سوليوود «متابعات»
تشهد صناعة السينما في مصر محاولات تطوير على كافة المستويات، غير أن المحاولة الأكثر أهمية التي ظهرت مؤخرًا، هي الرغبة في الاستعانة بالتقنيات الحديثة في صناعة السينما، حيث تبنت شركة «جيميناي إفريقيا»، الحاصلة على حقوق الملكية الفكرية في مصر والعالم لمسار«السينماتك»، إدخال تقنية «السينما التفاعلية» في السينما المصرية، تلك التقنية المنتشرة عالمياً، التي تسمح للمشاهد بالتدخل في اختيار الأحداث التي يفضلها، واختيار النهاية التي يريدها، بصورة تجعل المتفرج جزءاً من فريق عمل الفيلم، حسبما أورده موقع الخليج.
عدلي توما، الرئيس التنفيذي لشركة «جيميناي إفريقيا» أكد أن الشركة لديها استراتيجية لسد الفجوة بين صناعة الأفلام وريادة الأعمال وإنشاء قنوات التواصل بينهما، من خلال إتاحة الفرص العملية المناسبة لرواد الأعمال والارتقاء بصناعة الترفيه عن طريق إدخال التكنولوجيا والأفكار الإبداعية الجديدة فيها،. وذكر أن الشركة تتبنى الاستعانة بالتقنيات الحديثة في الصناعة، ومنها تقنية السينما التفاعلية.
وأشار توما إلى أن التطبيق على تلك الفكرة جرى تنفيذه في عرض تفاعلي في الجزء الأول من فيلم«الجزيرة» بمنطقة الأهرامات، حيث عرضت رسالة للمشاهدين في لقطة إصابة بطلة الفيلم هند صبري بطلق ناري، وتضمنت الرسالة هل تريد أن يكتمل الفيلم بإنقاذ البطلة أم لا؟، وعلى هذا الأساس تفاعل المشاهدون، وجرى إجراء بعض التعديلات وفقاً للإجابات.
توما لفت إلى أن السينما التفاعلية تحظى باهتمام لافت من مختلف شرائح المشاهدين في الآونة الأخيرة، وذلك لاعتمادها على خيارات مفتوحة تتيح للمشاهد تحديد الخاتمة التي يرغبها، مؤكداً أن صناعة السينما لم تقف بعيداً عن الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية الجديدة، ليتحول الذكاء الاصطناعي والخوارزميات إلى عامل أساسي لا غنى عنه في نجاح الفيلم، وأثّرت الصورة الرقمية بشكل مباشر في كل خطوات الإنتاج السينمائي.
ويقول سيد فتحي، مدير غرفة صناعة السينما: القائمون على صناعة السينما يدركون أهمية التطوير في دور العرض المختلفة، لتكون مواكبة للتطورات التي تشهدها السينما، وقد بدأنا بالفعل نستخدم تقنيات حديثة، مثلما حدث واستخدمت تقنية «4DX»، ونحن لدينا القدرة والخبرات التي تجعلنا لا نخشى من استخدام أي تقنيات حديثة، والمنتجون وأصحاب دور العرض لديهم من الخبرة الكافية من أجل مواكبة السينمات لهذا التطور التكنولوجي، ونحتاج إلى تجهيز دور العرض بالإمكانيات المطلوبة.
«سباعية الأبعاد»
يقول التقني ومصمم الجرافيك أحمد حمدي: السينما التفاعلية وسينما 7D أو السينما «سباعية الأبعاد» كلها تقنيات ظهرت مع التطور التكنولوجي، والسينما التفاعلية ظهرت منذ سنوات، وكانت تطويراً للعبة فيديو تحتوي على مقاطع مسجلة مسبقا بصورة سينمائية، ويمكن للاعب اختيار بعض الأمور داخلها، منها على سبيل المثال حينما تصبح الشخصية الرئيسية في خطر، فيمكن للاعب أن يقرر إذا كان على الشخصية الهروب أو استخدام السلاح، وكلا الاختيارين يتم تسجيلهما من قبل، ونفس الأمر بالنسبة للسينما، حيث يمكن للمشاهد أن يختار بعض الخطوط الدرامية في العمل، فهي تخلط بين المشاركة والعرض، وتمنح المشاهد قدراً كبيراً من التحكم في بعض المشاهد، وتكون تلك المشاهد مصوّرة بالفعل وجاهزة للعرض حسب اختيار المشاهد.
علي عبد الحميد، الخبير المتخصص في الواقع الافتراضي يقول: هذه التقنية سوف تنجح بشكل كبير في مصر، وخصوصاً مع إقبال الكثير من الشباب على كل ما يخص التكنولوجيا الحديثة، وستكون المسيطرة سواء في الداخل أو الخارج،
أما الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي فتقول: لا شك أن هناك أهمية كبيرة لاستخدام التقنيات والتكنولوجيات الحديثة المستخدمة عالمياً في صناعة السينما، وخصوصاً أن هناك تفوقاً شديداً من ناحية التكنولوجيا في السينما العالمية علينا، وهذا سبب عدم وجود فيلم مصري في المهرجانات العالمية الكبرى، هذا بجانب أننا يجب أن نعرف الذائقة الفنية للجمهور حالياً، وهل يميل إلى مثل تلك التقنيات أم لا؟