعل قبل شهر ومتوقف بالوقت الحالي لتغيير الديكورات على أن تبدأ مرحلة ما بعد الإنتاج قبل نهاية الشهر الجاري؛ أملاً في عرضه بمهرجان كان، أو فينيسيا بدورتيهما المقبلتين.
وأضاف أن احتياج الفيلم لفترة تستغرق نحو 3 أشهر في أعمال بعد المونتاج يجعل من الصعب أن يلحق بمهرجان برلين في نسخته المقبلة، لافتًا إلى أن الفيلم قد يعرض أيضًا في مهرجان تورنتو بجانب عرضه في النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر بنهاية 2023 على أن يطرح بالصالات السينمائية خلال عام 2024، وهو ما يتزامن مع احتفال العالم واعتماد الأمم المتحدة هذا العام كسنة دولية للإبل.
نراهن في «إثراء» على الأعمال الجيدة والمتميزة
وأوضح أن الفيلم في البداية كان يحمل اسم «بحر الرمال»، وهو اسم مبدئي تم اختياره للإعلان عن المشروع قبل الانتهاء من كتابته، لكن مع بداية التصوير الشهر الماضي تم الاستقرار على اسم «هجان» باعتباره الأنسب للأحداث ويعبر عنه بشكل كبير.
وحول سبب اختيار مخرج مصري لفيلم يتناول الإبل، وهو ما كان يجعل هناك أولوية لمخرج سعودي، قال ماجد سمان إنهم أرادوا أن يكون للفيلم طابع دولي، فتم اختيار فريق عمل لديهم خبرات دولية، وكان أول من تحدثوا معه هو المنتج محمد حفظي الذي تم شرح الفكرة معه وعمل على القصة معنا لمدة عام ونصف تقريبًا مع المخرج أبو بكر شوقي الذي قدم رؤية صحيحة للعمل.
وأشار إلى أنه كان يمكن الاستعانة بمخرج يتم سداد تكاليف مالية له لتقديم الفيلم، لكنهم لم يفضلوا هذا الأمر لأن الفيلم بهذه الحالة كان سيخرج بدون روح، وهو ما دفعهم للحديث مع أكثر من مخرج على المشروع من البداية قبل أن يتم الاستقرار على أبو بكر شوقي باعتباره الوحيد الذي فهم ما نريد تقديمه، ولديه إيمان بالمشروع وحماسة للعمل ساعدنا كثيرًا، خاصة أن تجربته في «يوم الدين» جعلت الفنانين يعرفونه جيدًا ويتحمسون للعمل معه مثلما حدث من الفنان عبدالمحسن النمر.
وشرح ماجد سمان فلسفة «إثراء» في اختيار الأعمال التي تدعمها، فالعمل لا يتم بطريقة العمل في المصانع باعتبار أنه يجب عليها تقديم فيلم كل سنة أو كل شهر، ولكن تعمل لتقديم أفضل الأعمال وأكثرها جودة بغض النظر عن العدد، مشيرًا إلى أنهم مع نهاية الشهر سيكون هناك دورة جديدة تستقبل فيها أفكار الشباب لاختيار فيلم أو فيلمين روائيين طوال وأفلام أخرى قصيرة.
«طريق الوادي» سيعرض في صالات السينما خلال 2023
وأختتم حديثه بالتأكيد على أن «إثراء» تقدم أفلامًا جيدة، لكن دون اشتراط كونها تجارية أو غير تجارية، ففيلم «طريق الوادي» فيلم تجاري، لكن عندما تمت الموافقة عليه لم يكن تجاريًا، مشيرًا إلى أن العمل ستنطلق الدعاية الخاصة به خلال الفترة المقبلة على أن يعرض في 2023 بالصالات السينمائية، وقد يكون موعده في عيد الفطر المقبل.