سوليود (الرياض)
أرجع عبد الله الجنيبي، فوزه مؤخراً بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «كيمرة»، ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، إلى قوة العمل.
وأكد أنه بذل قصارى جهده ليصل الفيلم إلى الجمهور العربي، خصوصاً أنه باكورة الأعمال العربية التي تٌقدّم بهذا الشكل في المنطقة. وأوضح أنه يعشق السينما أكثر من الدراما، متمنياً أن يدخل العديد من رجال الأعمال الإماراتيين في مجال الإنتاج السينمائي، مثلما اقتحمه رجل الأعمال د.فيصل علي موسى.
الجنيبي الذي قدّم العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية، سواء ممثلاً أو مخرجاً، إلى جانب عمله مقدم برامج، التقيناه في هذا الحوار وتحدث معنا عن أعماله، خاصة «كيمرة».
* هل توقعت فوز فيلم «كيمرة» بجائزة أفضل مخرج التي حصدتها مؤخراً من مهرجان دبي؟
– لم أكن أتوقع الفوز، ولكني كنت أتمنّاه، خصوصاً للمجهود القوي الذي بذلناه في هذا العمل، من مختلف الاتجاهات سواء من الناحية التمثيلية، والإخراجية، والتقنيات المستخدمة فيه؛ لأنه يصنف ضمن قائمة أفلام الأكشن والإثارة، وليس مجرد عمل سينمائي يحكي قصة مجموعة شباب فحسب، ويعتبر أيضاً أول عمل من نوعه يتم تقديمه في السينما الإماراتية والمنطقة بشكل عام، والجائزة ليست دليلاً على الإخراج والشكل الفني فقط، وإنما لقوة الفيلم ككل، ولجميع المشاركين فيه، وأتمنى أن يصل العمل إلى الجمهور العربي والخليجي، فهدفنا ليس استقطاب الجمهور المحلي فقط، هدفنا هو الانتشار عربياً ووصول السينما الإماراتية للعالم العربي، بشكل يجذب الجمهور إلى شباك التذاكر ومشاهدة أعمالنا.
* وما رسالتك من خلال الفيلم بشكل عام؟
– همي من خلال الفيلم طرح مئات التساؤلات للشباب منها على سبيل المثال لا الحصر هل أنتم على استعداد لعيش المخاطر ومصاعب الحياة، ومستعدون للمفاجآت؟ وهل أنت جاهز أيها الشاب للمستقبل الغامض الذي لا تعرف عنه أي شئ؟ هل أنت مهيأ للخدمة الوطنية؟ والعديد من التساؤلات الأخرى. والرسالة بشكل عام للشباب: الخدمة الوطنية مستقبلكم ومستقبل بلادكم لتكونوا أقوى وتواجهوا الصعاب.
* السينما خالدة بعكس الدراما، لكن تنافس الإماراتيين على الأعمال التلفزيونية أكثر، لماذا؟
– السينما خالدة لمئات السنوات، ولكن تحتاج إلى جرأة ومغامرة، وتلك الجرأة ليست موجودة عند كثير من المستثمرين، فمعظمهم أو الأكثرية لا يجازف برأس ماله في السينما، لخوفه من النتائج وشباك التذاكر، ولكن في نفس الوقت لو قٌدّم عمل سينمائي قوي من قبل أحد رجال الأعمال الإماراتيين، وحقق نجاحات قوية وأرقاماً مالية، سيعيد الجميع حساباته وسيكون مستقبل السينما الإماراتية أكثر ازدهاراً، أما على الجانب الآخر وخاصة الدراما التلفزيونية، فهي تعتمد على المواسم، وعلى وجه التحديد موسم رمضان هو ما يتم التنافس فيه، وتكون نسبة الإعلانات وأسعارها مرتفعة والجميع يريد بث مسلسلاته، وبالتالي يكون هناك عرض وطلب ويكسب المستثمر، وفي النهاية أعتقد أن السوق السينمائي بدأ فعلياً يشهد دخول رؤوس أموال المستثمرين، والبداية مع د.فيصل علي موسى، الذي قرر إنتاج ثلاثة أعمال أخرى، وهذا دليل على نجاح فيلمه الأول الذي شجعه على خوض تجارب أخرى، وهو ما سيشجع الآخرين أيضاً.
* لماذا يبتعد المخرجون والكتاب عن تقديم قضايا عربية في أعمالهم، ويقتصرون على الأعمال الترفيهية؟
– بكل بساطة السينما حالة من المتعة في المشاهدة، والهروب من الجو العام للحياة ومشاكلها، إلى جو آخر قد يكون رومانسياً، كوميدياً، «أكشن»، دراما، أو أي قالب من القوالب السينمائية المختلفة، فهو عالم من ساعة ونصف أو ساعتين، نبتعد من خلالهما عن ضغوط الحياة، أضف إلى ذلك أننا نقدم أحياناً ونناقش بعض القضايا الراهنة بأحد الأشكال والقوالب السينمائية، ولكن لا نقوم بحلها أو إيجاد حلول، فهذا ليس دور السينما، نحن فقط نسلط الضوء عليها، ونضعها تحت المجهر والحل في النهاية بأيدي أناس آخرين.
* عملت كممثل ومقدم برامج ومخرج فأين تجد نفسك؟
– لكل مجال عملت من خلاله مذاقه الخاص، ولكني في نهاية المطاف أرى أنني مخرج، وكل ما قمت به مجرد هوايات وتدريبات للعمل الصعب ألا وهو الإخراج.
* كمخرج ما رأيك في الأعمال القصيرة التي تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي و«اليوتيوب»؟
– هي عبارة عن محاولات مشروعة للجميع، ليتنفّسوا من خلالها ويعبّروا عن رأيهم سواء بالكلمة أو التمثيل أو الموسيقى، أما صناعة السينما فيجب أن يُنظر إليها على أنها صناعة تجارية من الطراز الأول، وأن لها مصروفاً ودخلاً، إلى جانب أن تكون محاطة بكل القيم والعادات والتقاليد العربية، ولا ننساق وراء الأفكار الغربية، وهذا ما يجعلنا نبدع ونتميز.
وهذه المواقع أصبحت شراً لابد منه، ففي ليلة وضحاها نجد أناساً ليس لهم أي خبرة أو خلفية أصبحوا نجوماً، ولهم متابعون بل أصبحوا إعلاميين ومحللين سياسيين وفنيين، وهناك من يرتدون لباس الإعلام وهم في الأساس لا يفقهون معنى كلمة إعلامي، وعبارة عن هواة، وبالتالي فلهم وجود على تلك المواقع، ولكن ليس لهم وجود، خصوصاً أنهم لا يحملون فكراً أو ثقافة أو إحساساً بالمسؤولية.
* لماذا يشتكي بعض الفنانين من الإعلام بعدم تسليط الضوء عليهم؟
– الفنان كثير الشكوى هو شخص كسلان، فالفنان الذكي لا يهدر حقه، ويستطيع أن يأخذه بيديه مهما حدث عن طريق عمله، وإبداعاته وأعماله القوية، إنما الكسول يجلس فقط ويتحدث بأن الإعلام والتلفزيون لم يدعه، ولم يتحدث معه أحد، على الرغم من أن جميع الأبواب الإعلامية بالدولة مفتوحة للجميع، وباستطاعة أي شخص طرق تلك الأبواب وسيقابل بكل تقدير واهتمام.
المصدر: دار الخليج