سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما السعودية، الفيلم الدرامي الباكستاني «The Legend of Maula Jat»، الذي تلقى مراجعات إيجابية من النقاد، حيث يعتبر أضخم الأفلام الباكستانية تكلفة على الإطلاق، وهو من بطولة «فؤاد خان» في دور الشخصية المميزة «مولا جات»، و«حمزة علي عباسي» في دور «نوري نات»، و«حميماء مالك» في دور «دارو نتني»، و«مهرة خان» في دور «موخو جتني».
تدور قصة الفيلم حول صراع بين «مولا جات»، وهو محارب عنيف لديه ماضٍ يؤلمه، ويسعى للانتقام من خصمه اللدود «نوري نات»، المحارب الأكثر رعبًا في أرض البنجاب وزعيم عصابة وحشية، في هذه القصة الملحمية يتم اختبار الولاءات وتتمزق العائلات.
الفيلم من إخراج «بلال لاشاري»، وهو مخرج باكستاني ومصوِّر سينمائي وكاتب سيناريو، قدَّم فيلمه الإخراجي الأول في عام «Waar 2013»، الذي يحمل الرقم القياسي لكونه سابع أعلى فيلم باكستاني ربحًا، وفاز المخرج «لاشاري» بجوائز في أربع فئات ضمن جوائز «ARY Film Awards» عام 2014 لأول مرة في الإخراج.
سنوات من التخطيط.. واجتياز العقبات
في 21 ديسمبر 2018 صدر مقطع دعائي للفيلم لأول مرة، لكن نظرًا لدعوى حقوق الملكية التي رفعها منتج فيلم 1979، الذي يقال إن «Maula Jatt» مقتبس منه، فقد جرى تأجيل الإصدار إلى أن توصل الطرفان إلى تسوية في فبراير 2020، وبعد ذلك كان من المقرر عرض الفيلم في باكستان والصين في وقت واحد خلال عيد الفطر 2020، لكن تأجل ذلك بسبب وباء كورونا قبل أن يُفرج عنه رسميًا في 13 أكتوبر الجاري.
ومشروع الفيلم كان حلمًا يراود فريق الإنتاج والإخراج منذ 10 سنوات، حين بدأ «بلال لاشاري» يكتب النصوص الأولى للعمل، وبالتزامن مع ذلك بدأ «حمزة علي عباسي» في العام 2013، التدريب للعمل على تناسق العضلات والتناسب والقدرة على التحمل وصحة القلب والأوعية الدموية.
فيلم مرصع بالنجوم
ويحظى الفيلم المرصع بالنجوم بتقدير ووجهات نظر حماسية من الجماهير، وفاز الفيلم بالفعل بقلوب رواد السينما الباكستانية، حيث تفيد التقارير بأنه يقدم أداءً رائعًا في شباك التذاكر داخل وخارج باكستان.
يقول النقاد إن مثل هذه الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة عادة ما تفشل في التأثير عند طرحها، لكن «The Legend of Maula Jatt» متميز باهتمام الجمهور والنقاد مع إيلاء اهتمام خاص للتفاصيل، في حين يشعر المعجبون بالرهبة من أداء «فؤاد خان» و«حمزة علي عباسي»، الممثلان الرائدان في صناعة السينما الباكستانية.
نقلة للسينما الباكستانية
ويعتقد المعجبون بالفيلم، أن صناعة السينما الباكستانية قد أنتجت أخيرًا فيلمًا على قدم المساواة مع المعايير الدولية، ورفعت أسطورة «Maula Jatt» السقف عاليًا، كما يُنسب للفيلم الفضل في إحياء السينما الباكستانية، ويتسم الحوار في الفيلم بطابع خطابي وبروح الدعابة، وبالمحادثات والمواجهات بأسلوب منمق.
الشخصية الرئيسية الأولى تتجسد في ملحمة الانتقام العائلية، يقودها «Maula Jatt» وهو شاب يرى والداه يقتلان على يد أفراد العشيرة المنافس، على الرغم من تربيته بمحبة من قبل أم حاضنة تمنحه الأسبقية على ابنها الآخر، إلا أن «Maula» لا يستطيع التخلص من كوابيس تلك الليلة الدموية.
في نهاية المطاف، يجد المقاتل الحائز على الجوائز نفسه مضطرًا للخروج عن المألوف في شخصيته، وتسخير غضبه الشديد لإحداث الفوضى في المعتدين، وتتحول القوة الدافعة للانتقام الشخصي إلى سعي إنساني لصالح العدالة.
يظهر «فواد خان» منتفخ الوجه ويغطي الشعر معظمه، وهو بعيد كل البعد عن شخصيته المعتادة والمحبوبة للغاية والمتطورة، وهو يلازم «ماهرة خان» حبيبته في المسلسل الشهير «Humsafar» وتلعب دور حبيبة الطفولة هنا أيضًا، ويقضيا لحظات تحت النجوم حيث يغنون معًا.
إيرادات وأرقام قياسية
وجرى عرض الفيلم على أكثر من 500 شاشة في 25 دولة، وحقق إيرادات بقيمة 2.3 مليون دولار، مما يجعله الإصدار الأعلى والأوسع انتشارًا على الإطلاق، لأي فيلم باكستاني أو بنجابي حتى الآن.
في باكستان حقق الفيلم 517 ألف دولار في عطلة نهاية الأسبوع، وفي المملكة المتحدة جمع 355 ألف دولار من 79 موقعًا، هو أعلى افتتاح في عطلة نهاية الأسبوع لأي فيلم باكستاني أو بنجابي في السوق، حيث احتل المرتبة التاسعة ضمن الأفلام الأعلى دخلًا بالمملكة..
وعلى مستوى العرض الخارجي، جاءت الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول حصدًا للإيرادات بقيمة 515 ألف دولار، وفي الولايات المتحدة حقق الفيلم أرباحًا بلغت 290 ألف دولار، وفي كندا 235 ألف دولار، وفي أستراليا جمع الفيلم 160 ألف دولار، وشملت الأسواق الخارجية الأخرى السعودية، النرويج، ألمانيا، هولندا، إسبانيا، جنوب شرق آسيا.
وترى تقارير أن أغلى فيلم في باكستان على الإطلاق، في طريقه لأن يصبح أحد أكثر الأفلام ربحًا في تاريخ السينما المحلية، حيث يحظى الفيلم بتعليقات حماسية من رواد السينما، لكن إصداره المحلي شابه أزمة بين الموزعين ودور السينما الكبرى في جميع أنحاء باكستان.
وتعليقًا على الأداء المحلي للفيلم، قال المخرج «بلال لاشاري»: «لقد غمرني الحب الذي حظي به الفيلم من الجماهير والنقاد على حد سواء في جميع أنحاء العالم، نحن فخورون جدًا بأن The Legend Of Maula Jatt كان له دور فعال في وضع السينما الباكستانية على الخريطة العالمية، حيث يستمر في كسب القلوب في المسارح بجميع أنحاء العالم».
وقالت المنتجة «أمارة حكمت»: «أسطورة مولا جت هي عملنا المحبب منذ عدة سنوات، جاء الوباء وعاد لكننا علمنا أنه كان علينا الصمود من أجل إصداره، نحن سعداء للغاية لأن فيلمنا حطم الأرقام القياسية السابقة ووضع معيارًا جديدًا للسينما الباكستانية، التي أحبها وأشاد بها ليس فقط على الصعيد المحلي ولكن من قبل الجماهير والنقاد على مستوى العالم».