سوليوود «خاص»
تعطينا السينما أسئلة تنشط العقل وأحداثًا تلمس جزءًا من حياة كل فرد، لأن العقل البشري أحيانًا يعجز عن إدراك الحقيقة الكاملة للأشياء من حوله، ويعجز أيضًا عن معالجة المعلومات التي يستقبلها بشكل سريع؛ لكن أفلام السينما من خلال مشهدٍ واحدٍ أو في غضون ساعة واحدة أو ساعتين، تُدخل الشخص في عالمها الخاص، فهي تعمل بمثابة العدسة المكبّرة لتركّز على جزئيةٍ، العقل غير قادر على رؤيتها في الحياة الطبيعية، أو فهم المغزى منها، وتقوم السينما بإسقاط الضوء عليها. وعلى ذلك يكون الفيلم قادرًا على أن يقود العقل لرؤية الجوانب المخفية والعواقب المجهولة لسلوكٍ ما أو لحدث سريع وفكرة معينة.
تعمل الأفلام على توصيف دقيق لمراحل نموّنا المختلفة، تنقل لنا كيف يمكن للمرء أن يكبر ويتغيّر ويمر بتجارب مختلفة وتحديات كبيرة ينجح في بعضها ويفشل في أخرى.
لذا تساعد الأفلام في تشكيل دليلٍ داخلي للشخص يعتبر فيما بعد مرجعًا سلسًا يمكن اللجوء إليه لفهم أنفسنا، فعلى سبيل المثال يمكن لسيناريو جيّد أن يفتح بصيرة الشخص ووعيه أكثر تجاه نفسه، ومشاعره، وعواطفه وأفكاره، كذلك يساعده على معالجة مخاوفه، ويجيب عن تساؤلاته الكُبرى.
ومن خلال تجسيد الممثل دور شخصية حقيقية عاشت أو تعيش في الحياة أو حتى شخصية خياليّة تؤثر في الوجدان تظهر نماذج يُحتذى بها في الأخلاق والاجتماعيات والأديان والإنسانية والعلاقات. قد يرى الشخص ذاته في دور هذا الممثل ويجسد حياته الشخصية، وقد يساعده على قوة الثقة بالنفس، أو التراجع عن فعل سيئ حتى لا تكون نهايته مثل نهاية البطل في دور الشرير.. في النهاية الموجه الأول تجاه الشيء سواء بالإقبال عليه أو النفور منه.
وبهذا تظهر لنا السينما الجوانب الأقل وضوحًا من حياتنا اليومية، التي لا يستطيع الدماغ الإلمام بها جميعًا، فنكون قادرين أكثر على تقدير ما لدينا، والرضا بما يحدث معنا ولنا، ومحاولة الانخراط أو التصالح مع الأحداث والأشياء التي أهملناها لوقتٍ طويلٍ.