سوليوود «متابعات»
بين تُونس وجنوب إيطاليا يجْري حاليّا تصْويرُ الجزْء الثّاني من مُسلسل «حرْقة» ليتمّ بثّه في شهر رمضان المُقبل، و«الحرقة» في الاستعمال الّلغوي في اللّهجة التّونسيّة مصطلح يعني الهجرة غير الشرعيّة إلى أوروبّا عبر «قوارب الموْت»، حسب ما أورده موقع مجلة سيدتي.
نجاح كبير
وكان الجزْء الأوّل من هذا المُسلسل لاقى نجاحاً كبيراً لدى المُشاهدين ولدى النُقّاد عند بثّه بالقناة الأولى للتلفزيون التّونسي «عموميّة» في شهر رمضان الماضي وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة.
والمسلسل يصوّر بشكل فنّي الواقع المرير لظاهرة هجرة الشّباب التونسي على قوارب الموت إلى ايطاليا ،والكثير من مشاهد المُسلسل تمّ تصويرها في عرض البحر، وبطريقة سينمائية مبهرة هو ما شدّ النّاس وجذب إعجابهم.
مآسي الهجرة
وقد تزايدت مآسي الهجرة غير الشّرعيّة من تونس، فالكثير من الشبّان وهم في زهرة العمر يبتلعهم البحر بعد غرق قوارب «الموت».
ورغم كلّ الإجراءات التّي تمّ اتّخاذها وتشديد العقاب إلا أن عمليات الهجرة غير النظاميّة لم تنقطع أبداً وتزداد في فصل الصيف لأن البحر يصبح أقل خطورة.
ووفق للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنه وصل حوالي 8 آلاف مهاجر غير نظامي من سواحل تونس إلى إيطاليا عام 2020.
دراما اجتماعيّة
والمسلسل هو دراما إجتماعيّة فيها رؤية فنيّة لقضيّة الهجرة السريّة وتلقي الضوء على مُعاناة المهاجرين غير الشرعييّن ومآسي المفقودين في عرض البحر وقصص الناجين في مراكز الحجز بعد وصولهم للتراب الإيطالي، والبعض منهم ينامون في الشوارع، وآخرون ينامون في مراكز إيواء في ظروف أشبه بالسّجن.
ويتّسم المسلسل بالواقعية في تصوير المعاناة القاسية للمهاجرين بشكل غير شرعي حتى أن المتفرج يخاله شريطاً وثائقياً.
قصّة أمّ عزباء
وتضمّن الجزء الأوّل من المسلسل 20 حلقة وكلّ حلقة مدّتها 50 دقيقة.
ومن بين القصص الدرامية ضمن أحداث المسلسل قصّة أمّ عزباء جسّدت شخصيّتها الممثّلة عائشة بن أحمد إختارت الهجرة غير النّظاميّة للهروب من نظرة المجتمع للأم العزباء.
ومن بين أهمّ الممثلين في الجزء الاوّل: وجيهة الجندوبي، ومهذب الرميلي، رياض حمدي، عبد اللطيف خير الدّين، مالك بن سعد، عائشة بن أحمد، مريم بن حسين، سناء الحبيب، حكيم بومسعود وقد ضم الجزء الثاني ممثلين جدد لشخصيات جديدة ومن بينها الممثلة منى نور الدين.
المُعاينة
وأكّد عماد الدّين حكيم ،كاتب السيناريو والحوار أنّه سافر إلى إيطاليا خصّيصاً ليرى ويعاين حالة المهاجرين وليكون نصه مجسماً للحقيقة.
يقول في تصريح صحفي: «انّ التقارير الإخباريّة تركز على عدد الغرقى وأرقام المفقودين لكنّنا في المسلسل حاولنا ان نقول إن وراء كلّ رقم توجد حكاية».
ويتضمن المسلسل مشاهد موجعة لشباب ونساء وأطفال ورجال يصعدون على «قوارب الموت» ويجازفون بحياتهم في رحلة خطيرة غير مضمونة العواقب.
كما مرّر المسلسل مشاهد للبحر، وهو يلفظ بين الحين والآخر جثث عشرات من الشباب الغارق والمتآكلة أجسادهم، بعد أن أفقدتها ملوحة البحر هويتها، وما يخلفه ذلك من ألم في قلوب الأهالي الملتاعة على فقدان فلذات أكبادهم.
أرقام وحقائق
يعدّ العالم اليوم 200 مليون مهاجر في مختلف أنحاء العالم، وأكثر المهاجرين أغرتهم الحياة والعمل في الدّول الغربيّة فعمدوا إلى الهجرة القانونيّة أو الهجرة السّريّة حتّى ولو كلّفتهم حياتهم أحياناً وخلال الأعوام الأخيرة فإنّ أوروبا إستقبلت اكثر من 3 ملايين مهاجر.
واليوم فإنّ عدداً كبيراً من الأوروبيين أصبحوا يخشون المهاجرين إليهم وخاصّة القادمين بشكل غير قانوني وينظرون إلى إزدياد عددهم نظرة كلّها خشية وريبة وعداء ورفض، وهذا ما يظهر المسلسل جانباً منه.