إبراهيم عبدالله العمار
الفيلم الفكاهي City Slickers هو عن 3 رجال يقعون على خريطة كنز ويسافرون بحثاً عنها في الغرب الأميركي الذي عاش فيه الكاوبوي سابقاً، يغامرون في مسارٍ طويل متقلب، حتى إذا وقعوا عليه اكتشفوا أنه مزيف، ولا يسعك إلا أن تتعاطف معهم بعد المخاطر التي مروا بها فيتفاجؤون أنه لا وجود له وأن شخصاً قد اختلق كل شيء من العدم!
قصص اكتشاف الكنوز من أمتع الحبكات التي داعبت المخيلة البشرية، وأتذكر مسلسل جزيرة الكنز البديع الذي يستهل بأغنية «ها نحن ذا، على دروب كنزنا» بصوت سامي كلارك الفخم والبديع، وقصة القرصان جون سيلفر والصبي تيم وبقية البحارة، في رحلة متخمة بالمغامرات، لا أنساها أبدا!
وعلى انتشار هذه الفكرة في الأدب والسينما إلا أن إحداها ظهرت ليس عن كنوز الذهب والجواهر بل كنوز الثقافة والكتابة، ففي 1840م استيقظ بائعو كتب وأمناء المكتبات في شتى أنحاء أوروبا على رسالة، يفتحها وإذا بها إعلان أن أحد النبلاء وهو الكونت «جون بيكولد» قد جمع 52 كتاباً نادراً بل فريدا، كل واحد هو النسخة الوحيدة في العالم كله، وقد توفي الكونت الشهر السالف حسب ما قالته الرسالة وورثته لا رغبة لهم في تلك الكتب ويريدون بيعها في مزاد، فاجتمع عشاق الكتب في مدينة بينشي البلجيكية بقمة الحماس وذهبوا إلى العنوان المذكور في الرسالة، ولما وصلوا استغربوا أنهم لم يجدوا شيئا، العنوان غير موجود في الواقع، وهناك وجدوا إعلانات أن الكتب قد ذهبت إلى مكتبة المدينة الصغيرة، فذهبوا لها ولما وصلوا للعنوان المذكور في الإعلانات لم يجدوا أي شيء، بل اكتشفوا أن المدينة لا تحوي أي مكتبة، و ما هو إلا قليل حتى عرفوا أن الكونت المذكور لم يوجد أصلا!
اتضح أن القصة كلها مؤلفة، وضعها ضابط عسكري متقاعد ومقتني تحف قديمة اسمه ريتشارد شالون، ليعبث بهم، غير أن المفارقة أن قائمة الكتب الوهمية نفسها بعد فترة تحولت إلى شيء حرص الناس على محاولة اقتنائه.
من يريد أن يزيد على هذه الخدعة ولديه الوقت فليقم الآن بتأليف تلك الكتب!
المصدر: صحيفة الرياض