عبدالله الطيار
استلهمنا من الحياة أنه لا يمكن فصل طبيعة الإنسان عن كل شيء يدار تحت معرفته، ومن خلق الله لسيدنا آدم – عليه السلام- كون الإنسان بحواس يدرك ويصنف الأشكال والأصوات والروائح، نستذكر قول الله تعالى: {وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم). سعى صانعو السينما بتكوين الحواس البشرية مدمجة في آلة التصوير واستطاعوا تكوينها بعد تجارب عديدة ستكون محور حديث المقالة.
أدرك العالم مدى تغلغل التكنولوجيا ووعي الرواد بقلق تسارع تقدمها، عامل الإنتاجية يحكم على الرواد استقطاب التقنيات المستحدثة لما توفره من إمكانيات.
في عصر الريادة للسينما ١٨٩٥-١٩١٠ حدثت ثورات تقنية في الصناعة ابتدأت من الإخوة لوميير «خلقوا وهم الحركة الفيزلوجي»، لم يكن الهدف الأساسي هو نموذج الفيلم في أوائل القرن العشرين كما اتخذ المنتج تشارلز يوربان هدفا حرص على تمويل المخترعين والمطورين من دعم مادي ولوجستي نتج منها إدخال أولى عمليات التصوير باللون الطبيعي، أول مساعي الرواد في قطع الحلم لم تسبق لتجربة سخرت أحلامهم مثيلا لاختراع إدوارد ريموند تيرنر كانت أكثر إقناعا من احتوائها على مشاكل تقنية، عانت من عدم استقرار ميكانيكي وثبوت في إطار الصورة الواحدة، يرى تشارلز يوربان ضرورة إعادة هيكلتها وتفادي الإعاقة الصورية في غضون هذا الاكتشاف العلمي لم يحن لإدوارد ريموند تيرنر أن يطورها، تعرض لنوبة قلبية أثناء مواصلة عمله في مارس ۱۹۰۳، وخضعت عملية التطوير كاميرا بيد المخرج جورج ألبرت سميث بطلب من تشارلز يوربان مواصلة عمل ترنر، كانت طبيعة عمل ترنر تقصي بيانات المشاكل التقنية، والعمل بالأدوات تحت تمويل تشارلز يوربان وتوفير إمكانيات من أدوات تؤهل التقدم في صقلها ميكانيكيا، وبعد أن حل عام ١٩٠٦، نجحت أول كاميرا تلتقط صورا باللون الطبيعي ما فعله جورج ألبرت سميث بعد تجارب لثلاثة أعوام استبدلت بهيكلة قابلة للتطبيق مكونة من مرشحات ثنائية اللون، وأطلقت تحت اسم Kinemacolorوسادت بين صانعي الأفلام بعد عام ١٩٠٨ صور باستخدامها ما يقارب الألف فيلم.
هرمت أحلام رواد الصناعة من الصورة المتحركة إلى مزامنة الصوت والصورة، وكان لسيكيولوجيه العدسة أن تترك مفاهيم ولا أصدقها قياسا من تأثر ذات المتلقي، وما دور تلاعب الصور في باطن المتلقي؟
دور المصور السينمائي أن يدرك أن العدسة الوسيط الأساسي المؤسسة للفكرة لدى المشاهد، وسلوكها أن تسيطر على باطنه وتسيره لأفكار مضمونها رؤية الكاتب، ويبني لمساحة ذات تكاملية فنية يجعل المشاهد يحل دورا تفاعليا ذهنيا مع المشهد، يقوم المصور السينمائي بدراسة مرحلة النص أي التي يخوضها طاقم العمل، تكمن أهمية مدير التصوير بقياس الأبعاد والتقبض بالقواعد، أن تطلب كسرها إذا كان للكسر قيمة فهي تتطلب من الاحترافية والكفاءة العالية، يتم ترشيح المصور بناء على نضج رؤيته الفنية (الجمالية التصويرية) وما أحدثت فرقا في مسيرته الفنية، وما أنتجت أفكاره من تعامل مع تعقيدات الظروف في مراحل التصوير.