سوليوود «متابعات»
أحدث فيلم الصرخة حالة سينمائية خاصة، حيث نبه إلى جماهيرية أفلام الرعب رغم ما تثيره من رهبة وفزع، مثل دراما الزومبي والمهرج القاتل، وفرانكشتاين ومصاصي الدماء والسفاحين واجتياح وحوش الأعماق وغزو الكائنات الفضائية، وفقًا لموقع الرؤية.
ولكن لماذا نحب أفلام الرعب رغم أنها مصممة لتصيبنا بأكبر قدر ممكن من الضيق؟
هذا ما يحاول كولتان سكريفنر، الباحث في جامعة شيكاغو والمتخصص في علم نفس الفضول المرضي توضيحه في موقع ساينس فوكس.
ويشير سكريفنر إلى أن الأشخاص الأكثر شعوراً وإحساساً يميلون إلى الاستمتاع بالمشاعر المتطرفة، وتعتبر أفلام الرعب إحدى الطرق التي يمكنهم من خلالها فعل ذلك، لكنهم أيضاً ليسوا سوى فئة من الأشخاص الذين يستمتعون بالرعب.
ووفقاً لسكريفنز فإن معظم الناس «براعم بيضاء»، أناس يخافون حقاً من أفلام الرعب لكنهم ما زالوا يستمتعون بها.
ويقول: “هؤلاء هم الأشخاص الذين يشعرون وكأنهم يتعلمون شيئاً عن أنفسهم من خلال تجارب مخيفة”.
ويتابع: “يتطابق هذا مع البيانات التي تظهر أن الأطفال الذين يشاركون في ألعاب مثيرة أو مخيفة قد يكونون أقل عرضة لخطر أشياء مثل القلق في وقت لاحق من الحياة، لأنهم يتعلمون كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، والإثارة العالية، ويعلمون أنهم يستطيعون تجاوز تلك المواقف”.
التدريب على الرعب
وأشار سكريفنر إلى أن هذه البيانات تقود إلى واحدة من أكثر النظريات شيوعاً في هذا المجال، وهي أن الرعب يسمح لنا بالتدرب على المواقف المخيفة والخطيرة في مكان آمن.
ويتابع سكريفنر: “القلق والخوف من المشاعر التي يميل الناس إلى تجنبها في الحياة اليومية، لكن تجربة هذه المشاعر بطريقة مرحة تسمح لك بالشعور بالسيطرة، مثل جهاز محاكاة الطيران”.
ولفت إلى أن بعض المخاطر والمخاوف التي نتدرب عليها في حالة من الرعب لها جذورها في الخوف البدائي.
ومن بين تقنيات أفلام الرعب الشائعة، على سبيل المثال، تقليد الأصوات الخطيرة والطبيعية التي تشير غريزياً إلى الخطر – مثل The Exorcist ، الذي يخلط بين تسجيلات النحل الغاضب والصراخ.
ألعاب الطفولة
ويقارن الباحث في دراسته الرعب بالألعاب التي مارسناها ونحن أطفال، منوهاً إلى أن الناس قادرون، دون أي خبرة، على الانتباه إلى الأفاعي أكثر من الأنواع الأخرى من الأخطار، ولكن ذلك أشبه بلعبة مطاردة كائن مفترس مثل لعبة «الاستغماية» الشهيرة.
ومع ذلك، في بعض الأحيان تكون المخاوف من أن الأفلام المخيفة أكثر واقعية وذات صلة، بعد أن لاحظ الباحث تزايد البحث عن أفلام الرعب مع تصاعد المخاوف من انتشار وباء كورونا، كما يظهر على محرك البحث جوجل.
متعة الخوف
لكن الباحث يؤكد أن الناس لا يشاهدون أفلام الرعب فقط للتعلم، بل لأنها ممتعة، وهذا له علاقة بالجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، الذي ينظم وظائف الجسم مثل معدل ضربات القلب والاستيقاظ.
وأشار إلى أن هذا الجهاز يزيد من إطلاق المواد الكيميائية مثل النوربينفرين والكورتيزول والأدرينالين عند الشعور بالخطر أو مشاهدة أفلام الرعب لينعم الجسد بعد ذلك بمزيد من الراحة والاسترخاء، ويزيد من فاعلية الجهاز الهضمي، وربما الشهية، في تأثير يماثل إلى حد كبير تناول المخدرات للشعور بالرضا.
ويشبه الباحث مشاهدة أفلام الرعب بألعاب مدينة الملاهي التي نمارسها ونحن نشعر بالرعب، بينما نعلم أننا في أمان!
وأخيراً يؤكد أن مشاهدة أفلام الرعب لا تخلو من فوائد مثل مواجهة المخاوف بشجاعة، وحرق المزيد من السعرات الحرارية، والشعور بالراحة والاسترخاء والسعادة بعد المشاهدة، وأيضاً تقوية جهاز المناعة، وشعورنا بأهمية وجود الآخرين في حياتنا لنجدتنا.