سوليوود «متابعات»
نهاية مباغتة لنجم لامع ومحبوب من هوليود، وخبر صادم، ربما يكون أكثر قسوة من الموت، حينما أعلنت أسرة النجم بروس ويليز اعتزاله التمثيل وهو في أوج عطائه الفني، بعد أن أصيب بمرض عضال أفقده القدرة على الكلام، وقبلها كان أفقده القدرة على التركيز والحفظ، حسب اندبندت عربية.
اعتزال اضطراري أو قسري هو المفهوم الذي يجوز إطلاقه في حال ويليز وغيره من الممثلين، إذ فقدت السينما العالمية مجموعة من أبرز روادها، واحداً تلو الآخر، فيما هم لا يزالون على قيد الحياة.
بروس ويليز يصمت عن التمثيل
أسرة النجم البالغ 76 عاماً أعلنت أنه أصيب بمرض الحبسة الكلامية الذي يمنعه من التواصل بشكل سليم ويفقده النطق، وبحسب المعروف فهو مرض ينجم عن تلف عميق في الأعصاب يأتي بدوره بسبب مشكلات أكبر في المخ، وله صور وأشكال عدة، ويتطور على مدى سنوات، وعلى ما يبدو فإن المساعدة العلاجية لا تزال محدودة في مثل تلك الحالات.
آلان ديلون يرغب في إنهاء حياته على طريقة الموت الرحيم (أ ف ب)
ويليز لديه خمس فتيات، وكان قد تزوج من ديمي مور قبل سنوات طويلة ثم انفصل عنها، ثم تزوج بالممثلة إيما هيمينج ورزق منها بطفلتين، فيما لا تزال علاقته جيدة بالنجمة البارزة، ويقضيان معاً كعائلة العطلات والأعياد محاطاً بمحبة المقربين، لكنه على مدى السنوت القليلة الماضية كان يقاوم المرض صمتاً بحسب تصريحات متداولة لمن عملوا معه في أفلامه الأخيرة وبينها A Day to Die الذي عرض قبل أشهر، كما أن لديه ثمانية مشاريع أخرى تنتظر العرض وبعضها قيد الإنتاج.
من اقتربوا منه أشاروا إلى أنه كان يواجه صعوبات بالغة في حفظ الحوار، وتحدثوا عن عوارض أشبه بالخرف، والمتابع بدقة لمشوار ويليز اللافت، يرى أن اختياراته تراجعت في الفترة الأخيرة ليقبل بأعمال أقل جودة، وأيضاً يظهر بمشاهد قليلة جداً ويكون صامتاً أغلب الوقت، إذ بدا وكأن شركات الإنتاج كانت تكتفي فقط بوضع صورته على الملصق الدعائي بغض النظر عن تأثير دوره ومساحته لتضمن الترويج.
موت رحيم وواقع قاس
وقبل أسبوعين تقريباً كان نجل الممثل الفرنسي العالمي آلان ديلون قد كشف عن رغبة والده في إنهاء حياته على طريقة الموت الرحيم في أحد المراكز المتخصصة في سويسرا، فالممثل البالغ من العمر 87 عاماً الذي عرف بوسامته وبتاريخه السينمائي الحافل منذ نهاية الأربعينيات، يعاني منذ ثلاثة أعوام من آثار جلطة دماغية ومنذ العام 2012 من مشكلات في القلب، ويريد أن يغادر العالم الفاسد، بحسب وصفه، لأنه لا يحب الشعور بالألم، كما أشار إلى أنه يريد أن يتزامن رحيله مع رحيل كلبه المخلص الذي أوصى بأن يحقن بمادة بيطرية كذلك ليلحق به.
لم يعد فان دام مطلوبا في أدوار مهمة (أ ف ب)
بخلاف فنانين كثر قرروا الاعتزال وهم في أوج الشهرة والصحة والعطاء، مثل كاميرون دياز التي فضلت العناية بأسرتها لترتاح من ضغوط العمل في هوليوود، وأيضاً الممثل الكندي – الأميركي جيم كاري (60 عاماً) الذي فاجأ الجمهور أخيراً بحديثه عن رغبته القوية في الاعتزال والعيش في هدوء وسلام والابتعاد من مهنة الصخب، مؤكداً أنه جاد في رغبته ويشعر أنه قدم ما يكفي.
وإذا كانت تلك هي الحال مع كاري الذي لا يزال يتمتع بقوة ويتلقى عروضاً متوالية، فإن الأمر يبدو قاسياً حين يرى الممثل أو المطرب نجمه يأفل أمامه، أو يجد نفسه غير قادر على متابعة المهنة، وهي حال ممثل كبير بحكم مايكل كين الذي أكد أن عدد الأدوار الذي يعرض عليه تقلص كثيراً بحكم تقدمه في السن.
النجم البالغ من العمر 89 عاماً والحائز على الأوسكار لا يزال يبهر الجمهور بأدائه المتقن ويخطف الكاميرات بمجرد ظهوره في أي كادر، ومع ذلك فإن هوليوود تدير ظهرها لموهبة بحجمه شيئاً فشيئاً، كما قال في تصريحات لإذاعة بي بي سي الإنجليزية، مشيراً إلى أنه يعاني بحكم سنّه مشكلات في الحركة بسبب متاعب أصابته في العمود الفقري، لكنه مع ذلك يأمل بأن يجد نصوصاً تلائم وضعه.
هوليوود لم تعد كما كانت
على الرغم من أن نجم أفلام الحركة جان كلود فان دام لا يزال موجوداً على الساحة وفي أنشطة وفعاليات كثيرة، ومن بينها مشاركته في برنامج رامز جلال الرمضاني رامز موفي ستار، لكن بحسب النقاد فإن فان دام أصبح نجماً من نجوم الأفلام المتواضعة وتراجعت مسيرته، ولم يعد مطلوباً في أفلام سينمائية مهمة، وربما هذا يفسر تصريحاته التي أدلى بها قبل شهرين في مقابلة مع موقع ديدلاين، مشيراً إلى أنه قرر بشكل نهائي اعتزال أفلام الأكشن التي طالما حقق نجاحاً من خلالها.
الممثل البلجيكي البالغ من العمر 61 عاماً ولا يزال يتمتع بلياقة بدنية عالية، لكنه مع ذلك يرى أنه حان الأوان لأن يقلل من تنقله، لافتاً إلى أنه يعيش منذ 30 عاماً في الفنادق بسبب مهنته القاسية، ملمحاً أيضاً إلى أنه ربما يبتعد عن الظهور بشكل كامل بعد فيلمه ?What’s My Name الذي يلقي الضوء على مسيرته المهنية التي بدأت بالتشكل منذ ثمانينيات القرن الماضي.
أما النجم الأمريكي البارز جاك نيكلسون البالغ من العمر 84 عاماً فشهد العام 2010 آخر أفلامه، فالممثل المهم الحائز على ثلاث جوائز أوسكار ولديه أكثر من 70 فيلماً، بينها مجموعة من العلامات في تاريخ الفن السابع مثل The Shining لستانلي كوبريك اتخذ قراره بالغياب رافضاً الانسياق وراء ما يسمى بمتطلبات الجمهور. نيكلسون اختار أن يكون فيلمه How Do You Know آخر عمل له، مشيراً في تصريحات قالها في العام 2013 إلى أنه لا يحب تقديم أفلام الأكشن والحركة والانفجارات ويريد تقديم قصص إنسانية، وبالتالي لا يمكنه أن يجاري رغبات الجيل الجديد من الجمهور، فتوقف عن التمثيل نافياً أن يكون قراره نابعاً من وجود مشكلات في الذاكرة كما تردد.
ويكتفي نيكلسون الآن بالظهور من وقت لآخر في مدرجات المباريات الرياضية وبينها مباريات كرة السلة، قانعاً بما حققه في هوليوود، إذ قرر بكامل إرادته الابتعاد على الرغم من شعبيته الكبيرة والمطالبات المستمرة له بالعودة.