سوليوود «متابعات»
رفعت حالة الانتعاش التي تشهدها السينما العربية حالياً، معنويات المنتجين وفتحت شهيتهم لتقديم مزيد من الأفلام، استعداداً لعرضها بدور السينما في الفترات المقبلة، واللافت أن عدداً غير قليل من صناع الأفلام اتجه نحو الأدب، لتحويل كتابات بعض الروائيين لأفلام، خصوصاً في ظل نجاح تجارب سابقة لهؤلاء الكتاب، وتحقيقها نتائج إيجابية سواء جماهيرياً أو على مستوى إيرادات شباك التذاكر، ومن هؤلاء المخرج، ماندو العدل، الذي بدأ تصوير فيلم جديد بعنوان «الملحد»، من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى، بعد أن تعاونا من قبل في فيلم «صاحب المقام»، الذي عرض، العام الماضي، على إحدى المنصات الرقمية العربية، ثم تم طرحه في دور العرض لاحقاً.
وبحسب صحيفة الإمارات يشارك في بطولة فيلم «الملحد» مجموعة من الفنانين، منهم محمود حميدة، حسين فهمي، شيرين رضا، أحمد حاتم، نجلاء بدر، صابرين، تارا عماد، مصطفى درويش وغيرهم.
كذلك كان أحدث أعمال ماندو العدل، مسلسل «بين السما والأرض»، الذي عرض في 15 حلقة خلال شهر رمضان الماضي، مأخوذاً عن قصة للأديب نجيب محفوظ.
«أولاد حارتنا»
من جانبه، كشف الفنان عمرو سعد عن مفاجأة غير متوقعة، حيث أعلن عن توقيع عقد لتحويل رواية الأديب نجيب محفوظ الشهيرة «أولاد حارتنا» لفيلم سينمائي، يتشارك في إنتاجه المنتج اللبناني صادق الصباح، مع المنتج المصري كامل أبوعلي، الذي حصل على حق إنتاج الرواية التي مر أكثر من 60 عاماً على صدورها، وذكر سعد أن تفاصيل العمل سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، سواء اسم السيناريست أو المخرج، وكذلك الأبطال الذين سيشاركون في بطولة العمل، الذي سيضم عدداً ضخماً من النجوم والنجمات، وسيتم تصوير العمل بالكامل في لبنان، لتكون المرة الأولى التي تتحول فيها الرواية إلى عمل فني، بعد فشل محاولات عديدة سابقة لتحويلها إلى فيلم.
وترجع أهمية هذا الخبر إلى أن «أولاد حارتنا»، منذ صدورها في عام 1959، في شكل حلقات نشرت بجريدة «الأهرام» المصرية، كانت ومازالت محل جدل واسع بسبب ما تطرحه من أفكار فلسفية، والشخصيات التي تتناولها الرواية، فبعد طباعتها بكتاب في بيروت عام 1962، تم منع صدروها في القاهرة، بعد اعتراض الأزهر الشريف عليها، وطالبت هيئة علماء الأزهر بمنع نشرها أو تداولها، وكانت سبباً في هجوم أحد أفراد الجماعات المتطرفة على الأديب العالمي ومحاولة اغتياله عام 1994، ولم تطبع الرواية في مصر إلا في عام 2006، وهو عام رحيل محفوظ، عندما قامت دار الشروق بطباعتها في 581 صفحة.
بين «أهل الكهف» و«بضع ساعات» أعلن الكاتب محمد صادق تحويل روايته «بضع ساعات في يوم ما»، التي صدرت عام 2012، إلى فيلم سينمائي قريباً، ليعيد بذلك تجربة تحويل روايته «هيبتا» التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 2016، بطولة ماجد الكدواني، عمرو يوسف، ياسمين رئيس، دينا الشربيني، أحمد داوود، أحمد مالك، جميلة عوض، عن سيناريو وائل حمدي إخراج هادي الباجوري، وحقق الفيلم إيرادات مرتفعة ونجاحاً جماهيرياً واسعاً، كما حصل على عدد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية.
أما فيلم «أهل الكهف»، المأخوذ عن مسرحية الكاتب الكبير توفيق الحكيم التي صدرت عام 1933، فمازال في طور التجهيز، بعد توقف التصوير أكثر من مرة بسبب جائحة «كوفيد-19»، والفيلم معالجة سينمائية وسيناريو وحوار أيمن بهجت قمر، وإخراج عمرو عرفة، ويشارك في بطولته الفنانون خالد النبوي، غادة عادل، محمد فراج، أحمد عيد، عبدالرحمن أبوزهرة، ومصطفى فهمي الذي يعود للتمثيل بعد فترة غياب، ويتناول العمل صراع الإنسان مع الزمن، من خلال ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم امتد لأكثر من ثلاثة قرون، ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل.
ومازال فيلم «كيرة والجن» – للمخرج مروان حامد، المأخوذ عن رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، الذي كتب كذلك السيناريو والحوار للفيلم – قيد التصوير، بعد فترات توقف بسبب جائحة «كوفيد-19» ولانشغال أبطاله بتصوير أعمال أخرى، ويعد الفيلم من الإنتاجات الضخمة في مجال السينما خلال الفترة الحالية، وهو من بطولة كريم عبدالعزيز، أحمد عز، هند صبري، سيد رجب، أحمد مالك، علي قاسم، هدى المفتي، محمد عبدالعظيم، عارفة عبدالرسول، وتامر نبيل، وهو يرصد واقع المجتمع المصري في فترة الاحتلال الإنجليزي إبان ثورة 1919، ويكشف عن قصص حقيقية لمجموعة من أبطال المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي، خلال ثورة 1919 حتى عام 1924، وذلك من خلال أبطال منسيين خاضوا معارك وتضحيات جريئة من أجل الاستقلال.
«الغرفة 207»
الاتجاه للرواية لم يقتصر فقط على السينما، حيث يستعد الفنان، محمد فراج، للقيام ببطولة مسلسل جديد من فئة الرعب والتشويق بعنوان «الغرفة 207»، وهو مأخوذ عن رواية الكاتب المصري الراحل، أحمد خالد توفيق، «سر الغرفة 207»، وذلك بعد نجاح مسلسل «ما وراء الطبيعة»، الذي عرض على شبكة «نتفليكس»، عن السلسلة التي تحمل العنوان نفسه لتوفيق.