سوليوود «متابعات»
شكّل الفيلم الجديد «دونت لوك أب» الذي تطرحه «نتفليكس» الجمعة ويتناول نهاية العالم، مناسبة لتوجيه بطليه النجمين ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورنس رسالة احترام للعلماء.
ويلعب الممثلان في الفيلم دور عالمَي فضاء يكتشفان مذنّباً سيقضي على الحياة على كوكب الأرض في غضون ستّة أشهر، ويحاولان عبثاَ إقناع السياسيين ووسائل الإعلام بأخذ هذا التهديد على محمل الجد.
وقد تعمّد صنّاع العمل الإسقاطات المرتبطة بأزمة المناخ، كما أعطى تصويره أثناء جائحة «كوفيد-19» رمزية أكبر.
وقال ديكابريو في مؤتمر صحافي عقده أخيراً «في الوقت الحاضر، نحن مشتتون عن الحقيقة، ومع أزمة كوفيد-19 فُتح جدل علميّ جديد».
وشكّل الفيلم مناسبة لعودة لورنس إلى الشاشة الكبيرة بعد سنين على غيابها عن الأضواء.
وتقول نجمة «هانغر غايمز» لمجلة «فانيتي فير» أنّها شعرت أنّ الناس «ضجرت» منها، بعد سلسلة خيبات في شباك التذاكر، وأرادت التركيز على بناء حياة واقعية، بعدما واجهت الموت عندما سقطت طائرتها الخاصة.
وما جذبها للعودة إلى التمثيل كان حبّها لمخرج «دونت لوك أب» آدم ماكاي والرسالة التي يحملها الفيلم.
وقالت لورنس في تصريحات صحافية حديثة «أمر محزن ومحبط للغاية أن ترى الأشخاص الذين كرّسوا حياتهم للبحث عن الحقيقة يُبعَدون لأنّ الناس لا تعجبهم هذه الحقيقة».
وفي الفيلم، يواجه عالما الفضاء لحظات عصيبة بسبب محاولتهما إقناع الرئيسة الأميركية النرجسية المهووسة بالقوة والتي تؤدي دورها الممثلة ميريل ستريب بالتهديد الذي يواجهه كوكب الأرض.
وقالت ستريب «مصادر الوحي كانت كثيرة بسبب وجود الكثير من الأشخاص العبثيين الذين يتدخلون، بلا خجل، في الحياة العامة».
وأدارت الندوة الصحافية عالمة الفضاء الأميركية أيمي ماينزر التي استندت إليها شخصية لورنس.
ورأت ماينزر أنّ رؤية دي كابريو يتصدى بشغف للغباء الحاصل في تجاهل التحذيرات العلمية كان «مريحاً للغاية».
وأضافت «عرضنا الفيلم على علماء آخرين في لوس أنجليس وكانوا يصفّقون. هذا أمر يؤخذ في الاعتبار».
وأعطى جوناه هيل الذي يلعب دور الابن البغيض ومدير فريق عمل الرئيسة، ملاحظة طريفة في المؤتمر الصحافي، عندما سُئل عمّا سيفعل إذا وصل العالم إلى النهاية. وقال «أظنّ أنّني سأغرّد، لأشارك الناس بأفكاري وآرائي حول الأفلام وكيف يعيش النجوم ومن يواعدون»، مضيفاً «أعتقد أنّ الناس، في لحظاتهم الاخيرة، سيرغبون في قراءة ذلك».
وتوافق لورانس هيل، وتقول ضاحكةً «سأموت وأنا أكتب تعليقات عبر تيك توك».
وانتقل ماكاي من إخراج أفلام كوميدية مثل «أنكرمان» و«ستيب براذرز» إلى أفلام سياسية مثل فيلم «ذي بيغ شورت» الذي يتناول الأزمة المالية، وفيلم «فايس» عن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني.
وقال ماكاي «أردنا التعامل مع موضوع أزمة المناخ التي يمكن القول إنها أكبر تهديد للحياة في تاريخ البشرية، والتي يمكن أن تكون مثل حيوان يهاجمك، وهذا الأمر ربّما يكون ساحقًا».
ويتابع «إذا استطعت الضحك هذا يعني أنّك تقف على مسافة معينة، وهو أمر مهمّ. يمكنك أن تشعر بالحالة الطارئة والحزن والخسارة بينما تتمتع أيضاً بروح الدعابة».
ويحاكي هذا المشروع نقطة ضعف دي كابريو الناشط منذ سنوات في أزمة المناخ.
ويقول دي كابريو «كنت أبحث لعقود عن فيلم يتناول هذه المشكلة التي يبحث الجميع فيها عن فرصة لإحداث تغيير. آدم ماكاي فكّ الرموز».
ويضيف «إنّها أهم قضية يمكن لأي شخص منّا أن يتحدّث عنها في حياته اليومية».