سوليوود «خاص»
تؤثر صناعة السينما في المجتمعات وعقول البشر وسلوكياتهم، فالسينما صُنعت بالأساس من أجل إيصال رسالة معينة، تحمل حكمة أو نصيحة لتقويم سلوك البشر؛ لذلك تعتبر أحد أكثر القطاعات تأثيرًا في عالمنا الحديث، فكل عمل فني يعكس جزءًا من المجتمع ويخاطب فئة داخله.
وعلى سبيل المثال، استخدمها قادة قدماء لتشكيل وعي الأشخاص وتوجيههم، أشهرهم كان أدولف هتلر، خلال الحرب العالمية الثانية، الذي استخدم الأفلام كأداة دعائية تبرهن قوته.
ولكن: كيف تؤثر السينما في مجتمعاتنا الحديثة؟
تنقل السينما عادة فكرة معينة للشخص تخاطب وجدانه، فيدخل الشخص قصة كاملة يعيش أحداثها بنشاطاتها وسلوكها الذي يُعجب به كثيرًا، وربما يتبعه في حياته الشخصية. وعلى عكس ذلك، إذا أثار غضبه أو لم ينل إعجابه، فبالطبع سينبذ هذه الأفعال ويتجنبها.
أن تكون السينما مصدر إلهام
يُشاهد البعض كثيرًا من الأفلام على سبيل التسلية أو الرفاهية، لكنها تُشكل الكثير في وجدانه، فتعمل على تثقيفه وتجعله يفكر، يتعاطف، يغضب، وتدفعه لفعل الخير أو الشر. على سبيل المثال، تذكرنا الأفلام الرومانسية بأهمية الحب، ولماذا يستحق القتال من أجله، وتجعلنا نبكي ونضحك على عيوبنا الرومانسية، وبالتالي تساعدنا على فهم شركائنا وأفراد عائلتنا أكثر.
تعطينا السينما مصدر إلهام للسعي والنجاح وأهمية العمل، نسعى ونحصد في حياتنا الطبيعية كي نصل لنفس حياة البطل الذي شاهدناه وتمنيناه. لذلك هناك الكثير من الأفلام التي تمنح الأفراد أسبابًا للنهوض كل صباح والمغامرة في العالم بشيء من الأمل والتفاؤل. وهناك أفلام تشجع الناس على التغلب على الآلام الشخصية والتأثير بشكل إيجابي على حياة الآخرين، وأشهر مثال على ذلك فيلم «السعي وراء السعادة» «The Pursuit of Happiness» عام 2006، وكذلك فيلم «قائمة الدلو» «The Bucket List» عام 2007.
السينما تخلق وعيًا وتعلمنا التاريخ
تخلق السينما الوعي من خلال التذكرة الدائمة بأهمية الفن والنجاح في الرياضة والدراسة، وتشرح أيضًا التقلبات النفسية للأبناء وتساعدنا على فهم مختلف مراحلهم العمرية.
كذلك تأخذنا بعيدًا إلى تفاصيل تاريخية هامة نعلم منها الماضي وربط الأحداث بالحاضر؛ تشرح مدى صعوبة العيش بلا مأوى في مخيمات اللاجئين، فتوقظ حواس التعاطف لدى الأشخاص الذين لم يختبروا حربًا أهلية من قبل، وتساعد على الشعور بالمسؤولية عن الذين يعيشون في البلدان التي مزقتها الحرب، فهي فن مخاطبة الإنسانية.