سوليوود ( السعودية )
شدد وزير الإعلام السعودي الدكتور عواد العواد على أن وزارته لن تمسك العصا لملاحقة كل من يسلكون منهجاً غير منهجها، بل إنها ستترك الحرية المسؤولة ولن تضيقها، مشيراً إلى قرب افتتاح صالات سينما في المنطقة الشرقية وجدة كما ذكر موقع الشرق الاوسط.
وأضاف أن وزارة الإعلام تضع اللمسات الأخيرة على الاستراتيجية الإعلامية بعد انفصال الثقافة عن الإعلام، لافتاً إلى أن ملف السينما انتقل من هيئة الترفيه إلى الوزارة بناء على توجيهات المقام السامي.
وقال العواد خلال لقاء بالإعلاميين والإعلاميات في المنطقة الشرقية أقيم في مبنى الغرفة التجارية بالدمام مساء أول من أمس، إن تجربة السينما التي بدأت في الرياض لم تشبها أي شائبة وتم بيع 260 ألف تذكرة خلال خمسة أشهر والوزارة لم تتلق أي شكوى حول محتوى الأفلام.
وذكر أن دور السينما ستفتتح في المنطقة الشرقية في غضون الأشهر الأربعة المقبلة، وأن الوزارة منحت ترخيصاً لأربع شركات فيما سيتم افتتاح دور للسينما في جدة خلال الشهرين المقبلين. وتابع: «هذا المشروع سيحظى بكل الدعم لإنجاحه في ظل وجود بوادر مؤكدة لتحقيق ذلك».
وأكد أن الوزارة تعمل على منح حرية أكبر للنشاط الإعلامي الإلكتروني أو غيره، لافتاً إلى أن الوزارة غير حساسة تجاه النقد: «فنحن نطلب الإبداع، وهو لا يأتي إلا بمستوى معين من الحرية المسؤولة».
وتحدث وزير الإعلام السعودي عن استراتيجية الوزارة فيما يتعلق بالإعلام المعاصر وآفاق العمل على هذا الصعيد، مشيراً إلى أن الوزارة لن تمسك العصا لملاحقة كل من يسلكون منهجاً غير منهجها بل إنها ستترك الحرية المسؤولة ولن تضيقها.
وبيّن أن سياسة ترك مساحات الحرية المسؤولة ليست سياسة وزارة الإعلام فقط، بل هي توجيهات من قادة البلاد ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده بإظهار الخطاب الإعلامي المحلي للدولة للمجتمع، موضحاً أن لدى القيادة توجهات بتعاون جميع الجهات لتوحيد الخطاب الإعلامي في جميع المناسبات وفيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والكبيرة. وذكر أن الملك سلمان بن عبد العزيز يرى أن الجهات الحكومية التي تتلقى نقداً في الإعلام عليها أن ترد بما فيه فائدة للمجتمع كي يبقى تأثير الإعلام حاضراً.
وفيما يتعلق بالصحف الإلكترونية، قال الوزير العواد: «نسعى لتقنين منح تراخيص للصحف الإلكترونية التي لا تقدم محتوى يخدم العملية الإعلامية وكل ما تفعله نسخ من الصحف الورقية دون الالتزام بحقوق الملكية الفكرية، والوزارة بصدد إعادة تقييمها وفق متطلبات جديدة، ودعم الصحف المتميزة التي تحسب على أصابع اليد الواحدة»، مبدياً استغرابه من عدم وجود صحيفة إلكترونية تتحدث باللغة الإنجليزية في ظل التغييرات والتطورات المتسارعة، مشيراً إلى أن عدداً جيداً من الصحف الورقية تتحدث الإنجليزية وكذلك وسائل الإعلام الأخرى فضلا عن الإلكترونية.
وتابع: «من المستغرب غياب النسخ الإنجليزية من كثير من الصحف السعودية»، مطالباً في الوقت ذاته بإيجاد صحف باللغة الإنجليزية خصوصاً في المنطقة الشرقية حيث أقيم الملتقى.
وتطرق إلى أن من أهم أهداف الوزارة الابتعاد عن النبرة السلبية وزيادة التركيز على الجوانب الإيجابية في القصص الإخبارية.
وحول تعثر كثير من المؤسسات الصحافية، أكد العواد أن وزارته لن تقبل ولن تسمح بسقوط المؤسسات الصحافية، والدولة حريصة عليها ودعمها بالمال والإمكانيات، إلا أنه اشترط تطوير المحتوى الورقي والرقمي بما يتوافق مع «رؤية السعودية 2030» الهادفة إلى إحداث نقلة تاريخية بالسعودية لتواكب حجمها ودورها كدولة كبرى وعظمى ليس على مستوى الشرق الأوسط بل على مستوى العالم.
وأوضح أن مركز التواصل الحكومي والتواصل الدولي يساعد 60 جهة حكومية في إظهار وتوصيل رسالتها الإعلامية في الداخل والخارج وتطوير محتويات الخطاب الإعلامي وإمداهم بالخطط الإعلامية مع تقديم رؤية لكيفية التعاطي مع الأحداث وإدارة الأزمات، والرد على الاستفسارات الخارجية وتبني خطاب موحد يظهر المملكة بصورة قوية، لا سيما وهي اللاعب الرئيسي والمحوري في المنطقة العربية والإسلامية وتعمل كي يكون لها دور رئيسي على المستوى العالمي وتبني القرارات السيادية للدولة وإيضاحها للخارج بما لا يقبل الاجتهادات التي تعكس صورة سلبية.
وأشار إلى أهمية إنشاء مراكز للتواصل الإعلامي بغرض وضع خطة إعلامية تشمل جميع الأحداث المحلية الخاصة بمختلف الجهات الحكومية، إضافة لمركز التواصل الدولي الخاص بمخاطبة العالم بثلاث لغات (الإنجليزية، والألمانية، الفرنسية) وقريباً الروسية، من خلال افتتاح مكاتب للتواصل في تلك الدول، موضحاً أن هذه الخطوة جاءت نتيجة اكتشاف نقاط ضعف في التواصل مع الإعلام العالمي، ما أسهم في زيادة مستوى التعامل السلبي من قبل بعض وسائل الإعلام مع الأحداث في المملكة.
ونوّه إلى أن الوزارة تتحرك للتحول الرقمي باعتباره لغة العالم في الوقت الراهن، لافتاً إلى أن العالم يبحث عن المحتوى، مشدداً على ضرورة التحول مع المستجدات العالمية، مبيناً أن الفضاء مفتوح لقنوات التواصل الاجتماعي وتقوم بدور في التأثير على المجتمع.
وتحدث العواد عن حرص الوزارة على تطوير القنوات التلفزيونية المحلية من خلال تطوير المحتوى، وتقديم برامج درامية جاذبة للمشاهد، الأمر الذي انعكس على زيادة عدد المشاهدين بخلاف السنوات الماضية، وتمكين المرأة وفق توجهات الدولة.