أحمد العياد
يعيش المخرج السعودي محمد السلمان، حالة من الاحتفاء في الفترة الحالية، بعد إعلان ترشيح فيلمه الروائي الطويل الأول «أغنية الغراب»، للمشاركة في جوائز «الأوسكار» ممثلًا للسينما السعودية، وفي نفس الوقت مشاركة الفيلم بالمسابقة الرسمية لـ«مهرجان البحر الأحمر».
في حوار خاص مع «سوليوود»، يتحدث السلمان عن الفيلم وخروجه للنور، والصعوبات التي واجهته أثناء التصوير والتحضير للعمل، بالإضافة إلى اختيارات الممثلين وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحوار..
حققت حلمي بتقديم فيلمي الروائي الأول بعمر الثلاثين
اعتقد أنك عشت أسبوع سعيد، بإعلان ترشيح الفيلم لتمثيل المملكة في «الأوسكار»، واختياره كذلك للمشاركة في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي»؟
بالتأكيد، فأنا سعيد باختيار فيلمي الروائي الطويل الأول «أغنية الغراب» ليمثل المملكة سواء في «الأوسكار» أو بالمسابقة الرسمية للمهرجان، فلا يوجد شعور أفضل من أن تمثل بلدك في مهرجانها السينمائي الأهم، وأن تتواجد أيضًا كممثل لها في ترشيحات الأوسكار بفيلمك الأول.
حدثنا عن تفاصيل الفيلم من بداية الفكرة وحتى خروجه للنور؟
فكرة الفيلم بدأت تحت عنوان آخر، وكانت بعد ثاني فيلم لي أي قبل عمل فيلم «لسان»، وكان لدي رغبة في الحصول على دعم من «إثراء»، لتنفيذ فيلمي الروائي الطويل الأول قبل أن يكون عمري ثلاثين عامًا، وبالفعل بدأت الفيلم وصورته وأنا في هذا السن.
وعملت على كتابة أول نسخة، ولم يكن فيها سوى البطل وبعض الشخصيات، وشعرت بأن النص طموح ولا أستطيع عمله بالإمكانيات ذلك الوقت، فوضعته جانبًا وأخرجت أفلام قصيرة أخرى «27 شعبان»، «ستارة».
وفعلًا عدت للنص من جديد، بعد الإعلان عن مسابقة دعم «ضوء»، والحقيقة أن وجود صناديق الدعم للأفلام أمر مشجع محمس للغاية، لأن التوقيتات النهائية الخاصة بها تجعلك تضغط نفسك حتى تستوفي شروطها وتنجز عملك، وصادف بعد حصولي على الدعم فترة جائحة كورونا، والتي قمت باستغلالها لتطوير الفيلم والعمل عليه، واكتشفت وقتها حاجتي لمزيد من الدعم، ولأن لدي تعامل سابق مع «تلفاز» تحدثت معهم فاستثمروا في الفيلم، واستثمرت أيضًا جزء من أموالي الشخصية، وتحدثت مع منتجي الفيلم وبدأنا العمل بالفعل.
بحثت عن بطل «أغنية الغراب» طويلًا وعاصم العواد مفاجأة الفيلم
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير الفيلم؟
عندما بدأنا العمل على الفيلم، كان هناك عدة تحديات مرتبطة بالتصوير، فتصادف انطلاق التصوير مع انتهاء فترة الحجر الكلي، وكان لا يزال هناك قيود على السفر من بلدان معينة إلى المملكة، من بينها مصر ودول آخرى شارك صناعها بالفيلم، وبالتالي كان هناك تحدي مرتبط باستقدام أصحاب الخبرة، أيضًا كنا حريصين على اختيار الشخصيات بتأني شديد، وعمل اختبارات كاستينج كثيرة لاختيار الأنسب للدور بالفعل، ومن هنا جاء اكتشاف عاصم العواد.
كيف وجدت التعاون مع عاصم عواد بطل فيلمك في أولى تجاربه التمثيلية؟
اتوقع لعاصم مستقبل مبهر، وأنا وهو استفدنا من التجربة بشكل كبير، خاصة خلال فترة التحضيرات التي سبقت التصوير، الأمر الذي جعله يعيش الشخصية كما كتبتها، وانعكس ذلك على أدائه أمام الكاميرا بشكل كبير.
إبراهيم الخير الله شارك في تطوير دوره بالفيلم
كيف جاءت مشاركة إبراهيم خير الله؟
إبراهيم من الشخصيات التي فكرت فيها منذ بداية المشروع بالفعل، وتحمس للمشروع عندما تحدثت معه حوله، وكان لديه عدة أسئلة حول الفيلم دفعته لأني يأتي من الرياض إلى الشرقية، ليقرأ النص ونجلس سويًا ونتفاهم حول التفاصيل، لذا جاء دوره من الأدوار المتميزة في الفيلم، فهو قد شارك في تطوير الشخصية قبل التصوير، مما ساعدني كثيرًا أثناء العمل، وإبراهيم من نماذج الشخصيات التي تحب العمل معها كثيرًا.
طورت سيناريو الفيلم خلال فترة جائحة كورونا، وضغط التصوير في 20 يوم كان الأصعب
مدة تصوير الفيلم كانت من الصعوبات التي واجهتك أيضًا؟
بالفعل لأنني دخلت في تحدٍ مع الزمن، بسبب الميزانية التي لم تكن تسمح لنا سوى بالتصوير خلال 20 يوم فقط، وبعد 3 أيام من العمل شعرنا أن الوقت غير كافٍ، بالرغم من تحضيري التفصيلي لكافة المشاهد وكتابة «ستوري بورد» بكل التفاصيل، فعقدنا اجتماع حاسم ومؤلم مع فريق العمل وشعرنا بصعوبة الأمر، فكنا آمام خيارين إما زيادة عدد الأيام وبالتالي زيادة الميزانية أو التوقف تمامًا!!
لكننا عملنا تحت ضغط كبير على مدار 20 يوم من التصوير في عدة أماكن في الرياض وهذا الامر كان من أكبر التحديات، لذا كان الأمر صعبًا للغاية، ولكن ولله الحمد نجحنا في تجاوزه، بفضل فريق العمل والاحترافية الكبيرة في العمل.
صنعت فيلم أحب مشاهدته بعيدًا عن جماهيرية أو نخبوية الفيلم
ماذا عن توقعاتك فيما يتعلق باستقبال الجمهور للفيلم؟
الفيلم هو تجربتي الروائية الطويلة الأولى، وقدمته بصدق كمخرج وكاتب، وأحب أن يشاهده الجمهور ويتفاعل معه بالطريقة التي تعجبهم سواءً سلبًا أو إيجابًا، فعندما قدمت التجربة لم يكن لدي توقعات، ولكني قدمت عملًا أحببته وفيلم أكون سعيد وأنا أشاهده، ولدي تطلع وترقب لرؤية الناس والجمهور للفيلم، ولدي قناعة أن تقديم عمل سينمائي ليس مقتصرًا على التحضير والتصوير فقط، ولكن ثمة مراحل تبدأ من الفكرة والتطوير وتنتهي بعد التوزيع والإنعكاس، بمعنى معرفة ردود الفعل وكيفية استقبال الجمهور لما قدمته ولتجربتك بشكل عام.