سوليوود «خاص»
ناقشت ندوة حوارية بعنوان «اتجاهات حديثة للسينما التونسية»، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، مساء الخميس، أبرز التحديات ونقاط التحول العديدة التي تمر بها السينما التونسية منذ ثورات الربيع العربي، ومن أهمها اتساع مجال الحرية ووصولها بدرجة أكبر للمهرجانات السينمائية العالمية. وأدار الحوار الكاتب والناقد الصحفي السعودي المختص بالشأن الثقافي أحمد العياد، وذلك بحضور كاتب السيناريو التونسي الأسعد بن حسين، والمخرج والمنتج شوقي كنيس، والممثل السينمائي التونسي أحمد الحفيان، والفنان فتحي الهداوي.
في البداية، قال الكاتب التونسي الأسعد بن حسين، إن السينما التونسية تعاني عديدًا من الأمراض والأعراض التي تعطل هذه السينما، مشيرًا إلى أن أهم تلك الأمراض هو لعب المخرج أكثر من دوره أو الكاتب، أو حتى المنتج، مؤكدًا أنه يجب ألا تتشابك الأدوار فيما بينها، مستشهدًا بفيلم «صمت القصور» لمفيدة التلالي، مشددًا على أنه من أعظم الأفلام التونسية كون المخرج مخرجًا والكاتب كاتبًا والسيناريست سيناريستًا.
من جانب آخر، أوضح المنتج شوقي كنيس أن أهم نقطة تحول مر بها جيله كان عام 2005، حيث كان انقلابًا على نهج كبير استمر لسنوات عدة بعدد من المواهب التونسية الموهوبة التي تهوى السينما، والتي تعمل وفق نظرية مختلفة عن سابقتها، مؤكدًا أن هذا الجيل كان الأساس للأفلام بعد الثورة من خلال تبدل الأسلوب السينمائي وإعادة تشكيل الأولويات التي شكلت أعمالاً ناضجة فكريًا ومكتملة شكلاً.
وتطرق الفنان فتحي الهداوي للحديث عن انتشار الفيلم التونسي، مؤخرًا، سواء بشكل تجاري أو عبر المنصات الرقمية، مبينًا أن هذا الأمر ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة التونسية، ولكنه مؤشر كبير على أن مستقبل السينما أو صالات السينما في طريقها للاندثار. ثم إن صالات السينما تعاني من صعوبات كبيرة، مشددًا على أن الكتاب مستقبله في خطر وكذلك صالات السينما.
وأكد الفنان أحمد الحفيان أن السينما التونسية منذ بدايتها كانت سينما جادة وذات قضايا محورية، مشيرًا إلى أن فيلم «صلاح الدين الأيوبي» كان من أوائل أفلام السينما التونسية وينتقد الاستعمار، مضيفًا: «أي نعم هناك تحولات عديدة حول المواضيع السينمائية التونسية، ولكن أهم ما فيها هو جديتها ومواضيعها الثرية».
ورد الحفيان على الحديث حول صعوبة اللهجة التونسية، موضحًا أن هذا الكلام غير منطقي، خاصة في هذا الزمن؛ إذ أصبح العالم قرية واحدة، وهناك لهجات عديدة مختلفة في نفس البلد الواحد، مردفًا: «هناك حلول عديدة لهذه المشكلة كالتعلم والترجمة. وعمومًا، فإن تنوع الثقافات مثرٍ ومفيد ويزيد في جماليات السينما».
وشهدت الندوة حضور عدد من السينمائيين السعوديين، مثل المخرج عبدالمحسن الضبعان، والمنتج عبدالله عرابي، اللذين ناقشا عددًا من الموضوعات السينمائية التونسية والسعودية.