سوليوود (الرياض)
لفت انتباهي تعليق الروائي السعودي عبده خال على قرار هيئة المرئي والمسموع السعودية إجازة الترخيص لدور السينما.
خال احتفى بالقرار من زاويته الخاصة. لأنه صار تحقيق حلمه بتجسيد رواياته على شاشة السينما. الرجل كتب أعمالاً مميزة خاصة عن مجتمع الجنوب التهامي وأيضاً حارات جدة الشعبية. وحصل شخصياً على جائزة البوكر العربية نظير رواياته تلك.
هذه ثمرة واحدة من عدة ثمار ستُجنى من إقرار الحكومة السعودية تدشين «صناعة» السينما أخيراً في السعودية.
المجتمع في أغلب ثلثيه هو من الشباب. مع أن السينما لا تعرف سناً محددة لمخاطبتها. لكن شريحة الشباب هي الأساس فيها. ما يعني أن الشباب السعودي على وعد بتوظيفٍ لطاقته، إنْ كان بالعمل في الصناعة أو الفرجة عليها.
الأسرة السعودية والمقيمة في السعودية أيضاً على ميعاد مع «خروجة» نهاية الأسبوع. فيوم السينما ليس مجرد الساعة أو الساعتين اللتين تُقضيان على كراسي الفرجة. بل ما قبل وبعد مشوار السينما… ما يعني قضاء يوم صحي للأسرة.
على كل حال سرد منافع السينما، نفسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً بل وسياسياً وأمنياً… ليس غرض هذه الكلمات.
الغرض، مع الإشادة طبعاً بهذا القرار الجميل، هو «العشم» بإطلاق العنان لصناعة أخرى، مؤسِّسةً للسينما ولكل الصناعات التمثيلية، تلفزيوناً وغيره. عنيتُ المسرح، أبو الفنون حقاً.
كثير من نجوم السينما العالميين انطلقوا من المسرح إلى السينما. مثل أنطوني هوبكنز عالمياً. وحسن حسني وصبري فواز عربياً. وحتى في السعودية، فنجوم التمثيل التلفزيوني هم أبناء المسرح مثل القصبي والسدحان والسناني. وقبلهم الراحل محمد العلي. وطبعاً الخبير محمد الطويان.
أتذكر هنا المرحوم الغالي، المسرحي المصري المحترف علي سالم، الذي كنت وإياه، وهذا شرف لي، نتعاقب الكتابة في هذه الزاوية بـ«الشرق الأوسط».
أتذكره لأنه كان يردد عليَّ وأنا أزوره في «مستشفى الملك فيصل التخصصي» بالرياض، أن أمنيته قبل موته أن يقود فريقاً مسرحياً سعودياً من الرياض. مستلهماً، كما يبدو، تجربة مواطنه المصري بالكويت زكي طليمات. وعلي سالم في السبعينات كانت له تجربة مسرحية طيبة مع شباب سعوديين، منهم الإعلامي الشهير داود الشريان.
صفوة القول، أعلم أن هناك جهداً بإطلاق المسرح السعودي من وزارة الإعلام السعودي، يقوم عليه المبدع عبد الإله السناني، غير أني أتحدث عن رعاية واحتضان حكومي راسخ دائم طموح… لا سقف له إلا أرفع المعايير العالمية.
المسرح والسينما صنوان… فَرسان بمضمار واحد. عسى أن تتحقق أمنية علي سالم بعد رحيله إذ لم يحصل ذلك بحياته. والأهم أن تُسقى الفنون السعودية بمطر دائم.
المصدر:
جريدة الشرق الأوسط