سوليوود «خاص»
تعمل الجهات ذات الاختصاص بصناعة السينما في السعودية، على مواكبة أبرز وأهم المستجدات على الساحة الفنية العالمية، وتحاول المملكة تقديم أحدث الأساليب في أفلامها، من أجل الوصول إلى هدفها وهو تصبح السعودية وجهة سينمائية عالمية.
وبدأت المملكة في مواكبة انتعاشها المحلي، من خلال إنتاج أفلام هوليوودية وعالمية داخل أراضيها، عبر استقطاب أبرز النجوم والمخرجين وأطقم العمل العالمية، ومن أبرز اهتمامات المملكة بتطوير المجال السينمائي هو السينما المستقلة.
ما هي السينما المستقلة؟
السينما المستقلة هي تسمية أو تعريف للأفلام السينمائية، التى يتم إنتاجها خارج منظومة الاستوديوهات وشركات الإنتاج والتوزيع الكبرى، التي تتحكم في هذه الصناعة، وتميزت السينما المستقلة فى البداية بخروجها عن الخط التجاري الاستهلاكي، كما تميزت بتقديمها محتوىً إبداعي أكثر حرية ورقيًا، وغالبًا ما تكون معبرة بقوة عن آراء المخرجين، الذين يتحركون ويعملون بقرارهم كسينمائيين أصحاب أفكار ورؤى ومواقف إنسانية محددة وقضايا مجتمعية، يحاولون جاهدين المساهمة فى طرح حلول لها.
هذا التميز قد يخالف القوالب التجارية التقليدية، وضرورات تحقيق الأرباح السريعة والمضمونة، مما يجعل وصولها للمشاهد غير سهل، لعدم إمتلاكها لشركات توزيع وصالات عرض خاصة بها، وعلى الرغم من أن السينما المستقلة غالبًا ما تنتج بميزانيات صغيرة، وبلا نجوم كبار ولا يسبقها الإعلان الكثيف، إلا أنها سينما نقية وجدت ليتعرف العالم على خيارات الإنسان الإيجابية، وتوفير ثقافة الحياة.
متى ظهر مفهوم السينما المستقلة؟
ظهر مفهوم السينما المستقلة في ستينيات القرن الماضي، فمنذ نشأة السينما وحتى وقتنا هذا تكونت شركات إنتاج وتوزيع، نجحت في السيطرة على صناعة السينما، مما جعلها تسيطر بالكامل على نوعية الأفلام المقدمة إلى الجمهور، الأمر الذي وضع العديد من القيود على صناعة السينما، فظهرت الحاجة إلى السينما المستقلة للتخلص من هذه القيود، أما بالنسبة للسينما الاوروبية، فقد كانت القيود المفروضة تتعلق بالأمور الفنية، البناء التقليدي للسيناريو وقواعد التصوير والإخراج، فأتجه السينمائيين الأوروبيين لكسر هذه القواعد، حتى يتخلصوا من هيمنة السينما الأميركية، وينجحوا في تقديم رؤيتهم الفنية.
تاريخ السينما المستقلة
بدأت السينما المستقلة في السنوات الأولى من تاريخ السينما في عام 1900م، حيث احتكرت شركة «Motion Picture Patents» الأميركية، صناعة الأفلام عبر مجال صناعة المعدات والتوزيع، والاستوديوهات وصالات العرض، مما يجعل المخرجين منفذين فقط لتعليمات المنتج، فاتجه بعض المستمثرين نحو هوليوود وشيدوا عهدًا جديدًا للصناعة السينمائية، حسب ما أوردت هيئة الأفلام.
مميزات الأفلام المستقلة
حققت السينما المستقلة حضورًا كبيرًا على الساحة العالمية، لكنها لا تزال تعاني حالة شديدة من التهميش في بلادنا، الأمر الذي دفع النقاد ومخرجي السينما المستقلة، لرفع صوتهم بالشكوى لعل هناك من يستمع، وعلى الرغم من ذلك فإن السينما المستقلة تتميز بأشياء بارزة، وفيما يلي نرصد لكم أهم مميزات السينما المستقلة:
1- الفكرة: تتميز السينما المستقلة، بالخروج عن القسط التجاري المألوف.
2- التجربة: يمتاز الفيلم المستقل أيضًا بعدم التقيد بالأشكال الكلاسيكية في السرد البصري أو المضمون الدرامي.
3- انخفاض الميزانية: يعتبر انخفاض الميزانية، من أهم مميزات الأفلام المستقلة، حيث يكون الاعتماد على ميزانية منخفضة، مقارنة بالأفلام المدعومة من شركات الإنتاج.
4- محدودية العرض: غالبًا ما تُعرض الأفلام في صالات خاصة بالسينما المستقلة، أو عبر منصات رقمية، بعد المشاركة في المهرجانات السينمائية.
دور السينما المستقلة في المملكة العربية السعودية
تلعب السينما المستقلة دورًا بارزًا، في الارتقاء بصناعة السينما في المملكة العربية السعودية، وفيما يلي نرصد الدور البارز للسينما المستقلة في المملكة:
1- سينما الحوش: تعد سينما الحوش، أول مبادرات السينما المستقلة في منطقة جدة التاريخية، وقدمت عروضًا خاصة في حي الجديدة بالعلا.
2- وادي سينما: تمثل وادي سينما، مبادرة تعاون بين شركة موفي سينما وتلفاز 11 للسينما المستقلة، في حي جاكس بمنطقة الدرعية.