سوليوود «متابعات»
شخصية القاضي روي بين، واحدة من شخصيات الغرب الأميركي الحقيقية، أسس لنفسه موقعًا بالقرب من بلدة توسون وفرض سطوته عليه، لم يكن عادلاً وربما لم يكن قاضيًا فعليًا في الأصل، بل شخص آلت إليه القدرة على التحكم بمصائر الناس، كان لا يتردد في إصدار حكم بالإعدام حتى من دون إثبات التهمة على المتهم أو منحه حق الدفاع عن نفسه كاملاً، هناك شجر كثير في الجوار يمكن تعليق حبل المشنقة وترك المتهم يترنح ميتاً مذنبًا كان أو بريئًا، حسبما أفاد موقع الشرق الأوسط.
المخرج جون هيوستن وجد في شخصية هذا القاضي «1829 – 1903» مادة نقد لاذع في فيلم عنونه «حياة وأزمنة روي بين» 1972 قام ببطولته المخرج نفسه. لكن هذا الفيلم والفيلمان ليسا الوحيدين المُنتجين حول هذه الشخصية يختلف في أنه يستند إلى شخصية واقعية ليؤلّف حكاية حول غرام روي بين بمغنية لم يلتق بها في حياته اسمها ليلي لانغتري لدرجة أنه قد يعفو عن مجرم إذا ما أبدى إعجاباً مماثلاً بها.
غاري كوبر في دور الرجل الذي يُساق إلى القاضي روي بين أداه وولتر برينان ونال عنه أوسكار أفضل ممثل مساند في الحانة التي يملكها والتي يجري فيها المحاكمات وذلك بتهمة سرقة حصان، يقضي روي بين بإعدامه رغم براءته فهو اشتراه من لص. هاردن «كوبر» يلاحظ الثغرة العاطفية التي يستطيع منها النفاذ إلى قلب القاضي فيبدأ بالحديث عن علاقته بالمغنية، القاضي من ناحيته يؤخر حكم الإعدام ثم يسقطه عندما يكتشف أن رواية هاردن صحيحة، لكنه يلاحق هاردن طالباً منه ما وعد به: خصلة شعر اقتطعها من رأس المغنية حسب روايته.
«الغربي» يعيش على حالة التوتر بين القاضي وبين هاردن، الأول يؤيد أصحاب الأملاك في موقفهم ضد أصحاب المواشي والقادمين الجدد إلى المنطقة للعيش، يسمح للفريق الأول بتأليف عصابة تغير على المستوطنين الجدد وتحرق ممتلكاتهم وتقتل من يعترضها، هاردن لا يمكن له قبول ذلك والمواجهة بينه وبين روي بين ستقع لا محالة، وهي تقع بالفعل في الفصل الأخير من الأحداث عندما يؤم القاضي حفلة المغنية بعد وصولها إلى البلدة حاجزاً القاعة كلها لينفرد بحضور الحفلة.
مخرج هذا الفيلم الجيّد هو ويليام وايلر الذي تشهد أفلامه بمحاولاته الدؤوبة لتقديم أفلام ذات سمات إنتاجية مرتفعة كما الحال في «بن حور» الذي حققه سنة 1925 وThe Big Country سنة 1958.
تكلفة هذا الفيلم بلغت مليوني دولار وهي مرتفعة حينها لفيلم وسترن ولو أنها مسبوقة والسائد هو أن غاري كوبر تردد في قبول الدور وحين قبل اشترط أن يتم توسيع دوره فانتقل الفيلم بذلك من عمل يدور حول القاضي إلى عمل يدور حول القاضي والشخصية التي يلعبها كوبر والتي تنتقل ما بين الصداقة والعداوة في سياق حسن التنفيذ والتوتر.
هذا التوتر خدم الفيلم درامياً، لكن الحال هو أن العمل يتأرجح حائراً بين من هو الأجدر بالبطولة، صحيح أنه يميل في النهاية للشخصية التي يؤديها غاري كوبر إلا أن برينان يمسك بزمام الأمور كونه المحور الذي تقع الأحداث من حوله.