سوليوود «خاص»
يتطرق الفيلم الفرنسي «The Intouchables»، أو «المنبوذون»، لعالمين منفصلين جمع عينة عنهما، وعبّر عنهما بالعنوان، الفيلم من بطولة شخص مصاب بشلل رباعي يفتقر للصحبة والصداقات، وآخر مهاجر من أصول إفريقية يعاني من العنصرية، رغم إجادته اللغة الفرنسية وولادته في تلك البلاد وحصوله على جنسيتها.
تدور أحداث الفيلم حول «فيليب» الفاحش الثراء، والذي أُصيب بالشلل الرباعي خلال إحدى مغامراته بالقفز المظلي، ويعرض وظيفة لتعيين شخص يتولى رعايته، وبعد مقابلات كثيرة يفوز الشاب «إدريس»، بالوظيفة.
وما يميز «إدريس» القادم من عالم العيش على المعونات الاجتماعية إلى عالم مختلف ومناقض كليًا، أنه جاء ليؤدي وظيفته كما يراها لا كما هي مرسومة نظريًا، وسرعان ما يخرج الشاب من نمطية الآمر والمأمور، ليبني علاقة صداقة متينة مع «فيكتور»، ويخرجه من فخ الرتابة والروتين اللذان يعيش بهما متأثرًا بحالته الصحية.
حفلات موسيقية وتسكع في الطرقات سيرًا على الأقدام أو بالسيارة، وتدخين وكثيرٌ من الضحك تُعيد للصديق المريض وجهه الضاحك الذي فقده مع جزء من صحته، ومع تصاعد الأحداث يضطر «إدريس» لمفارقة صاحبه، بعد أن قدمت له مؤسسة الإعانات الاجتماعية فرصة لوظيفة ثابتة براتب شهري، الأمر الذي ينعكس سلبًا على حالة «فيكتور»، لا لفقدانه موظفًا مأجورًا يرعاه بل لفقدانه صديقه.
وبعد عدة مقابلات مع راغبين بالوظيفة الإنسانية، لا ينسجم «فيكتور» المريض مع أحد من الراغبين برعايته، مما يعني العودة للشاب القديم مجددًا لكن العودة هذه المرة ليست للبقاء بل لتقديم هدية الوداع، ومنحه حب حياته الذي بناه عبر رسائل لا صوت فيها يتبادلها مع سيدة ما عن بعد، وخلال الفيلم تطل العنصرية برأسها من خلال حوار مقتضب بين «إدريس»، والفتاة التي يتبناها «فيكتور»، حيث تطالبه بالعودة إلى بلاده في إشارة منها إلى جذوره العرقية.
يركز الفيلم على القيمة العاطفية للمريض، وعلى منح الصداقة قدرًا كبيرًا من الإشباع العاطفي، لا سيما حين يتقاسم صديقان المعاناة وإن كانت مختلفة الوجه، فالأول مريض والآخر غير مستقر ماديًا، وكلاهما بلا أصدقاء آخرين.
«المنبوذون» ليس فيلمًا خياليًا، ولا يروي أحداثًا وقصصًا غير واقعية، فالعمل مقتبس عن قصة صداقة حقيقية جمعت بين المغربي «عبدول سيللو»، والفرنسي «فيليب بوزو دو» .