سوليوود «متابعات»
مرة أخرى تلجأ هوليوود إلى ثيمة الحنين للماضي مع دراما مقتبسة من رائعة أجاثا كريستي الشهيرة جريمة على النيل في فيلم مثير من تمثيل وإخراج كينيث براناه بعنوان Death on the Nile.
الفيلم الذي بلغت ميزانيته 90 مليون دولار أصابته لعنة كوفيد-19 وتأجل عرضه أكثر من مرة قبل أن يتحدد يوم 11 فبراير الجاري لعرضه في دور السينما العالمية.
وتدور الحبكة الدرامية حول مسافرين على سفينة تبحر في النيل، يعيشون في أجواء من الهدوء والسكينة والسحر، ولكن أحوالهم تنقلب بعد العثور على أحد الركاب مقتولاً.
ويكلف المحقق البلجيكي الشهير هيركيول بوارو «كينيث براناه» بمهمة العثور على القاتل من بين الركاب وفك طلاسم الجرائم قبل أن تقع حوادث أخرى، ليدخل في سباق مع الزمن مع كل جثة جديدة تكتشف.
والحقيقة أن كاتب السيناريو مايكل جرين حافظ على الخط الرئيسي والثيمة الأساسية للرواية التي صدرت عام 1937 مع بعض الإضافات الجديدة، مثل الاستعانة بأشخاص ملونين، وتقليل كراهية المؤلفة للشخصية الغنية المنافقة.
وحافظ الفيلم على زمان وقوع الأحداث حيث يبدأ في خنادق الحرب العالمية الأولى، مع سرد لبطولة الجندي بوارو.
ويقفز الفيلم بعد ذلك إلى الثلاثينيات؛ حيث كرس بوارو المتعجرف والميال للسيطرة إلى التحقيق البوليسي ودراسة الأدلة الواضحة والحقائق الثابتة، ويبدو أنه يهرب بذلك من الحب.
ورغم وجود الممثلتين الكوميديتين جينيفر ساندرز ودون فرنش إلا أن الفيلم يخلو من لمحات كوميدية تخفف حجم التوتر والإثارة والترقب.
ويشتمل الفيلم على عدة خيوط اجتماعية ورومانسية من بينها سيمون دويل الذي يتخلى عن خطيبته، لصالح الزواج من الأرملة الثرية لينيت ريدجواي دويل (غال جادوت)، والتي وللمفارقة قدمتها له عروسه السابقة.
ويصبح ذلك سبباً كافياً بالطبع لكي تطاردهم الخطيبة المهجورة في شهر العسل الذي يقضيانه.
وللإنصاف، لم يضف الأداء شيئاً للنجمة المخضرمة أنيت بيننغ التي بدا أداؤها صخرياً من دون إحساس مقنع، ويمكن تطبيق ذلك على معظم الشخصيات.
ويزخر الفيلم بمجموعة أخرى من النجوم من بينهم صوفي أوكونيدو التي تلعب دور مغنية الجاز سالومي أوتربورن، ووليتيتيا رايت في دور ابنة أختها روزالي.
كل هؤلاء وغيرهم لديهم أسرار من نوع أو آخر، تجبر بوارو على أن يتعمق فيها مع تزايد عدد الجثث.
ورغم أن براناه يضفي بعض الحيوية وروح الدعابة على دور بوارو، لكن محاولة الفيلم لخلق أجواء رومانسية موازية لم تكن مقنعة.
وبلا شك، يستفيد الفيلم من قوة نجومه وثقلهم الدرامي، ومن شهرة أجاثا كريستي وحبكتها الدرامية.
ويأتي تميز الفيلم في الأزياء والتصوير والأجواء الساحرة وكأنه فيلم رائع عن السياحة والطبيعة، ولكنه أقل في الجودة من النسخة القديمة التي عرضت في عام 1978 من بطولة بيت ديفيس، وماجي سميث، وأنجيلا لانسبري، وميا فارو، وديفيد نيفن، وبيتر أوستينوف.
بالمقابل، يستفيد براناه «المخرج» من موهبة أجاثا كريستي في التوازن بين الدافع والفرص وتوسيع دائرة الاشتباه، بحيث يخضع كل شخص تقريباً على متن السفينة لنصيب متساوٍ من اهتمام بوارو وتساؤلاته.