سوليوود – ريهام صالح
يعد فيلم لا أستطيع تقبيل وجهي من الأفلام السعودية الرائعة التي أثبتت كفاءة المخرج علي السمّين من حيث الرؤية الإخراجية والقصة والسيناريو والحوار، حيث يعتبر الفيلم – وهو من فئة الأفلام القصيرة – من الأفلام القليلة التي تبث فكرة تحكم مواقع التواصل الاجتماعي في الأفكار واختلاف وجهات النظر، وهو ما يجعل السينما السعودية قادرة على إبراز الأفكار الجديدة على الساحة ونشرها برؤية مميزة لا تقل عن الأفلام الأخرى.
فكرة سترى نفسك فيها
كان هذا تصريح على السمّين مخرج الفيلم أثناء استلامه جائزة أفضل إخراج من مهرجان مركز الملك فهد في الرياض في يناير الماضي، حيث أشاد بفكرة الفيلم المقتبسة من نص كتابي من الكاتب خالد اليحيى الذي اقتبس الفيلم من أحد نصوصه، وفكرة الفيلم عبارة عن شخصين لهما أفكار مختلفة ويبرز خلاف بينهما إلا أن المشاهد يرى أنهما على حق، وكل شخص له الحق في وجهة النظر التي يتبناها.
وقد أصر المخرج من خلال الرؤية الإخراجية أن يوضح أن كلا الشخصين يمثلان المجتمع بجميع أفكاره وتوجهاته، والفكرة فقط في كيفية تلاقي الأفكار والطرح في الاختلاف بين وجهات النظر التي يعرضها المجتمع ويتفاعل معها، حتى يظن المشاهد أنه يرى نفسه من خلال هذا الفيلم، ولعل السمين ويعقوب الفرحان وشجاع نشاط بطلا الفيلم كانوا قادرين على إثبات ذلك الأمر.
فيلم المكان الواحد
أعتمد على السمين على بطلين رئيسيين في هذا الفيلم يتحاوران حول الفكرة في مكان واحد، وهو يتناسب بالضرورة مع طبيعة الفيلم الروائي القصير، وقد أضافت كاميرا السمين مع مؤثرات الصوت الرائعة المناسبة للمشاهد رؤية خاصة للفيلم، خاصة مع أداء البطلين المتركز على إبراز الفكرة، وهنا نجد أن الفكرة كانت البطل الحقيقي للفيلم بأكمله.
اسم يعكس الفكرة
يبدو اسم الفيلم غريبا، لكنه يعبر تماما عن فكرة الفيلم الأصلية والرئيسية حول مناقشة فكرة النرجسية التي تنتج عن الشهرة، بحيث لا يعرف الإنسان مهما كان وضعه أن يقبل وجهه الذي يعبر عن شخصيته الحقيقية.
لذلك نعتبر أن فيلم لا أستطيع تقبيل وجهي من الأفلام القصيرة الممتعة ذات الأهداف الكبيرة، والتي قد تعطي للسينما السعودية أبعاداً عميقة في المستقبل القريب، من خلال الأفكار المطروحة والرؤية الإبداعية في الإخراج والتمثيل، وهذا ما يتضح مع الأيام.