سوليوود «متابعات»
تصنع العُلا مستقبلًا فنيًا جديدًا عنوانه التطور والعالمية، ورسالته نحن قادرون، واتضح ذلك جليًا في جميع الخطوات الحديثة لتطور المدينة بشكل غير مسبوق عربيًا، وفي وتيرة سريعة متلاحقة تلاقت الفنون والمهرجانات العالمية مع مستقبل سينمائي مُبهر، على أرض المملكة العربية السعودية تحديدًا من مدينة العُلا.
وعبر مجموعة خطوات متناسقة عززت حضور العلا على خريطة الإنتاجات العالمية، فمنحت فرصة اكتشاف مواقع التصوير الفريدة لصناع الأفلام وسط طبيعة العُلا الساحرة، بين آثارها التاريخية، وجبالها التي تعطي لوحات فنية مميزة، مع كثير من التسهيلات السينمائية التي نعرفها معًا في السطور القادمة، لنقدم لكم في هذا التقرير تفاصيل صرح فريد من نوعه يحدد مستقبل السينما في المنطقة العربية الفترة القادمة.
الجهود السعودية لتطوير العلا سينمائيًا
تستثمر السعودية أكثر من 64 مليار دولار في صناعة الأفلام، فأعلنت عن مشاركتها الإنتاج بالمدينة بما يصل ل 40% من ميزانية الأفلام المصورة على أراضيها، وهو ما يجعلها وجهة عالمية لإنتاج الأفلام.
وتسعى المملكة أن تكون هوليوود المنطقة، وبالفعل بدأت الأعمال الأجنبية تتجه للتصوير في العلا من الآن، ووفقًا لوكالة «بلومبيرغ»، أن عملاق البث الرقمي نتفليكس، ترى فرص جيدة بالسعودية، فوقعت صفقة لثمانية أفلام روائية طويلة مع الاستوديو السعودي تلفاز 11.
كما أطلقت السعودية عددًا من المهرجانات السينمائية الحديثة مثل «مهرجان البحر الأحمر»، و«مهرجان الأنصار»، إضافة لـ «مهرجان أفلام السعودية»، ومهرجان «النخلة الذهبية».
إضافة للتعاون مع شركة «مينومو» الإسبانية لصناعة السينما، والتي صرحت عن اعتزامها استثمار 250 مليون دولار في السوق السعودية، من خلال مشروع مشترك مع «نكست ليفل» السعودية، بافتتاح مقر رسمي في الرياض وتدريب الكوادر السعودية، لتمكينهم عالميًا.
تسهيلات العُلا لاستقبال السينما العالمية
سهلت الإدارة جميع طرق الدعم لإتمام الموافقات المطلوبة، وتسهيل الإجراءات والتصاريح اللازمة، إضافة لتدريب الكوادر البشرية وفقًا لأفضل المعايير الدولية؛ للحصول على فريق محترف يدعم أعمال الإنتاج الحالية والمقبلة ويزيد من تطورها، لتكون وجهة رائدة لتصوير وإنتاج الأعمال، تبعًا لرؤية المملكة 2030.
كما سهلت إصدار التأشيرات لطواقم الأفلام، وتأمين خدمات النقل البري والجوي والإقامة بين الرياض والعُلا، مع وتسهيل استيراد كافة المعدات التي يتطلبها التصوير.
ماذا تجد في العُلا
يتوافر في العُلا أفضل مواقع التصوير، لامتلاكها أكثر من 22,500 كم من المناطق الصحراوية الفريدة التي تكونت ندرتها عبر الزمن، كما توفر عمليات البحث والاستكشاف مجانًا للمنطقة لتوفير أفضل خيار لاحتياجات التصوير، قبل بداية العمل.
وانطلق مؤخرًا منتجعًا خاصًا لإقامة أفراد وطواقم الإنتاج تصل سعته لحوالي 300 غرفة مجهزة بأحدث وأرقى مستويات الضيافة والخدمات، ويشمل المنتجع مجموعة من المكاتب لمختلف الخدمات الإنتاجية، ومساحات للاسترخاء والترفيه، مع العمل على تجهيز مبنيين للتصوير والإنتاج بمساحة تتجاوز ألفي متر مربع.
كما واصلت إنجاز المرحلة الأولى من مشروع تطوير ستوديوهات العلا، والتي تتناول مُجمعين للإنتاج وهم عبارة عن استديوهات تصوير، وأماكن دعم العمليات الإنتاجية من ملابس وأدوات يحتاجها الممثلين، مع مستودع، وورش عمل.
ووفرت إدارة فيلم العُلا موقع إلكتروني كامل لمعرفة كل التفاصيل من خلاله بداية من التصريحات حتى تفاصيل المكان وتاريخه وأفضل أجزاء التصوير داخله بشرح تفصيلي عنها وتستطيع معرفتها من دليل المواقع إلكترونيًا.
أيضًا من أكثر الخطوات جذبًا للجماهير في مدينة العُلا كانت فكرة «سينما الحوش» وهي جلسات سعيدة في الهواء الطلق يستمتع الزائرين بمشاهدة الأفلام بين المناظر الطبيعية الساحرة، وتعرض مجموعة من أفضل الأعمال السينمائية لمخرجين سعوديين، وعرب، وعالميين، فتحولت المدينة لمركز للفنون، تحقق تبادل الإرث الثقافي في العلا، حيث تتنوع طبيعة الأفلام أسبوعيًا ما بين كلاسيكية ووثائقية، وغيرها من الأفلام التي تُعرض لأول مرة.
أعمال فنية في العُلا تضعها على الخريطة العالمية
تنوعت مجموعات الأعمال المصورة في مدينة العُلا، ما بين المسلسلات، والأفلام الوثائقية والسينمائية، ووصل عدد الأعمال داخلها لـ59 عملًا، أبرزهم فيلم الأكشن «Desert Warrior»، من بطولة أنتوني ماكي، يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية، إضافة للفيلم العالمي «قندهار» بإنتاج مشترك مع السعودية.
وكتجربة أولى لإنتاج هوليوود في السعودية جاء الفيلم الأميركي الجديد «Cherry» الذي صُور أجزاء منه في محافظة العُلا والعاصمة الرياض، إضافة للفيلمان «نورة» و«بين الرمال» من إخراج وإنتاج سعودي.
وذلك مع إبداء الكثير من المنتجين العالميين اهتمامهم باكتشاف محافظة العُلا كوجهة لتصوير أفلامهم بالفترة القادمة.