سوليوود (الرياض)
تعكف إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية على الشروع في إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي في المملكة، وذلك بعد الانتهاء من إعداد اللوائح الخاصة بتنظيم العروض المرئية والمسموعة في الأماكن العامة، وبينت وزارة الثقافة والإعلام في بيان صحفي سابق: “أن الهيئة العامه للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة، بصفتها الجهة المنظمة للقطاع مبينة أن محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، مؤكدة بأن العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لايتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة. وستسهم هذه الخطوة بتطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.
وقال سلمان بن علي السلمان: إن الشعب السعودي متطور ومنفتح على جميع الحضارات وما يجري من حوله. واليوم نرى الكثير من الشباب لديهم الاهتمامات في شتى المجالات ومنها الكتابة وعمل بعض الأفلام القصيرة. وأشار إلى أن السينما سوف يكون لها إقبال بين فئة الشباب والشابات والعائلة بأكملها مما سيكون له الأثر الجميل في حضور العائلة مع رب الأسرة للاستمتاع بالعروض السينمائية خصوصاً أن المحتوى المرئي سوف يكون تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام. ونحن لسنا منعزلين عن العالم في هذا المجال ما دام لا يخدش الدين والحياء الذي ترتكز عليه هذه الدولة في جميع أنظمتها.
فيما أشارت ريما الوادعي إلى أن الفنون تعددت وتطورت على مر السنين منها “السينما” الذي يعتبر من الفن التعبيري البليغ الذي يوصل إلى المتلقي المعلومة أو الرسالة الفنية بشكل واضح وكبير. ولو تحدثنا عن مجالات السينما لوجدناها عديدة منها التراجيدي والدراما والكوميديا والأكشن والرعب والرومانسي، وغيرها من المجالات المستحدثة كالعلمية والثقافية وغيرها. وعندما نقول لأي متلقٍ كلمة سينما يتبادر إلى ذهنه الأفلام والمتعة وهذا أمر يجب ألا يستهان به حيث إن مجال صناعة السينما بحر ممتع لا نهاية له. صناعة السينما في عصرنا الحديث في تطور ملموس وملحوظ على كل الثقافات، حيث منذ القدم كانت تسمى السينما باسم الدول التي تنشأ وتترعرع فيها كالسينما المصرية التي اكتسحت الساحة الفنية لعقود طويلة والسينما الهندية “عالم بوليود” وهي السينما الوحيدة في العالم التي نافست أقوى سينما العالم “هوليود” الأميركية، التي بمجرد أن نسمع أن هناك فيلماً أميركياً نهرول بمتعة وشغف كبير لمعرفة اسم الفيلم وأبطاله.
إنها متعة وأيما متعة نجدها عندما نشاهد ونبدأ بتذوق الأفلام ومن ثم نقدها، حتى وإن لم نكن نقاداً فالرسالة تصل إلى أعماقنا بشكل أكبر من خلال السينما، في الآونة الأخيرة.! لفت انتباهي أن في دول الخليج بدأت تزدهر صناعة السينما وبشكل ملحوظ في دولة الإمارات، ونال إعجابي بشكل كبير فيلم الرعب “الغرفة الخامسة”، الإخراج السيناريو الحوار الحبكة الفنية لقصة الفيلم -كان الإبداع يكتسح هذا الفيلم بشكل احترافي- والطاقم بالكامل عملهم جدًا متقن وينم عن احترافية بالغة مبهرة، وعشت مع هذا الفيلم ونسيت الواقع من حولي- إنني فعلاً افتخر بأن هذا الفيلم من صنع عربي خليجي. ولاحظت أيضاً السينما السعودية في ازدهار وتطور ملحوظ حيث ثقافتنا العربية تعج بالكثير من القصص التي من الممكن أن تترجم إلى أفضل الأفلام وخاصة القصص القديمة التراثية الشعبية الموجودة في تراثنا العربي والسعودي كقصة الساحر “سلامة بن عافية” والتي ترجع إليها المقولة الشعبية “سلامتك والعافية”.
إنني أرى بوادر تطور الفن لدينا بالمجتمع وكلي أمل أن نتطور أكثر، و”رؤية 2030″ من أهدافها تمكين الشباب، كما تسعى إلى تطوير السينما السعودية، التي أتمنى في يوم من الأيام أن تكتسح السوق عالمياً.
فيما يشير عبدالإله السهلي إلى أن السينما موجودة في السابق ولم تكن جديدة على مجتمعنا في الأندية الرياضية قبل عقود سابقة والتفاعل معها كان طبيعياً جدًا، فمن أراد مشاهدة أي فيلم ما عليه إلا الاتجاه لصالات الأندية والاستمتاع بالمشاهدة، أما اليوم بعد إقرار التراخيص لمنحها لمن يريد أن يفتح دوراً للسينما، فهو بلا شك سيكون هناك وضع مختلف من حيث التنظيم والترتيب والرقابة وستفتح السينما مجالاً كبيراً لتوظيف الشباب والشابات.
بينما قالت الكاتبة هدى الحكمي: لا شك أن تفاعل المواطنين مع إقرار دور السينما في المملكة سيجعلها في متناول الجميع، والأثر الذي سيحدثه القطاع السينمائي في زيادة الاقتصاد المحلي وحجم السوق الإعلامي، بتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتوفير عدد من الوظائف والتي ستساهم بشكل كبير بدعم الشباب والشابات على الصعيد المهني وتبني المواهب الواعدة في هذا المجال.
وبينت الحكمي أن إقرار دور السينما وتشغيلها سيكون له الأثر في الحد من السفر إلى خارج المملكة لحضور ومشاهدة الأفلام السينمائية، وهذا سيوفّر الكثير من الدخل المادي على الأسر السعودية.
وقالت نورة عبدالعزيز بما أننا نعتبر أنفسنا من الدول المتحضرة ونريد التطور فعلينا أن لانقف أمام أي تطور ينهض بهذا البلد مادام يتفق مع مبادئنا الإسلامية، مبينة أن دور السينما مربح للمستثمرين خصوصاً الدول الصغيرة حيث تحقق ملايين الريالات من السينما، وكيف بدولة مثل السعودية لها فوائد اقتصادية وفرص عمل، وتبعد الشباب من زحمة الشوارع وإيجاد سبل الترفيه عن أنفسهم وتغيير الجو “الروتيني” الذي نعيشه في البيت، فأنا أعتبر مثل هذه الخطوة شيئاً إيجابياً ومربحاً مادام تحت رقابة وسيطرة من المسؤولين.
وقالت لمياء الدوسري المدربة والمستشارة: إن شاشة السينما فيلمٌ يٌعرض في سكون “ظلام دامس”، شخصيات تجسد فكرة ما نراه، هذا مايريده الأغلبية، حيث نعيش الآن في عوالم تتطلع للتغيير “تجوع للتجديد” تصارع المستحيل وتريد أن تكون متألقة بارزة بكل ما تمتلكه وتفتقده، أيضاً مجتمعي السعودي طرح مسبقاً فكرة تجسدت الآن وهي وجود دور السينما حقيقة، هذا الأمر لطالما انتظره ورحب به شبابنا وشاباتنا وحتى رغبة الأطفال في زيارة السينما ويحملون في أيديهم “علب الفشار والمشروب” ويعيشون دور البطل في الفيلم، لكن لكل شيء تبعاته.
وبينت الدوسري أن هناك من يظهر استنكاره وعدم رغبته بظهور دور السينما، ويتناسى وجود شاشات التلفاز في منزله وبكل غرفة وقد يكون أشد خطورة أو أكثر تهكيراً للعقل والعاطفة متناسياً أيضاً شاشات الجوال المتنقل وأجهزة الآيباد والحاسب وبرامج عديدة ومختلفة مناقضاً بذلك أن دور السينما ستمر أفلامها على الرقابة من الإعلان وشراء التذكرة إلى المشاهدة والخروج منها، وأين مهاجمتك يا عزيزي المعارض لدور السينما التي ترتادها بخلاف دولتك؟ كن منصفاً.
وزادت سامية أحمد السريع بقولها: إنه بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، في السعودية، على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة. جائت ردود الفعل في الشارع السعودي من مختلف المستويات الثقافية على رأي واحد وهو أن يخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، وأن العروض تتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى ثري وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكه، ونأمل من الوزارة أن تدعم المواد التثقيفية والترفيهية التي تتناسب مع أفراد العائلة.
المصدر: جريدة الرياض